الطاقة النووية طوق النجاة لليابان.. تمديد عمر مفاعلات وإعادة تشغيل أخرى
حياة حسين
تتعلق اليابان بقشّة الطاقة النووية لإنقاذها من أزمة الوقود والطاقة التي تجتاح العالم، لذلك تدرس إجراءات، منها إطالة عمر مفاعلات نووية، وإعادة تشغيل أخرى بعد توقّفها.
وكشفت وثيقة صادرة من وزارة التجارة اليابانية، الإثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، أن الحكومة تدرس تمديد عمر مفاعلات نووية إلى أكثر من 60 عامًا، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.
وكانت اليابان قد قلّصت ترسانتها من الطاقة النووية عقب حادث فوكوشيما في شهر مارس/آذار من عام 2011، الذي زاد النشاط الإشعاعي في المحطة عقب ضرب المنطقة زلزال ضخم، أسفر عن مشكلات في عملية التبريد، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
زيادة من 40 إلى 60 عامًا
كشفت الوثيقة الصادرة عن وزارة التجارة اليابانية، دراسة حكومية لتمديد عمر بعض المفاعلات النووية إلى أكثر من 60 عامًا، بدلًا من 40 عامًا، وهي المدة المنصوص عليها حاليًا في قواعد التشغيل.
وكان رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا قد أطلق مرحلة جديدة من إستراتيجية الطاقة النووية في شهر أغسطس/آب الماضي، والتي فرضت على المطورين والشركات العقارية البدء في مشروعات الجيل الجديد من محطات هذا النوع من الطاقة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (نوفا).
وفي المقابل، أعلنت شركات يابانية عملاقة، مثل "ميتسوبيشي" للصناعات الثقيلة، وتحالف من هيتاشي وجنرال إليكتريك، خطط تطوير الجيل القادم من المفاعلات النووية بدءًا من العام الجاري (2022) للأولى، بينما لم يحدد التحالف موعدًا للبدء، وفق وكالة بلومبرغ.
وأشارت الوكالة الإيطالية في تقريرها إلى أن قرار تمديد عمر مفاعلات الطاقة النووية يمثّل نقطة تحول في سياسة الطاقة اليابانية، أجبرتها عليها أزمة الإمدادات العالمية.
وتعتمد اليابان بكثافة على واردات الوقود الأحفوري، في وقت تسبَّب فيه ارتفاع الأسعار العالمية بسبب الحرب في أوكرانيا في زيادة فاتورة الاستيراد، وزيادة سوء وضع نفقات الطاقة في ميزانية الدولة الآسيوية.
وتخطط حكومة اليابان لتأمين الطاقة في البلاد على المديين المتوسط والطويل عبر عدّة إجراءات، منها رفع نصيب الطاقة النووية في مزيج الطاقة مجددًا، وإعادة تشغيل 17 مفاعلًا في صيف 2023.
وتعمل الحكومة على تشغيل 9 من تلك المفاعلات النووية على الأقلّ هذا الشتاء، لتخفيف العبء عن موازنة الدولة، بسبب تضخم فاتورة استيراد الطاقة المتواصلة.
الحياد الكربوني
يرى رئيس وزراء اليابان أن خطة زيادة حصة الطاقة النووية في مزيج الطاقة مجددًا يمكن أن تساعد البلاد في مواجهة تحدٍّ جوهري يتمثل في نقص إمدادات الكهرباء، وتعزيز مجهودات تحقيق الحياد الكربوني في 2050، وفق وكالة نوفا.
ومن المتوقع أن تكشف الحكومة عن تفاصيل خطة بناء مفاعلات نووية من الجيل القادم بدءًا من عام 2030، نهاية العام الجاري (2022).
وأعادت اليابان تشغيل 5 مفاعلات نووية من بين 54 مفاعلًا أغلقتها بعد كارثة فوكوشيما.
وبإعادة تشغيل 9 مفاعلات نووية، تستطيع طوكيو الحصول على 10% من الطلب على الطاقة في البلاد، وفق وكالة نوفا.
بينما أشار تقرير وكالة بلومبرغ إلى مطالبات حكومة طوكيو للشعب بترشيد الاستهلاك في مجال التدفئة وغيره من المجالات الأخرى.
موضوعات متعلقة..
- أزمة متوقعة تجبر اليابان على العودة إلى الطاقة النووية
- اليابان تقرر الاحتفاظ بحصتها في سخالين 1: مصدر مهم خارج الشرق الأوسط
- أكبر 10 دول حسب سعة الطاقة النووية في العالم (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- محاولات حظر النفط الروسي لم ترفع الأسعار العالمية رغم تشدد الاتحاد الأوروبي (مقال)
- أدنوك الإماراتية تعتزم خفض إمدادات النفط لعملائها في آسيا خلال ديسمبر
- مؤتمر التأثير العالمي 2022 برعاية منصة الطاقة