"بي واي دي" الصينية تتطلع إلى صفقات الليثيوم في أميركا اللاتينية وأفريقيا (تقرير)
نوار صبح
بعد ارتفاع أسعار الليثيوم إلى مستويات قياسية، وفي ظل بحث دؤوب عن الإمدادات في أفريقيا وأميركا اللاتينية، تتطلّع عملاقة السيارات الكهربائية الصينية "بي واي دي" إلى صفقات جديدة توفر المواد اللازمة لصناعة الأقطاب السالبة "كاثود" للبطاريات.
وقالت نائبة الرئيس التنفيذي لشركة بي واي دي، ستيلا لي: "إن الشركة تجوب العالم بحثًا عن إمدادات الليثيوم"، حسبما نشرت وكالة بلومبرغ (Bloomberg) في 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وتُجري ستيلا لي محادثات في تشيلي، للدخول في مشروع تعدين، وتتقدم بطلب للحصول على تصاريح لمعالجة المواد الخام وتحويلها إلى قطب سالب "كاثود" للبطاريات، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
في المقابل، تتطلّع الشركة إلى الاستثمار في مشروعات الليثيوم الأفريقية، على الرغم من اكتشافها نقصًا في البنية التحتية هناك.
وقالت ستيلا لي، من سانتياغو، إذ ستُفتتح أول وكالة سيارات كهربائية في تشيلي: "نحن نبحث الآن عن أي فرصة على مستوى العالم".
وأشارت ستيلا لي بذلك إلى أفريقيا وتشيلي والأرجنتين بقولها إن "كل دولة لديها احتياطيات من الليثيوم، نود التعاون معها للاحتفاظ بالإمدادات للمستقبل".
زيادة الطلب على الليثيوم
على الرغم من أن شركات تصنيع السيارات الكهربائية والبطاريات القابلة لإعادة الشحن تجني فوائد زيادة الطلب في سياق الاستغناء عن الوقود الأحفوري، فإنها تواجه أسواقًا ضيقة للمواد الخام مثل الليثيوم والنحاس.
وقد بدأت تلك الشركات تمويل مشروعات التعدين والمعالجة، في محاولة لتأمين الإمدادات المستقبلية.
وقفز الليثيوم إلى مستويات قياسية بعد أن فاق الطلب العرض، مع ارتفاع الأسعار في الصين بأكثر من الضعف هذا العام، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وترى نائبة الرئيس التنفيذي لشركة بي واي دي، ستيلا لي، أن السوق تعود إلى الفائض العام المقبل مع بدء تشغيل مناجم جديدة، مع "استقرار" الأسعار.
وقالت لي -التي ترأس التخطيط الإستراتيجي للشركة من لوس أنجلوس- إنه كانت هناك "أموال ساخنة" تذهب إلى مجال الليثيوم خلال العامين الماضيين، والأسعار الحالية "ليست صحية، وسوف تقضي على الصناعة" إذا استمرت.
وفي تشيلي، أكبر منتج للنحاس وثاني أكبر مورد لليثيوم، تزوّد شركة بي واي دي الصينية الحافلات الكهربائية وسيارات الأجرة، وتفتح وكالة تستهدف السوق الاستهلاكية الراقية.
دعم حقول الليثيوم في تشيلي
يقول المحللون إن العملاق الصيني معروف بتكامله الرأسي، ويريد بناء سلسلة توريد محلية هناك.
وأشارت ستيلا لي إلى أن شركة بي واي دي تعتزم توفير التكنولوجيا للحقول التشيلية لاستخراج الليثيوم مباشرة، وستؤمِّن الإمدادات من خلال اتفاقيات الشراء مع المنتجين.
وستستخدم الشركة المعدن لإنتاج كاثودات تدخل في بطاريات السيارات الكهربائية، بما في ذلك بي واي دي "بْليد"، على الرغم من أنها لا تخطط لصنع خلايا البطاريات في تشيلي، حسبما نشرت وكالة بلومبرغ (Bloomberg) في 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وعلاوة على ذلك، تُجري ستيلا لي محادثات مع شركاء محتملين -بخلاف المنتجين الحاليين "إس كيو إم" و"ألبيمارل كورب- لإنشاء مشروع تعدين في تشيلي، وقد قدّمت طلبات إلى وكالة التنمية الحكومية "كورفو" لعمل مواد مخصصة لإنتاج الكاثود في البلاد.
وتبدو شركة بي واي دي أكثر استعدادًا للتعامل مع شركة الليثيوم الحكومية التي تنشئها حكومة تشيلي للشراكة مع القطاع الخاص.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، حصلت الشركة الصينية على عقد الليثيوم من الحكومة السابقة، ولكن هذه العملية أُلغيَتْ وسط معارضة المجتمع.
وتعمل الشركة على توسيع وجودها العالمي في وقت تحاول فيه الحكومات في جميع أنحاء العالم تطوير سلاسل التوريد المحلية والإقليمية للسيارات الكهربائية -جزئيًا- في محاولة لتقليل اعتمادها على الصين.
تُجدر الإشارة إلى أن برنامج التحفيز الأخضر للرئيس الأميركي، جو بايدن، على سبيل المثال، يهدف إلى تفضيل الليثيوم المنتج في الولايات المتحدة أو في شركاء التجارة الحرة مثل تشيلي.
وتمتلك شركة بيركشاير هاثاوي -التابعة المملوكة للملياردير وارن بافيت- 16% من أسهم بي واي دي المتداولة في هونغ كونغ، التي انخفضت بنسبة 25% هذا العام.
اقرأ أيضًا..
- تكدس ناقلات النفط في مضيق البوسفور يثير قلق روسيا.. وقازاخستان: أمر طبيعي
- إيرادات النفط تنعش خزينة السعودية بمكاسب قوية خلال 9 أشهر (إنفوغرافيك)
- "فرض" سقف أسعار النفط الروسي مرفوض من الصين والهند (مقال)
