تعوّل شركة النفط المكسيكية الحكومية "بيمكس" على أسعار النفط المرتفعة في تحقيق أرباح تساعدها لقضاء الديون المستحقة عليها، رغم الرياح المعاكسة.
وفي ضوء هذا السيناريو، تعكف بيمكس حاليًا على تقييم خيارات مدفوعات الديون مع وزارة المالية، في حين تكافح الشركة المأزومة ماليًا من أجل ترجمة الأسعار المرتفعة إلى أرباح وسط هبوط الإنتاج، وتركيزها على أعمال التكرير بدلًا من تصدير الخام، حسبما أوردت شبكة "بلومبرغ".
وقال الرئيس التنفيذي لـ"بيمكس" أوكتافيو روميرو أوروبيزا، إنه يُجري مباحثات مع وزارة المالية في المكسيك منذ الربع الأخير من العام المنصرم (2022)، من أجل إيجاد خيار يساعد الشركة في سداد الديون المستحقة عليها، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح أوروبيزا أن أسعار النفط المرتفعة من الممكن أن تساعد "بيمكس" على إيجاد بدائل لسداد مدفوعات الديون.
وفي هذا السياق، قال أوروبيزا في تصريحات أدلى بها خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأربعاء 4 يناير/كانون الثاني (2022): "نحن بالفعل لدينا العديد من الحلول البديلة".
الأعلى مديونية في العالم
أشار أوروبيزا إلى أن مدفوعات استهلاك الدين الخاص بـ"بيمكس" التي غطّتها الحكومة تتراوح بين 5.5 مليار دولار و6 مليارات دولار، مضيفًا أن تلك الديون مُستحَقة الدفع في الربع الأول من العام الحالي (2023).
و"بيمكس" هي شركة النفط الأعلى مديونية في العالم، بدين إجمالي تلامس قيمته 105 مليارات دولار أميركي، علمًا بأن الكيان النفطي المكسيكي يقع تحت وطأة ضغوط مالية شديدة، في حين ترغب منه حكومة البلد الواقع في أميركا الشمالية أن يوقف صادرات النفط، وأن يولّي وجهته بدلًا من ذلك صوب الاستثمار في مصافي التكرير المأزومة ماليًا.
ويجيء هذا رُغم الجهود الفاشلة التي تبذلها بيمكس في سبيل إنهاء موجة التراجعات بالإنتاج النفطي على المدى الطويل.
وكان الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور قد أعلن مؤخرًا أن حكومته ستهبّ لمساعدة بيمكس على سداد ديونها، إذا لزم الأمر.
بيد أن المكسيك تتوقع من بيمكس أن تسدد ديونها دون أيّ مساعدات حكومية.
وكانت وزارة المالية تتوقع من "بيمكس" أن تسدد الديون المستحقة عليها في الربع الأول من العام الجاري (2023)، دون طلب العون من الحكومة، وفقًا لما ذكرته بلومبرغ الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني (2023)،
وفي أعقاب دعمها ماليًا في السنوات الأخيرة، ترغب وزارة المالية حاليًا من بيمكس أن تسدد ديونها بنفسها، ما لم يكن لديها الأموال الكافية لذلك بحلول نهاية الربع الأول من 2023، حسب المصادر.
على صعيد متصل، صرّح الرئيس التنفيذي لـ"بيمكس" بأن شركته تقلل الديون المستحقة عليها، قائلًا: "نحن ندير تلك الديون بالتعاون مع الحكومة الفيدرالية، ووزارة المالية".
مصفاة تكرير جديدة
في ديسمبر/كانون الأول (2022)، أعلن الرئيس المكسيكي أن بيمكس ستشرع بالعمل في مصفاة التكرير الـ8 التابعة لها، يوليو/تموز المقبل (2023).
وأضاف أوبرادور بأن المصفاة الـ8 التابعة للشركة المملوكة للدولة ستعمل في البداية بنصف طاقتها الإنتاجية، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وكان أوبرادور قد تعهَّد أمام الرأي العام المكسيكي بتعزيز الإنتاج المحلي من البنزين والديزل من المصافي الموجودة في محفظة بيمكس، في إطار جهود الدولة لإنهاء اعتمادها على الواردات، ولا سيما الوقود الأميركي.
وفي فبراير/شباط (2021)، كشف أوبرادور النقاب عن بناء مصفاة تكرير نفط جديدة، سعة 700 ألف برميل، ضمن مساعي حكومته للتخلص من الاستيراد مع نهاية مدة ولايته، بحسب بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتشير التقديرات إلى أن مصفاة تكرير النفط الجديدة ستبدأ الإنتاج بـ170 ألف برميل يوميًا، وفق ما أعلنه الرئيس المكسيكي.
موضوعات متعلقة..
- أسعار النفط القياسية تحقق أرباحًا إضافية لـ"بيمكس" المكسيكية
- بيمكس المكسيكية تبدأ تشغيل مصفاة التكرير الثامنة في يوليو
- انفجار خط أنابيب تابع لشركة بيمكس المكسيكية (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- الجزائر تعزز موقعها ثاني أكبر مصدر للغاز إلى أوروبا.. وخبير: قد تسجل قفزة مستقبلًا
- العضو المنتدب لشركة أكوا باور: مصر مؤهلة للريادة في الهيدروجين الأخضر (حوار)
- توقعات أسعار النفط في 2023 وأعلى مستوى قد يصل إليه البرميل.. 10 خبراء يتحدثون