رغم طموحاتها في إنتاج الهيدروجين الأخضر.. البنك الأوروبي يحذّر قازاخستان
حياة حسين
حذّر البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية قازاخستان من أن عدم اتجاهها سريعًا إلى الاقتصاد الأخضر، الذي يؤدي إلى خفض الانبعاثات، سيجعلها تواجه تحديًا بعد سنوات قليلة بسبب مشكلة كثافة الكربون، إذ تعدّل المفوضية حدود الكربون عام 2026.
يأتي هذا التحذير في وقت تعوّل فيه أوروبا على قازاخستان، لتكون مركزًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، أملًا بمساعدتها في تحول الطاقة، حسبما ذكر موقع "هيدروجين فويل نيوز".
وقالت مديرة مجموعة البنية التحتية المستدامة للبنك أيدا سيتديكوفا: "كثافة الكربون في قازاخستان تمثّل تحديًا، فنسبة 70% من التوليد تعتمد على حرق الفحم، وهذا الأمر يهدد تنافسية تلك الدولة في مجال دعم انتشار الطاقة النظيفة، خاصة عند تفعيل أوروبا آلية حدود الكربون في 2026".
وتأمل قازاخستان في أن تصبح مركزًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر والوقود النظيف ومصدرة إلى جاراتها الأوروبيات بحلول عام 2030، وقد بدأت خطواتها في هذا الاتجاه، إذ وقّعت حكومة الدولة الواقعة في قارتي آسيا وأوروبا، مؤخرًا، صفقة بقيمة 50 مليار دولار، لبناء واحد من أكبر المراكز في العالم لإنتاج الهيدروجين وتوزيعه بسعة 20 غيغاواط، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
الهيدروجين الأخضر في قازاخستان
قالت مديرة مجموعة البنية التحتية المستدامة للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أيدا سيتديكوفا: "حتى تستطيع قازاخستان الإسهام في تحقيق الحياد الكربوني العالمي، بما لديها من خامات ومعادن نادرة، يجب أن تتجه إلى الاقتصاد الأخضر".
وأضافت أن البنك موّل مشروعات طاقة متجددة في قازاخستان بقدرة 800 ميغاواط، وبإسهام من مطورين في كل من المملكة المتحدة والصين، بالإضافة إلى ألمانيا.
وزارت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، قازاخستان، نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وركزت في مباحثاتها مع المسؤولين على دور أستانا في مجال الطاقة كونها صاحبة احتياطي ضخم، بالإضافة إلى أنها أكبر شريك تجاري لبرلين من وسط آسيا.
كما شددت على دور قازاخستان الواعد في إنتاج الهيدروجين الأخضر عالميًا، معلنة -خلال الزيارة- فتح مكتب "دبلوماسية الهيدروجين".
وأعربت الوزيرة عن أملها في أن تصبح قازاخستان مركزًا لتبادل الخبراء والمسؤولين من كلا البلدين في المستقبل، بهدف الحد من الانبعاثات، حسبما ذكر موقع "ذا ديبلومات" حينها.
وجاءت زيارة الوزيرة الألمانية إلى قازاخستان، عقب زيارة لمسؤول أوروبي إليها، للأهداف نفسها.
إستراتيجية خفض الانبعاثات
بعد ختام قمة المناخ كوب 27، يوم الأحد الماضي الموافق 20 نوفمبر/تشرين الثاني، في مدينة شرم الشيخ المصرية، أصبح جليًا للجميع أن الهيدروجين الأخضر ومصادر الوقود النظيف الأخرى ستكون في مقدمة وسائل الحرب على تغير المناخ.
وفاجأت قازاخستان المشاركين في قمة المناخ كوب 27 بأول إستراتيجية لخفض انبعاثات الكربون التي تبدو قوية.
وتمتلك قازاخستان ثروة من المعادن النادرة الضرورية لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية المعتمدة على خلايا الهيدروجين.
كما أن لديها وفرة من معدن النحاس الذي يمثل عنصرًا رئيسًا في ثورة كهربة المنتجات، مثل بطاريات السيارات الكهربائية، وتعتزم إنتاج الهيدروجين الأخضر بكثافة لتصديره، ما يجعلها مركزًا لمساعدة أوروبا على تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
يُذكر أن دول الاتحاد الأوروبي الأكثر تشددًا نحو مسألة خفض انبعاثات الكربون، وعبّر مسؤولوها في ختام قمة المناخ كوب 27 عن استيائهم من عدم التوصل لصيغة ملزمة لخفض الانبعاثات والتخلص من الوقود الأحفوري.
الطاقة المتجددة
ترتكز إستراتيجية قازاخستان لخفض انبعاثات الكربون على التوسع في قطاع الطاقة المتجددة، ودعم التحول إلى الاقتصاد الأخضر.
وتمثّل الإستراتيجية نقطة تحول لقازاخستان من مركز لإنتاج الوقود الأحفوري لشركات عالمية مثل شل وإكسون موبيل وتوتال وشيفرون، إلى الطاقة النظيفة وتصديرها إلى أوروبا.
كما تعتمد إستراتيجية إنتاج الهيدروجين الأخضر بصورة أساسية على ثروتها المعدنية.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة سفيفيند إنرجي، ومقرها ألمانيا، قد وقّع صفقة مع حكومة قازاخستان بقيمة 50 مليار دولار، لبناء واحد من أكبر المراكز في العالم لإنتاج الهيدروجين وتوزيعه بسعة 20 غيغاواط، وإنتاج مليوني طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بدءًا من عام 2032، وتساوي هذه الكمية -تقريبًا- خُمس هدف الاتحاد الأوروبي لاستيراد الهيدروجين الأخضر في عام 2030.
موضوعات متعلقة..
- قازاخستان توقع اتفاقًا لبناء مصنع عملاق لإنتاج الهيدروجين الأخضر
-
لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي.. قازاخستان تؤسس كيانًا جديدًا للاستكشاف والإنتاج
-
النفط القازاخستاني يصل إلى الأسواق العالمية عبر طرق بديلة لروسيا
اقرأ أيضًا..
- روسيا تبني كاسحات جليد نووية فائقة القوة (فيديو وصور)
-
قطاعا النفط في السعودية وفنزويلا نشأة واحدة ونتائج متباينة.. أيهما تختار غايانا؟
-
5 دول في أوبك+ تنفي زيادة إنتاج النفط وتدعم استقرار السوق (تحديث)