الطلب على ائتمانات الكربون قد يرتفع 100 مرة بحلول 2050 (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
اكتسبت سوق ائتمانات الكربون مزيدًا من الزخم مؤخرًا، مع تزايد الضغوط على الدول والمؤسسات لتحمّل مسؤولية انبعاثاتها، لكن هذه السوق ما زالت تواجه العديد من التحديات لتنطلق بوتيرة أسرع.
ويتوقع منتدى الطاقة الدولي، في تقرير حديث، ارتفاع الطلب على أرصدة الكربون بنحو 100 مرة بحلول منتصف القرن الحالي (2050)، حال التغلب على التحديات.
ويرى الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي، جوزيف ماكمونيغل، أن ائتمانات الكربون يمكن أن تُسهِم بشكل كبير في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، حال معالجة القضايا المتعلقة بمحدودية الأرصدة المتاحة للتداول والشفافية، وفق التقرير الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
أرصدة الكربون تصاريح رسمية
تعد أرصدة الكربون بمثابة تصاريح تسمح للمؤسسات بإصدار كمية معينة من انبعاثات الكربون مقابل التعويض عن كل طن من الانبعاثات التي تتسبب فيها، من خلال الإسهام في مشروع منخفض الكربون، أو عن طريق دفع مقابل مادي يوازي سعر طن الكربون يُوجه أيضًا إلى المشروعات النظيفة.
ويمكن تقسيم تعويضات الكربون إلى 4 فئات: تجنب الإضرار بالطبيعة مثل إزالة الغابات وخفض الانبعاثات القائمة على الطبيعة كما في إعادة تشجير الغابات وتجنب أو تقليل الانبعاثات -مثل غاز الميثان- من مكبات النفايات، وأخيرًا إزالة الكربون بالاعتماد على احتجاز الكربون وتخزينه.
ووفقًا لبيانات البنك الدولي، نمت عائدات ائتمانات الكربون حول العالم بنسبة 60% في عام 2021 على أساس سنوي، لتصل إلى 84 مليار دولار.
ويوضح الرسم البياني الآتي، أسعار تعويضات الكربون المتوقعة (بالدولار لكل طن) من عام 2022 حتى 2050:
الطلب على ائتمانات الكربون
أكد الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي أن تعزيز أسواق الكربون الطوعية يتطلب معالجة تحديات انخفاض السيولة وندرة التمويل ومحدودية توافر البيانات.
وأضاف ماكمونيغل أن بناء الثقة بالسوق أمر حيوي لتحقيق هذه الأهداف؛ لذلك لا بد من تضافر الجهود العالمية لزيادة الشفافية وضمان الاستقرار.
كما يجب توفير ائتمانات الكربون مع تطوير المزيد من المشروعات الخضراء، خاصة أن معظم إمدادات أرصدة الكربون المحتملة فيما يتعلق بعدم إزالة الغابات أو زراعة الأشجار تتركز في عدد صغير من الدول.
وفي حالة الاهتمام بهذه العقبات، يمكن أن يرتفع الطلب على ائتمانات الكربون 15 مرة بحلول 2030، وما يصل إلى 100 مرة في منتصف القرن الحالي.
ومن جانبها، تقدر شركة الأبحاث وود ماكنزي أن يتراوح الطلب على أرصدة الكربون بين 8 و12 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
ويمكن استخدام ائتمانات الكربون لتعزيز تقنيات الطاقة النظيفة في العالم النامي، مثلما أطلقت الولايات المتحدة مبادرة خلال قمة المناخ (كوب 27)، التي عُقدت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في مصر، لتمكين الشركات من الحصول على اعتمادات لتمويل المشروعات الخضراء في الدول النامية.
وبدأت حكومات الأسواق الناشئة تركز على أرصدة الكربون مؤخرًا؛ حيث عقدت السعودية أول مزاد لها في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022، لبيع 1.4 مليون طن من الائتمانات الكربونية.
موضوعات متعلقة..
- كيف يمكن تعزيز دور ائتمانات الكربون في خفض الانبعاثات؟
- تجارة الكربون.. هل تستفيد الأسواق الناشئة من قواعد خفض الانبعاثات؟
اقرأ أيضًا..
- استثمارات النفط والغاز في روسيا قد تهبط 15 مليار دولار في 2022
- وكالة الطاقة الدولية: ارتفاع أسعار الوقود يدعم تسريع وتيرة كفاءة الطاقة