ما دور عبدالله بن حمود الطريقي في صناعة النفط ولماذا حاربته الشركات؟ خبيران يجيبان
أنس الحجي: الإعلام العالمي حاول طمس دوره
أحمد بدر
قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن تناول صناعة النفط يقود إلى الحديث عن عبدالله بن حمود الطريقي، ودوره المهم الذي حاول الإعلام العالمي طمسه.
وأوضح الدكتور أنس الحجي -في حلقة مؤخرًا من برنامج "أنسيّات الطاقة"، استضاف فيها الخبير الدكتور عبدالرحمن الراشد بن عبداللطيف- أنه لا يمكن فهم تاريخ صناعة النفط دون فهم تاريخ تأسيسها، أو تاريخ الفكر النفطي ضمن هذا النطاق.
وأضاف -خلال الحلقة التي قدّمها بعنوان "النفط وأوبك وعبدالله الطريقي"- أنه لا يمكن معرفة ذلك إلا بدراسة أوبك، ولا يمكن دراسة أوبك دون دراسة الطريقي، ومن هنا تأتي أهميته، ليس بصفته أول شخص وخبير وأول وزير سعودي ومؤسس لأوبك فحسب، وإنما لدوره الكبير في صناعة النفط العالمية.
محاولات تهميش دور الطريقي
قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن دور عبدالله بن حمود الطريقي في صناعة النفط العالمية حاول الإعلام الغربي لاحقًا -بالتعاون مع شركات النفط العالمية- طمسه وإطفاءه وتحجيمه، ولكن الحقيقة أنه كان له دور كبير جدًا.
وأوضح الحجي أن ضيف الحلقة، الخبير الاقتصادي المتخصص في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، أستاذ مكافحة الفساد المالي والاقتصادي الدكتور عبدالرحمن الراشد عبداللطيف، يُعَد من أفضل مَن يتحدثون عن الشيخ الطريقي؛ كونه قد عاصره وصاحبه مدة من الزمن وتعرّف عليه وعلى أفكاره عن قرب.
بدوره، قال الدكتور عبدالرحمن الراشد عبداللطيف، إن هناك جوانب أخرى تهمه بصفة شخصية تتعلّق بالشيخ عبدالله بن حمود الطريقي، بوصفه رجلًا ذا شخصية وحجم ومكانة تميّزه، بجانب قوة وأمانة، تجعل الإنسان يستحضر تاريخه للبحث في حقيقة المعايير المشتركة التي تميّز مَن يغيّرون التاريخ ويضيفون عملًا تستفيد منه الإنسانية، ويبقى أثره في الأرض نافعًا البشرية.
وأضاف: "هذا الرجل الفذ جاء نتيجة بيئة ونشأة صالحة، وحصل على نصيبه من العلم أعظمه؛ ولذلك نشأ في المملكة العربية السعودية، التي ولدت فيها الدولة السعودية الأولى بزعامة الإمام محمد بن سعود، حتى قامت الدولة السالفة ببداية القرن العشرين بقيادة الملك عبدالعزيز رحمه الله".
وأشار إلى أن الشيخ عبدالله الطريقي يُعَد من أبرز الشخصيات التي اختارها الملك المؤسس بنفسه، ليكون أول مواطن يُبتعث للدراسة في أميركا، واختاره بناءً على ما سمع عنه من مزايا تستحق أن يُعتنى به لتنميته والاستفادة منه.
وأكد الخبير أن الشيخ الطريقي كان شخصية متميزة تُضاف إلى مئات الشخصيات المميزة الذي أنجبتها المملكة العربية السعودية، التي أفادها بصورة كبيرة انتشار التعليم فيها، وعزّزت من ذلك مدرسة المؤسس الملك عبدالعزيز، التي قامت على قيم وتعاليم الإسلام، حيث الصدق والنزاهة والعدل والمحافظة على القيم ومكارم الأخلاق والحزم والعزم في إدارة ملكه.
وتابع: "يُروى عن الملك عبدالعزيز أنه دائمًا ما كان يكرر على مسامع مساعديه "الحزم أبو العزم أبو الظفرات، والترك أبو الفرك أبو الحسرات"، وهو الشعار الذي أطلقه الملك سلمان بن عبدالعزيز على معركة الحزم لإنقاذ اليمن من التغلغل الإيراني، بعد أن استنجد الشعب اليمني والحكومة الشرعية بالمملكة".
من هو عبدالله بن حمود الطريقي؟
قال الخبير في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبدالرحمن الراشد عبداللطيف، إن السؤال الذي يهم الآن، هو: لماذا عبدالله الطريقي؟ موضحًا أن هذا السؤال تجب الإجابة عنه، بصفته مشروعًا ومهمًا، لأن الشيخ الراحل كان في أوج عمله ومعاركه مع شركات النفط ملء السمع والبصر.
وتابع: الطريقي كان في أوج عمله ومعاركه مع شركات النفط ملء السمع والبصر مدحًا وقدحًا، وأُثيرت حوله الشبهات من قبل الخصومة مع الشركات والجهات التي أدركت أن أفكار هذا الشاب الفذ وما ينادي به من إصلاحات في أدائها وتعديل اتفاقية الشراكة معها تهدد مصالحها، وتباينت الآراء حوله واعترف الجميع واتفقوا على قوته وأمانته ونزاهته.
ويشير الإنفوغرافيك التالي -من إنتاج منصة الطاقة المتخصصة- إلى أبرز المعلومات عن منظمة أوبك ومؤسسها عبدالله الطريقي، وأهدافها وإنتاجها:
وأشاد الدكتور عبدالرحمن الراشد عبداللطيف باختيار شخصية الشيخ عبدالله بن حمود الطريقي، إذ كان موفقًا لعدة أسباب، منها أن الرجل لا ينال ما يستحق، فشخصيته تستحق أن تُدرّس لتعزيز قيم النزاهة والصدق والإخلاص لا سيما أنه قدّم أفكارًا ومشروعات استغلال عائدات النفط بالتنمية، تُجنى ثمارها منذ سنوات، واستفادت منها جميع دول الشرق الأوسط المنتجة للنفط، ودول أميركا اللاتينية.
وأشار إلى أن الدول المنتجة للنفط أعادته إلى سيطرتها فيما يخص التصدير، بدلًا من كونه تحت سيطرة الشركات بموجب الاتفاقيات الأولى، بالإضافة إلى عامل آخر يشجع على اختياره، وذلك بسبب نزاهته ووطنيته، التي جعلته عزيز النفس عن التكسب من وظيفته العامة التي استغلها الكثيرون.
وشدد على أن عبدالله بن حمود الطريقي دائمًا ما كان يعفُّ عن تحقيق المكاسب الخاصة لنفسه، وكان يردد في حديثه بيت الشعر القائل "خُلقت عيوفًا لا أرى لابن حرة.. لديّ يدًا أُغضي لها حين يغضب".
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط والغاز في الجزائر ينتعش بـ 5 عقود جديدة
- أرباح توتال إنرجي تصعد إلى 9.9 مليار دولار في 3 أشهر
- 6 معلومات عن صفقة السعودية.. أول شحنة تجارية من الأمونيا الزرقاء المعتمدة في العالم