أكبر مشروع للطاقة الشمسية والتخزين ينعش الاقتصاد الأخضر في إندونيسيا
وينعش الناتج المحلي الإجمالي بنحو 113 مليار دولار
هبة مصطفى
تنعكس تطورات أكبر مشروع للطاقة الشمسية والتخزين في العالم إيجابًا على خطط تطوير البنية التحتية في إندونيسيا، بما يتناسب مع الاتجاه لتعزيز الاقتصاد الأخضر.
وتعكف جاكرتا على تطوير صناعات عدة -بالتعاون مع شركة "صن كيبل" الأسترالية الرائدة في مشروع "أستراليا آسيا باور لينك"- بما ينعش اقتصادها والناتج المحلي الإجمالي بمليارات الدولارات، بحسب ما أوردته مجلة بي في مغازين (PV Magazine).
ويهتم أكبر مشروع للطاقة الشمسية والتخزين في العالم بالربط الكهربائي البحري بين أستراليا ودول عدة في قارة آسيا، اعتمادًا على إمدادات الكهرباء النظيفة المولدة عبر الطاقة الشمسية، وحصلت المرحلة الثالثة الخاصة بالاستثمار في المشروع على الموافقات اللازمة لانطلاقها في يونيو/حزيران الماضي، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
طفرة في إندونيسيا
تملك إندونيسيا ما يزيد على 17 ألفًا و500 جزيرة يمكن للدولة الآسيوية -بالتعاون مع شركة "صن كيبل" الأسترالية- الاستفادة منها، لربط شبكة تلك الجزر بتقنيات برنامج "باور لينك" الذي يُوصف بأنه أكبر مشروع للطاقة الشمسية والتخزين في العالم.
ومن شأن الشراكة بين الشركة الأسترالية ووزارة الطاقة والثروة المعدنية الإندونيسية "إسدم" الإسهام بتطوير الصناعة الخضراء في جاكرتا، والاستثمار في مشروعات توليد الكهرباء النظيفة عبر مصادر الطاقة المتجددة، ونقلها عبر تجمع الجزر ومنها إلى الشبكة والخط البحري.
وبموجب الشراكة، تُضيف الاستثمارات الخضراء للناتج المحلي الإجمالي الإندونيسي 170 مليار دولار أسترالي بحلول عام 2035، عبر الاستثمار في 5 مجالات أبرزها التعدين ومعالجة المعادن، والطاقة والوقود، وتصنيع وسائل النقل بما فيها السيارات الكهربائية.
(الدولار الأسترالي = 0.66 دولارًا أميركيًا)
ويخدم الاتفاق -الموقع حديثًا بين الوزارة و"صن كيبل"- خطط التطوير المحلية وأبرزها بناء شبكة فائقة يمكنها الإسهام في تجاوز التحديات الجغرافية التي تعوق تلبية موارد الطاقة المتجددة في البلاد معدل الطلب الآخذ بالارتفاع.
إمكانات متجددة
أكد وزير الطاقة والموارد المعدنية الإندونيسي، عارفين تصريف، أن شراكة بلاده في أكبر مشروع للطاقة الشمسية والتخزين في العالم وربط الجزر الواقعة على أرضها مع خطوط بحرية على أنه فرصة تعزز الصناعات الخضراء في البلاد وتدمج إمكانات الطاقة المتجددة مع الطلب الصناعي.
وأشار تصريف إلى أن تطوير البنية التحتية اللازمة لربط مواقع إنتاج الكهرباء النظيفة بمواقع الاستهلاك الكثيف خطوة ضرورية، ويتلاءم ذلك مع ما توصلت إليه دراسة مشتركة بين الشركة الآسيوية والوزارة المحلية بامتلاك جاكرتا جانبًا من أفضل موارد الطاقة المتجددة الآسيوية والموارد المعدنية جنبًا إلى جنب مع موقعها الإستراتيجي.
وترى الدراسة المشتركة أن مؤهلات إندونيسيا السابق ذكرها تسمح لها بالتحول إلى "قوة صناعية" صديقة للبيئة في قارة آسيا.
وكانت مذكرة تفاهم قد وُقّعت بين شركة "صن كيبل" مطورة الطاقة الشمسية والتخزين الأسترالية مع وزارة الطاقة والموارد المعدنية الإندونيسية، خلال انعقاد مجموعة الأعمال على هامش قمة مجموعة الـ20 التي انعقدت في بالي شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، واختُتمت أعمالها في 14 من الشهر ذاته.
الربط الشبكي
تسمح مذكرة التفاهم بين الشركة الأسترالية وإندونيسيا بالاستفادة المحلية لجاكرتا من تحول الطاقة وأنظمتها، بجانب طرح عدد من الوظائف والمشروعات وخفض الانبعاثات، وفق صحيفة رينيو إيكونومي (Renew Economy) الأسترالية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "صن كيبل" الأسترالية، ديفيد غريفين، إن مذكرة التفاهم من شأنها تبني اتفاق حول دعم الشركة الأسترالية لتطوير قدرات ربط الشبكة في إندونيسيا عبر برنامج ربط تقني.
وحول تطورات أكبر مشروع للطاقة الشمسية والتخزين في العالم، أوضح غريفين أنه سيجري التركيز على تحديد مواقع نقل الكهرباء وحجم الاستثمار، تمهيدًا لإعلان التفاصيل كافة بالاشتراك مع أطراف المشروع بحلول مطلع العام المقبل (2023).
وأشار إلى أن شركته لها باع طويل في تطوير مشروعات توليد الطاقة الشمسية ونقلها إلى مسافات طويلة، ما يعزز أواصر التعاون مع إندونيسيا للربط الكهربائي بين الجزر وبعضها.
عن المشروع
يعكس مشروع الطاقة الشمسية والتخزين الأكبر عالميًا دور شركة "صن كيبل" الأسترالية في تعزيز النمو الأخضر في دول جنوب شرق آسيا عبر خط "أستراليا آسيا باور لينك".
ويهدف في الأساس إلى الاستفادة من إنتاج الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات الوفير في أستراليا، لتلبية الطلب على الكهرباء النظيفة والخضراء محليًا، والتوسع بتصديرها إلى سنغافورة مرورًا بالمياه الإندونيسية عبر خط ربط بحري يصل طوله إلى 4 آلاف و200 كيلومتر.
ومن خلال المشروع، يُخطط لبناء قدرة تصل إلى 20 غيغاواط في إقليم الشمالي بأستراليا في، إلى جانب 42 غيغاواط من التخزين في البطاريات، لاستخدامها محليًا والتصدير إلى سنغافورة عبر الربط الكهربائي البحري مع إندونيسيا باستخدام خطوط ذات جهد عالي مباشر.
ووقع الاختيار على منطقة باركلي في الإقليم الشمالي الأسترالي لاستضافة المشروع وتزويد عاصمة الإقليم "مدينة داروين" عبر خط جهد عالٍ، بالإضافة إلى إنشاء خط للربط البحري سيمتد إلى سنغافورة.
ويحظى المشروع بدعم من رجال أعمال أستراليين، أبرزهم الملياردير المهتم بالتقنيات مايك كانون بروكس، ورجل الأعمال الرائد في صناعة الحديد والمهتم مؤخرًا بالطاقة الخضراء أندرو فورست.
اقرأ أيضًا..
- روسيا تبني كاسحات جليد نووية فائقة القوة (فيديو وصور)
- قطاعا النفط في السعودية وفنزويلا نشأة واحدة ونتائج متباينة.. أيهما تختار غايانا؟
- 5 دول في أوبك+ تنفي زيادة إنتاج النفط وتدعم استقرار السوق (تحديث)
- هل تعيد شروط استيراد السيارات في الجزائر إحياء صناعة المركبات؟.. 3 خبراء يتحدثون للطاقة