كهرباءأخبار الكهرباءرئيسية

باكستان تكشف عن تفاصيل خطة التقشف في الطاقة وسط تنامي الطلب المحلي

محمد عبد السند

لم تجد باكستان سوى اللجوء إلى التقشف في الطاقة، في إطار مساعيها الرامية إلى ترشيد استهلاك الكهرباء في القطاع التجاري، تزامنًا مع صعوبة مواكبة الارتفاع المتنامي في الطلب المحلي.

وفي هذا الإطار، أعلن وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، أنهم بصدد تحديد توقيت غلق الأسواق والشركات، بالتشاور مع رابطة التجار الباكستانيين، والأطراف المعنية الأخرى، تمهيدًا لتنفيذ الخطة الوطنية للتقشف في الطاقة، بحسب ما أوردته صحيفة "إكسبريس تربيون" الباكستانية.

وأكد آصف -في كلمته التي ألقاها خلال الاجتماع التشاوري مع ممثلي رابطة التجار الباكستانيين- رؤية حكومة بلاده لضمان المحافظة على الطاقة عبر خفض مستويات الاستهلاك في القطاع التجاري، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

التقشف في الطاقة

أوضح وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، أن المبادرة تهدف خصيصًا إلى المساعدة على تخفيف الضغوط الواقعة على الاحتياطي الأجنبي لباكستان الذي يُنفَق سنويًا على استيراد النفط والغاز، لضمان إنتاج الطاقة ومن ثم تغطية مستويات الطلب المحلي المتنامية.

وأضاف: "بلدنا لم يعد بوسعه تحمل فاتورة استيراد الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء، وتمثّل تلك الفاتورة ما نسبته 20% من إجمالي إنفاق حكومتنا على الواردات التي تصل إلى 80 مليار دولار سنويًا".

وتابع المسؤول الباكستاني كلمته بقوله: "باكستان تنعم بسطوع شمسي في كل أيام السنة، وهو ما يمكن استغلاله بالطبع لتوليد كهرباء صديقة للبيئة ومنخفضة التكلفة".

وخلال الاجتماع، قدّم قائدا رابطة التجار الباكستانيان محمد نعيم مير وأجمل بالوتش، توصياتهما بشأن الخطة الحكومية المقترحة لتنفيذ توقيتات غلق الأسواق عند الساعة 8 مساءً، وغلق المطاعم في تمام الساعة 10 مساءً.

باكستان تكشف عن تفاصيل خطة التقشف في الطاقة
عامل داخل ورشة خلال انقطاع الكهرباء بمدينة بيشاور شمال غرب باكستان - الصورة من رويترز

باكستان.. معاناة مستمرة

حذّرت لجنة الطاقة التابعة للمعهد الباكستاني لاقتصادات التنمية من أن البلد الواقع جنوب آسيا قد يعاني الأمرّين لسنوات بسبب أزمة الطاقة، مشيرة إلى أن إجمالي الخسائر التي تكبّدتها إسلام آباد في هذا الخصوص بلغ أكثر من 5 تريليونات روبية باكستانية، بحسب ما أوردته صحيفة "ذا نيشن" الباكستانية.

(الروبية الباكستانية = 0.0044 دولارًا أميركيًا)

ويشهد قطاع الطاقة الباكستاني أزمة حادة؛ إذ تصاعد حجم الديون المستحقة عليه إلى ما إجمالي قيمته 2.44 تريليون روبية باكستانية (22 مليارًا و70 مليون دولار أميركي).

ويحتاج قطاع الطاقة في باكستان إلى ما يتراوح من 62 مليارًا إلى 155 مليار دولار أميركي حتى نهاية العقد الحالي (2030)، وفقًا لأحدث التقديرات الصادرة عن بنك التنمية الآسيوي، وطالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويعتمد قطاع الطاقة في باكستان بصورة كبيرة على واردات الوقود الأحفوري، جنبًا إلى جنب مع استعمال الكتلة الحيوية؛ نظرًا إلى ارتفاع الطلب المحلي تزامنًا مع صعوبة سد الاحتياجات المتنامية.

ومع ذلك تزخر باكستان بالكثير من مصادر الطاقة المتجددة؛ من بينها الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، بالإضافة إلى الطاقة النووية المستعملة في توليد الكهرباء.

استهلاك الطاقة في باكستان

وصل معدل استهلاك الطاقة في باكستان، خلال السنة المالية 2021-2022، إلى 60.2 مليون طن من المكافئ النفطي، بارتفاع نسبته 15% عن السنة السابقة.

ومن هنا كان لزامًا على إسلام آباد اتخاذ التدابير اللازمة لتحسين كفاءة الطاقة والحفاظ عليها في باكستان.

وفي هذا الصدد، أوصى مجلس الوزراء الباكستاني، في 10 مايو/أيار (2022)، بتشكيل لجنة وزارية للحفاظ على الطاقة والمياه والغذاء.

واقترحت اللجنة الوزارية المشكّلة تدشين حملات توعية على المستوى الوطني بشأن كفاءة الطاقة في باكستان والحفاظ عليها من خلال الترويج للفكرة عبر وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية والاجتماعية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق