الطاقة النظيفة سلاح صناعة الفوسفات في المغرب.. وصفقة مع الهند قريبًا
الطاقة
مع ارتفاع أسعار الغاز عالميًا، برزت الطاقة النظيفة طوق نجاة لصناعة الفوسفات في المغرب، لقيادة عجلة الاقتصاد الوطني وأداء دور رئيس في تخفيف وطأة أزمة الغذاء عالميًا.
عانت الرباط كثيرًا خلال العام الماضي (2022) جراء ارتفاع أسعار الغاز وندرته، خاصة بعد وقف صادرات الغاز الجزائري إلى أوروبا عبر المغرب، في إطار الخلاف السياسي بين البلدين.
ويستهلك استخراج الفوسفات في المغرب جزءًا كبيرًا من الطاقة، فضلًا على استنزافه الموارد المائية، في حين بدأت البلاد تعاني من موجات جفاف جراء أزمة التغير المناخي.
تعدّ عملية استخراج الفوسفات وإنتاج الأسمدة مكلفة في إطار استهلاك الطاقة والمياه، إذ تستهلك قرابة 7% من الإنتاج السنوي من الطاقة و1% من موارد المياه في المغرب.
ويعدّ النيتروجين عنصرًا رئيسًا في صناعة الأسمدة، إذ يعتمد في إنتاجه على الغاز الطبيعي، وهو يمثّل نحو 80% من تكاليف إنتاج الأسمدة النيتروجينية.
احتياطيات الفوسفات في المغرب
يعدّ الفوسفات في المغرب، واحدًا من أهم ركائز التنمية التي تعوّل عليها المملكة خلال السنوات المقبلة، إذ خُصِّص نحو 12.3 مليار دولار لتطوير القطاعات المرتبطة بإنتاج وتطوير صناعات الفوسفات على مدى 5 سنوات.
تأتي الاستثمارات ضمن البرنامج الاستثماري الأخضر الجديد لـ"المجمع الشريف للفوسفاط" التابع للدولة، خلال المدة بين 2023 و2027.
يعدّ المغرب ثالث أكبر منتج للفوسفات في العالم، إذ يحتوي على 75% من الاحتياطيات العالمية من صخور الفوسفات المستعمَل في صناعة الأسمدة.
وتبلغ احتياطيات الفوسفات في المغرب قرابة 50 مليار طن، ما يجعله قادرًا على أداء دور حيوي في حل أزمة الغذاء العالمية، من خلال توفير الأسمدة اللازمة للمحاصيل.
فمنذ سنوات عديدة، قرر المغرب بدلًا من الاكتفاء بتصدير المواد الخام من الفوسفات أن يصبح أحد أكبر منتجي الأسمدة في العالم، إذ استحوذ المجمع الشريف للفوسفاط عام 2020 على 54% من الحصة السوقية من صادرات الأسمدة إلى أفريقيا.
التحول إلى الطاقة النظيفة
وضع المغرب خطة إستراتيجية لتأمين احتياجات الصناعات الوطنية من الكهرباء والوقود، من خلال التحول إلى الطاقة النظيفة.
ويخطط المغرب لرفع مساهمة الطاقة المتجددة إلى 52% من مزيج الكهرباء الوطني، مع التوسع في مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر.
كان معهد الشرق الأوسط قد أشار في تقرير له مؤخرًا إلى أن الطاقة المتجددة باتت ضرورية لمساعدة المغرب على الاستمرار في الحفاظ على مكانته وإنتاجه الكبير من الأسمدة.
وشدد على أن الطاقة المتجددة ستساعد المغرب في الخروج من هذه الحلقة المفرغة لارتفاع الأسعار والغذاء والطاقة.
وتوقعت مصادر حكومية ارتفاع فاتورة مشتريات الطاقة والمحروقات خلال 2022 بنحو 25 مليار درهم (2.56 مليار دولار أميركي)، مقارنة بسنة 2021، لتسجل نحو 47.7 مليار درهم (4.88 مليار دولار).
إنتاج الهيدروجين الأخضر
يمتلك المغرب إمكانات ضخمة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهو ما يكفي لتلبية ما يقرب من احتياجاته من الطاقة وتصدير الفائض، فضلًا على توقيع عدّة اتفاقيات لتطوير مشروعات في مجال الطاقة باستعمال الهيدروجين الأخضر.
وقال رئيس لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب محمد شوكي، إن المغرب يسعى من خلال هذا الاستثمار الأخضر لانتهاز الفرص المتاحة في الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر من خلال مبادرة تقوم بها شركة عمومية لتشجيع القطاع الخاص على الانخراط في هذا المجال، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.
يهدف البرنامج الاستثماري الجديد لشركة "المجمع الشريف للفوسفاط" إلى زيادة الإنتاج بالاعتماد على الطاقة الخضراء، وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2040، على أن تصل نسبة المكون المحلي إلى 70%، فضلًا عن توفير 25 ألف فرصة عمل.
تتيح هذه الاستثمارات على المدى البعيد وضع حدّ لاعتماد الشركة الحكومية على الواردات، مثل الأمونيا التي تسعى إلى إنتاجها من خلال الهيدروجين الأخضر.
يخطط المغرب لإنتاج نحو 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وفق سيناريو متفائل، بالاعتماد على إمكانات البلاد في مجال الطاقة المتجددة وتحلية مياه البحر، ما من شأنه تسريع تحقيق هدف الحياد الكربوني في 2050.
يُرَوَّج لاستعمال الهيدروجين الأخضر لمساعدة مجموعة الفوسفات المغربية في تصنيع الأمونيا الخضراء الذي تحتوي على نسبة كبيرة من النيتروجين، الذي يعدّ المكون الرئيس لإنتاج الأسمدة.
التعاون مع الهند
من المتوقع أن يزور وزير الكيماويات والأسمدة الهندي مانسوخ مندافيا، المغرب خلال يناير/كانون الثاني الجاري؛ لتوقيع عدّة اتفاقيات لاستيراد الأسمدة المغربية.
إذ ستوقّع الهند اتفاقيات مع المغرب لتأمين إمدادات طويلة الأجل من الفوسفات الصخري، وهو مادة خام أساسية لإنتاج أسمدة ثنائي فوسفات الأمونيوم ونترات فوسفاط البوتاسيوم.
تسعى نيودلهي إلى إقامة روابط تجارية واستثمارية مع الدول الغنية بالمعادن لتنويع مصادر الإمداد، وضمان أمنها الغذائي.
تشير بيانات وزارة الكيماويات والأسمدة الهندية إلى أن متطلبات الهند من الأسمدة تبلغ نحو 43.5 مليون طن، وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام هندية.
ونجح المغرب خلال السنوات الأخيرة في زيادة عائداته من تصدير الفوسفات إلى العالم، مع تزايد الطلب عالميًا على الأسمدة.
إلى جانب الأداء الكروي اللافت، كانت 2022 حافلة بإنجازات اقتصادية مهمة، تَمثَّل أبرزها في تحقيق المملكة لأرقام قياسية من حيث
تصدُّر الفوسفات ومشتقاته في المغرب قائمة صادرات المملكة بأكثر من 9.5 مليار دولار، تليها صناعة السيارات بـ8.5 مليار دولار في الأشهر الـ10 الأولى من 2022.
موضوعات متعلقة..
- خطوة للعالمية.. تطوير بطاريات السيارات الكهربائية القائمة على الفوسفات في المغرب
- أكبر محطات الطاقة النظيفة في أفريقيا تتصدرها مصر والمغرب
اقرأ أيضًا..
- أداء قطاع النفط المصري خلال 2022.. ورقم قياسي جديد (إنفوغرافيك)
- الجزائر تقود 4 دول أفريقية للتنقيب عن النفط والغاز في 2023
- حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022.. أسواق الطاقة في 365 يومًا
مقال كرغولي ههههههههه
هذا المقال مع اسف شديد فيه مغالطات كثيرة,احسب صاحبه بلغه من الهوى مبلغ الذي غمرت نفسه الحسد والحقد معا..نحن في المغرب لاناخذ الدروس من احد..