خريطة طريق الهيدروجين الأخضر تعزز مكانة المغرب في الأسواق العالمية (تقرير)
دينا قدري
يسير المغرب بخطى ثابتة نحو حجز مقعده في سوق الهيدروجين الأخضر العالمية، دعمًا لإزالة الكربون، وتنويع مزيج الطاقة، وتعزيز أمن الإمدادات.
وبرزت المملكة -في تقرير حديث أصدره بنك الاستثمار الأوروبي- بوصفها أحد الركائز المهمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، والإسهام في استثمارات تُقدَّر بأكثر من تريليون دولار أميركي، بحلول عام 2035.
كما كثّفت جهودها لإنتاج الهيدروجين خلال عام 2022، بهدف تعزيز انتقال الطاقة، والإسهام في الحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
الهيدروجين الأخضر في المغرب
نجح المغرب في أن يصبح أحد منتجي الطاقة المتجددة الرائدين في المنطقة؛ بفضل المعرفة التي اكتسبها في السنوات الأخيرة، بحسب ما أوردته منصة "إنرجي نيوز" (Energy News).
كان المغرب واحدًا من الدول الـ6 التي لديها إنتاج وتصدير مرتفع للهيدروجين والمشتقات الخضراء، وفقًا لدراسة "خريطة طريق باور تو إكس" التي أصدرها مجلس الطاقة العالمي، والتي تدعم هذا الرأي.
وبهدف تسريع تطوير الطاقة المتجددة، وخاصةً الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أصدر الملك محمد السادس توجيهاته خلال مناقشة عمل حول تطوير الطاقة المتجددة وآفاق جديدة في هذا المجال، 22 نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي هذا السياق، طالب الملك محمد السادس بإنجاز مشروعات الطاقة الشمسية الـ3 في "نور ميدلت" بشكل أسرع.
كما طالب بتسريع تطوير "عرض المغرب" الذي يغطي سلسلة قيمة صناعة الهيدروجين الأخضر المغربية، والذي يجب أن يشمل -أيضًا- تخطيط البنى التحتية اللازمة، بالإضافة إلى الإطار التنظيمي والمؤسسي.
وقد تمكّن المغرب من إنشاء نموذج للطاقة يفضي إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر بالاعتماد أساسًا على تسريع الطاقة المتجددة، وعرض أهداف طموحة واستباقية من حيث القدرات التي ستُرَكَّب، لتتجاوز سقف 52% بحلول عام 2030.
خريطة طريق الهيدروجين الأخضر
حدّد المغرب خريطة طريقه الخاصة بالهيدروجين الأخضر، التي تستند إلى أهداف قصيرة الأجل وتطلعات طويلة الأجل؛ انطلاقًا من إمكانات المملكة المتمثلة خصوصًا في موقعها الجغرافي الإستراتيجي، والبنية التحتية للغاز، والمواني المرتبطة بالمحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
تهدف خريطة الطريق إلى استعمال الهيدروجين الأخضر محليًا بوصفه مادة خامًا في الصناعة، وخاصةً لإنتاج الأمونيا الخضراء في صناعة الأسمدة، وكذلك تصدير منتجات الهيدروجين الأخضر إلى الدول الملتزمة بأهداف إزالة الكربون على المدى القصير (2020-2030).
على المدى المتوسط (2030-2040)، من المتوقع أن تكون هناك ظروف مواتية إضافية، أبرزها خفض تكلفة منتجات الهيدروجين الأخضر وتنفيذ اللوائح البيئية، التي ستمكّن من تطوير المشروعات الأولى القابلة للتطبيق تجاريًا، وخاصةً للأمونيا الخضراء والهيدروجين، على المستوى الوطني والدولي.
وتعتمد خريطة الطريق لمكانة المغرب في هذه السوق على المدى الطويل (2040-2050) على زيادة القدرة في الاستعمال المحلي للهيدروجين الأخضر بالصناعة، وإنتاج الحرارة، والسوق السكنية، والتنقل الحضري، والطيران.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين حسب طريقة الإنتاج:
إمكانات واستثمارات هائلة في أفريقيا
تأتي هذه الجهود في ظل التركيز المتزايد على إمكانات أفريقيا بإنتاج الهيدروجين الأخضر، وسط مساعي أوروبا لإيجاد بدائل للإمدادات الروسية عقب الحرب الأوكرانية.
وأظهر تقرير "إمكانات الهيدروجين الأخضر غير العادية في أفريقيا" -الذي أصدره بنك الاستثمار الأوروبي في 21 ديسمبر/كانون الأول- أن القارة السمراء لديها القدرة على إنتاج 50 مليون طن بحلول عام 2035.
وأوضح التقرير أنه يُمكن لعدد من الدول في القارة إنتاج الوقود بتكلفة أقلّ من 2 يورو (2.12 دولارًا) لكل كيلوغرام، من خلال تسخير إمكانات الطاقة الشمسية الهائلة، باستثمارات إجمالية تُقدّر بتريليون يورو (1.06 تريليون دولار).
وأشار التقرير إلى أن الهيدروجين الأخضر سيُنتج في 3 محاور رئيسة بالقارة، وهي مصر، ومحور شمال غرب أفريقيا في المغرب وموريتانيا، ومحور أفريقيا الجنوبية في ناميبيا وجنوب أفريقيا.
وستكون مصر أكبر منتج بـ20 مليون طن سنويًا، والثاني سيكون محور أفريقيا الجنوبية بـ17.5 مليون طن، في حين يُمكن للمغرب وموريتانيا أن ينتجا معًا 12.5 مليون طن.
كما ذكر التقرير أن عددًا من الدول الأخرى -تشمل الجزائر ونيجيريا وموزمبيق- لديه القدرة على بدء الإنتاج.
مشروعات الهيدروجين في الدول العربية
في السياق ذاته، كشف تقرير رسمي لمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول أوابك، أن الدول العربية شهدت نشاطًا غير مسبوق خلال عام 2022، من أجل تعزيز التعاون والشراكة الدولية في مجال الهيدروجين.
وأوضح التقرير -بعنوان "تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين خلال الربعين الثاني والثالث من 2022"، وأعدّه الخبير المهندس وائل حامد عبدالمعطي- أن عدد مشروعات إنتاج واستعمال الهيدروجين المعلنة في الدول العربية ارتفع إلى 61 مشروعًا، نهاية الربع الثالث من العام الجاري (2022).
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مشروعات الهيدروجين في الدول العربية، استنادًا إلى تقرير منظمة أوابك:
وقال معدّ التقرير الخبير المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن غالبية المشروعات العربية تتركز على إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بإجمالي 45 مشروعًا، في حين خُصّص 11 مشروعًا لإنتاج الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء، و5 مشروعات لتطبيقات الهيدروجين في مجال النقل البري والبحري والجوي.
واحتلّت مصر صدارة الدول العربية من حيث عدد مشروعات الهيدروجين المعلنة، بإجمالي 23 مشروعًا حتى نهاية سبتمبر/أيلول (2022)، تليها الإمارات بـ12 مشروعًا، ثم سلطنة عمان 9 مشروعات، والسعودية بـ8 مشروعات.
وجاء المغرب في المرتبة الخامسة بـ3 مشروعات، ثم موريتانيا والعراق بمشروعين، في حين أعلنت كل من الجزائر وجيبوتي والأردن وقطر مشروعًا واحدًا.
موضوعات متعلقة..
- أوروبا تريد الهيدروجين من خطوط نقل الغاز في المغرب والجزائر
- شاريوت البريطانية تعلن تطورات الهيدروجين الأخضر والغاز في المغرب (فيديو)
- 4 دول عربية تتنافس على تصدير الهيدروجين.. عُمان ومصر والمغرب في الصدارة
اقرأ أيضًا..
- أول نتائج سقف أسعار النفط.. روسيا تنتظر عجزًا يتجاوز 2% في موازنة 2023
- حقول النفط والغاز في بحر الشمال تترقب خطوات حاسمة خلال 2023
- أحدث 6 روبوتات لتنظيف الألواح الشمسية (فيديو)
- مصر تستهدف التعاون مع الصين في مشروعات الوقود الأخضر وصناعة السيارات