أزمة ناقلات النفط في البحر الأسود تتفاقم مع إصرار تركيا على شروط التأمين
أمل نبيل
تواصل أزمة ناقلات النفط العالقة في المياه التركية تفاقهما، مع إصرار أنقرة على فرض شروط تأمينية جديدة على السفن العابرة لموانيها.
وخلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، أكدت السلطات البحرية التركية حاجتها إلى الحصول على إثباتات إضافية بشأن التغطية التأمينية الكاملة لأي سفينة تبحر من المضايق الحيوية في البلاد بدءًا من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.
وارتفع عدد ناقلات النفط المنتظرة في البحر الأسود لعبور مضيق البوسفور في إسطنبول في طريقها إلى البحر المتوسط إلى 20 ناقلة اليوم الجمعة 9 ديسمبر/كانون الأول 2022. وفقًا لما نشرته رويترز نقلًا عن وكالة تريبيكا الملاحية.
تراكم السفن في المواني التركية
تُجري تركيا محادثات لحل النزاع التأميني المتسبّب في زيادة عدد ناقلات النفط، ورفضت أنقرة الضغوط الخارجية لإجبارها على عبور السفن في مياهها الإقليمية.
وقالت السلطات البحرية التركية، يوم الخميس 8 ديسمبر/كانون الأول 2022، إنها ستواصل منع ناقلات النفط التي تفتقر إلى خطابات التأمين المناسبة، وإنها بحاجة إلى وقت للفحص.
يتسبب تراكم السفن في قلق متزايد في أسواق النفط والناقلات ويأتي في الوقت الذي تفرض فيه مجموعة الـ7 والاتحاد الأوروبي حدًا أقصى لسعر النفط الروسي.
وقررت مجموعة الـ7 والاتحاد الأوروبي، وضع حد أقصى لسقف سعر النفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل، بدءًا من يوم الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول (2022)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
تعبر الملايين من براميل النفط يوميًا جنوبًا من المواني الروسية عبر مضيق البوسفور والدردنيل في تركيا إلى البحر الأبيض المتوسط.
وقالت السلطات البحرية التركية إنه في حالة وقوع حادث لسفينة تنتهك العقوبات، فمن المحتمل ألا يغطي الصندوق الدولي للتعويضات عن التلوث النفطي الضرر الواقع.
وأضافت "أنه أمر مستبعد تمامًا أن نتحمل المخاطرة بأن شركة التأمين لن تفي بمسؤوليتها عن التعويض، مضيفة أن تركيا تواصل المحادثات مع الدول الأخرى وشركات التأمين".
وقالت السلطات البحرية التركية إن الغالبية العظمى من السفن المنتظرة بالقرب من مضيق البوسفور هي سفن تابعة للاتحاد الأوروبي، وجزء كبير من النفط موجه إلى مواني الاتحاد الأوروبي.
واتفقت مجموعة الدول الـ7 الكبرى والاتحاد الأوروبي وأستراليا على منع مزودي خدمات الشحن، مثل شركات التأمين، من المساعدة في تصدير النفط الروسي ما لم يجرِ بيعه بسعر الحد الأقصى أو أقل منه، بهدف حرمان موسكو من عائدات تمويل الحرب في أوكرانيا.
ومع ذلك، كان لدى تركيا إجراء منفصل ساري المفعول منذ بداية الشهر يطالب السفن بتقديم إثبات تأمين يغطي مدة عبورها عبر مضيق البوسفور، أو عندما ترسو في المواني التركية.
النفط القازاخستاني
قالت وكالة تريبيكا الملاحية إن 8 ناقلات كانت تنتظر -أيضًا- المرور عبر مضيق الدردنيل إلى البحر المتوسط، بانخفاض عن 9 ناقلات في اليوم السابق، ما يجعل الإجمالي 28 ناقلة تنتظر العبور جنوبًا.
وتحمل معظم ناقلات النفط المنتظرة في مضيق البوسفور النفط القازاخستاني.
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، يوم الخميس 8 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن إدارة بايدن لا ترى أي سبب لإخضاع مثل هذه الشحنات لإجراءات جديدة.
وأضافت أن واشنطن ليس لديها سبب للاعتقاد بأن روسيا متورطة في قرار تركيا منع عبور السفن.
ويضغط المسؤولون الغربيون على تركيا لإعادة النظر في شرط إثبات التأمين، خاصة أن الشحنات من قازاخستان لا تخضع للعقوبات.
وكان على تركيا أن توازن علاقاتها الجيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا منذ أن غزت موسكو جارتها كييف في فبراير/شباط من العام الجاري 2022.
وأدت أنقرة دورًا رئيسًا في اتفاق دعمته الأمم المتحدة جرى التوصل إليه في يوليو/تموز 2022، لتحرير صادرات الحبوب من مواني أوكرانيا على البحر الأسود.
وقالت هيئة الملاحة البحرية التركية إنه من غير المقبول الضغط على تركيا بشأن ما وصفته بفحوصات تأمين "روتينية".
موضوعات متعلقة..
- ارتفاع عدد ناقلات النفط العالقة في المياه التركية إلى 28 سفينة
- تكدس ناقلات النفط في مضيق البوسفور يثير قلق روسيا.. وقازاخستان: أمر طبيعي
- ناقلات النفط الروسية تلجأ إلى تقنيات استخدمتها إيران وفنزويلا للتحايل على العقوبات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أكبر محطة للهيدروجين الأخضر في أميركا تبدأ الإنتاج في 2027
- خبراء: تحلية المياه بالطاقة الشمسية تحقق جدواها الاقتصادية في هذه الظروف
- تأجيل تشغيل محطة أولكيلوتو 3 النووية في فنلندا يضاعف أزمة الطاقة بأوروبا