انتهت إيران من إعداد خريطة طريق المعادن المنجمية الحيوية والإستراتيجية للمرة الأولى، والتي تهدف لدعم توجهات الدولة وسياساتها، بجانب دعم القطاع الخاص لإكمال دورة الإنتاج وتحديد أولويات التنقيب.
وأعلن مساعد وزير الصناعة والمناجم والتجارة وجيه الله جعفري انتهاء بلاده من إعداد خريطة طريق بالمواد المنجمية الحيوية والإستراتيجية، والتي تكتسب أهمية خاصة، نظرًا لأنها ستكون مساعدًا لقادة الدولة في اتخاذ القرارات الصحيحة في هذا المجال، وفق ما نقلت عنه وكالة إرنا المحلية.
وتضمنت قائمة المعادن المنجمية في إيران 13 مادة بصفتها حيوية وإستراتيجية، وهي الغرافيت والمنغنيز والفوسفات والتيتانيوم والقصدير والبوتاسيوم والسيليسيوم عالي النقاء والليثيوم والنيكل والبور والأناديوم والكوبالت، وعناصر نادرة في الطبيعة.
بالإضافة إلى ذلك، وضعت وزارة الصناعة والمناجم والتجارة الإيرانية 3 مواد أخرى ضمن قائمة الفرص الاستثنائية للتعدين، وهي الموليبيدن والكروميت، والبيتومين، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
المعادن في إيران
قال مساعد وزير الصناعة والمناجم والتجارة وجيه الله جعفري، إن الهدف من إعداد خريطة طريق المعادن المنجمية في إيران هو مساعدة قادة الدولة على رسم السياسات، بالإضافة إلى تحديد الأولويات في التنقيب عن المعادن، وكذلك اتخاذ القرارات الصائبة بمجال المواد الحيوية والإستراتيجية.
وأوضح أن التنقيب الجاد لم يبدأ بعد فيما يخصّ بعض المعادن المنجمية، ومن بينها الليثيوم والأناديوم.
وأضاف أن تنمية الصناعات الحديثة في إيران، واحتياجها للعناصر والمواد الحيوية الجديدة جعل من الضرورة بمكان الاهتمام بهذا المجال.
يشار إلى أن إيران تمتلك ثروة ضخمة من المعادن المكتشفة بخلاف النفط والغاز، ومن أهمها الحديد والنحاس والذهب والفضة والزنك والرصاص والنيكل والكروميت والمنغنيز والتيتانيوم واليورانيوم، بالإضافة إلى الفحم والقصدير والرخام، والأحجار الکريمة مثل الفيروز، وفق مجلة "ميدل إيست نيوز".
وتوجد معظم المعادن المنجمية والحيوية في إيران بمناطق محرومة، لذا تعمل الدولة على تحقيق التنمية فيها وتوفير وظائف لسكانها، في وقت تجهّز فيه الدولة برامج مهمة لضمان الاستغلال الأفضل للثروة التعدينية، أهمها تطوير المناجم، وتفعيل المناجم الصغيرة وتعزيز الاستكشافات، بجانب خريطة طريق المناجم.
التعدين والتنمية في إيران
تعدّ إيران صناعة التعدين واحدة من الأذرع المهمة التي ستساعدها في تحقيق التنمية الاقتصادية، في توقيت تواجه فيه البلاد عقوبات اقتصادية أميركية، منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018.
وكانت الهيئة التنفيذية لمنطقة تنمية وتحديث المناجم والصناعات المنجمية في إيران "إيميدرو" قد أعلنت في سبتمبر/أيلول من العام الماضي (2021)، تمكّن البلاد من تحقيق اكتشافات تتعلق بالمعادن المنجمية، بلغت 7 مليارات دولار حتى ذلك الوقت.
وأعلن رئيس الهيئة -حينها- أن المعادن المنجمية في إيران، والتي تضم الذهب وخامات الحديد والنحاس والرصاص، بالإضافة إلى الخارصين والفحم الحجري، تبلغ قيمتها ما يصل إلى 40 مليار دولار، بينما تصل القيمة المضافة بعد معالجتها إلى نحو 774 مليار دولار.
وخلال 2021، تمكنت هيئة تنمية وتحديث المناجم والصناعات المنجمية من تفعيل أعمال اكتشاف وتنشيط المناجم الصغيرة في المناطق الأقلّ نموًا، إذ استطاعت -بالتعاون مع القطاع الخاص- إحياء ما يصل إلى 670 منجمًا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
الاستثمارات في مجال التعدين
في مايو/أيار الماضي 2022، أعلنت وزارة الصناعة والمناجم والتجارة ارتفاع حجم الاستثمارات الأجنبية الإجمالية في قطاعات الصناعة والتعدين والتجارة، بنسبة 52.2%، ليصل إلى 154 استثمارًا أجنبيًا بقيمة بلغت 3 مليارات و758 مليون دولار، وفق ما نقلت وكالة إرنا عن الوزارة.
وكان وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني السابق علي رضا رزم حسيني قد أعلن في مايو/أيار 2021 أن قيمة المعادن التي اكتُشِفَت بعدّة مناطق في إيران، تبلغ أكثر من 500 مليار دولار، بينما تكشف عمليات التنقيب أن قيمة المخزون ستصل إلى تريليون دولار، وفق ما نقلت عنه وكالة سبوتنيك الروسية.
وخلال العام المالي 2021-2022، الذي انتهى في شهر مارس/آذار الماضي، بلغ حجم الاستثمارات في مشروعات التعدين نحو 1.916 مليار دولار، بالإضافة إلى توفير 4700 فرصة عمل مباشرة، و18 ألفًا و600 فرصة عمل غير مباشرة.
وأوضحت إحصاءات نشرتها وزارة الصناعة والمناجم والتجارة الإيرانية أن قطاع المعادن المنجمية والتعدين عمومًا استحوذ على نسبة بلغت 24.2% من إجمالي وظائف الوزارة، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- إيران.. 7 مليارات دولار اكتشافات منجمية في قطاع التعدين
- إيران تستثمر 1.9 مليار دولار في 30 مشروعًا بقطاع التعدين
اقرأ أيضًا..
- تقنية ترفع إنتاج الهيدروجين الأخضر 14 ضعفًا بتكلفة أقل
- هل أسعار النفط الخام تحت 80 دولارًا تُرضي السعودية ودول أوبك؟ أنس الحجي يجيب
- إنتاج سلطنة عمان من النفط والمكثفات يتجاوز 323 مليون برميل بنهاية أكتوبر
