التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

الهيدروجين الأزرق في ألمانيا يشهد خططًا استثمارية لمدة 5 سنوات (تقرير)

قبل التحول للهيدروجين الأخضر

عمرو عز الدين

تتجه ألمانيا إلى الاستثمار في الهيدروجين الأزرق، بوصفه مصدرًا انتقاليًا جيدًا في إطار خطط التحول لمصادر الطاقة النظيفة والوصول للحياد الكربوني بحلول 2050.

وأعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية خطة طموحة لتطوير شبكة خطوط أنابيب متكاملة للطاقة الهيدروجينية بطول 1800 كيلومتر بحلول عام (2027)، وفقًا لوكالة رويترز.

وتستند هذه الخطة إلى تعزيز الاستثمار في الهيدروجين الأزرق واستيراده خلال مدة انتقالية، لحين التحول الكامل إلى الهيدروجين الأخضر، وفقًا لمسودة الخطة الألمانية التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

غزو أوكرانيا محفّز

الهيدروجين الأزرق
المستشار الألماني أولاف شولتس - الصورة من بي في ماغازين

تأتي الخطة الألمانية الطموحة في إطار إستراتيجيات أوسع لدى برلين -أكبر اقتصاد في أوروبا- لتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، خاصة بعد أن أكد غزو أوكرانيا مخاطر الاعتماد الكبير على الغاز الطبيعي الروسي.

وتتضمّن الخطة الألمانية إنشاء شركة لإدارة شبكة الهيدروجين الأزرق الجديدة بمشاركة تمويلية من الحكومة بهدف بناء نظام أسعار مناسب ومعقول يحفّز المستهلكين.

وتطمح الحكومة الألمانية الحالية إلى مضاعفة قدرة البلاد على التحليل الكهربائي للهيدروجين إلى 10 غيغاواط بحلول عام 2030، ومن المقرر أن تفصح وزارة الاقتصاد عن خططها التفصيلية في هذا المجال قريبًا.

وقال المستشار الألماني، أولاف شولتس -في سبتمبر/أيلول 2022- إن بلاده تريد إحداث طفرة في استخدام الهيدروجين في إطار خططها لتنويع مصادر الطاقة وتحقيق الأهداف المناخية الكبرى بحلول 2050.

جدل حول الهيدروجين الأزرق

يُستخرج الهيدروجين الأزرق من الغاز الطبيعي، ويتميز بقدرته على التقاط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من المواد المخزنة في باطن الأرض أو تحت سطح البحر.

وينظر بعض خبراء الاقتصاد إلى الهيدروجين الأزرق بوصفه مصدرًا انتقاليًا جيدًا يساعد في سد فجوة الهيدروجين الأخضر، الذي لا يمكنه تلبية الطلب الكامل على الكهرباء النظيفة في وقت قصير.

وعلى عكس ذلك، يشكك بعض أنصار البيئة ونشطاء المناخ في الهيدروجين الأزرق؛ لاعتماده على الغاز الطبيعي؛ ما يجعلهم غير مطمئنين له من حيث صداقته الكاملة للبيئة.

أما من الناحية العلمية؛ فما زال الأمر خلافيًا من حيث جدواه في تحقيق الأهداف المناخية؛ فهناك أبحاث تهاجمه وتشكك في نزاهته البيئية، وهناك دراسات أخرى تدفع عنه الشبهات.

وعلى نقيض الهيدروجين الأزرق، الذي يثير خلافًا بيئيًا، يُنتج الهيدروجين الأخضر عن طريق المحللات الكهربائية، المعتمدة على الطاقة المتجددة؛ ما يجعله خطوة صحيحة باتجاه الحياد الكربوني.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين المختلفة حسب مصدر الطاقة والمادة الخام المستخدمة في إنتاجه:

الهيدروجين الأزرق

مهاجمون للأزرق ومدافعون

ترى الدراسات التي تهاجم الهيدروجين الأزرق أن حجم الانبعاثات الناتجة عن استخدامه أكبر من الانبعاثات الصادرة عن الغاز الطبيعي أو الفحم؛ ومن ثم فلا جدوى من الاستثمار فيه ولو على المدى القصير.

وتوصلت دراسة، أجراها الباحثان روبرت هوارث ومارك جاكوبسون، إلى أن أثر غازات الاحتباس الحراري الصادرة عن الهيدروجين الأزرق تزيد بنسبة 20% عن الغازات الصادرة عن حرق الغاز الطبيعي أو الفحم أو زيت الديزل للتدفئة.

ثمة اتجاه علمي آخر، يساند الاعتماد على الهيدروجين الأزرق، ويشكك في الافتراضات التي توصل إليها الاتجاه المهاجم.

وتوصلت منظمة سينتف إنرجي النرويجية إلى أن الاعتماد على الهيدروجين الأزرق يساوي الهيدروجين الأخضر من ناحية إنتاج انبعاثات منخفضة خاصة في أوروبا، وفقًا لمنصة إنرجي فويس.

بريطانيا تفكر مثل ألمانيا

استندات المنظمة النرويجية، في نتائجها، إلى بيانات مشروعات الهيدروجين الأخضر والأزرق التي تموّلها مفوضية الاتحاد الأوروبي، ومجلس الأبحاث في النرويج، على مدار سنوات، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتفكر بريطانيا وأكثر من دولة أوروبية في الهيدروجين الأزرق، لكن هذا الاتجاه لم يسلم من النقد الاقتصادي استنادًا إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي حاليًا، وتوقعات مستقبلية غير متفائلة ترجح استمرار ارتفاعه؛ ما يعني ارتفاع تكلفة الاستثمار في هذا النوع من الهيدروجين بالتبعية.

وأوصى معهد اقتصاديات الطاقة الحكومةَ البريطانية بضرورة التخلي عن دعم الهيدروجين الأزرق على المدى القصير، وتوجيه كل الاستثمار نحو الهيدروجين الأخضر الذي يتوقع أن يكون الأرخص بحلول عام 2030.

26 مشروعًا للهيدروجين الأخضر

الهيدروجين الأزرق
مشروع هيدروجين أخضر - أرشيفية

تعزز توصية معهد اقتصاديات الطاقة الإشارات القوية التي تأتي من أغلب دول العالم المتسارعة في اتجاه مشروعات الهيدروجين الأخضر؛ فقد دخل 26 مشروعًا منها بالفعل مرحلة البناء بداية من 2022، بينما لم يشهد الهيدروجين الأزرق أي تقدم بسبب مخاطر التكلفة المستندة إلى أسعار الغاز.

وتفكر المملكة المتحدة في الاعتماد على الهيدروجين الأزرق في أغراض التدفئة المنزلية، بوصفها ثاني أكبر دولة أوروبية استهلاكًا للغاز الطبيعي في التدفئة بنسبة 77%، بعد هولندا التي تستخدمه بنسبة (83%).

ويحذر المعهد من أن هذه الخطة ستؤدي إلى زيادة واردات المملكة المتحدة من الغاز الطبيعي بنسبة 10% على الأقل؛ ما يعرّض أمن الطاقة في البلاد للخطر، في وقت تخطط فيه لحظر استيراد الغاز الروسي.

وتتوقع الحكومة البريطانية إنتاج الهيدروجين الأزرق بتكلفة في حدود 64 جنيهًا إسترلينيًا (80 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ساعة بحلول 2030.

ويختلف معهد اقتصاديات الطاقة مع تقديرات الحكومة، ويرجح أن تصل التكلفة إلى 85 جنيهًا إسترلينيًا (106 دولارات) لكل ميغاواط/ساعة، استنادًا إلى سيناريو ارتفاع أسعار الغاز، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق