واردات أوروبا من الديزل الروسي تنتعش خلال نوفمبر
مع قرب سريان الحظر
مي مجدي
ارتفعت واردات أوروبا من الديزل الروسي خلال الأيام الماضية، مع قرب دخول الحظر الأوروبي للمشتقات النفطية من موسكو حيز التنفيذ.
ومع تزايد المخاوف من عدم العثور على بدائل تكفي احتياجات القارة، يسارع التجّار في أوروبا لملء الخزانات بالمنطقة قبل شهر فبراير/شباط (2023)، حسب وكالة رويترز.
ومن المقرر أن يحظر الاتحاد الأوروبي استيراد المشتقات النفطية الروسية، بحلول 5 من فبراير/شباط (2023)، والتي يعول عليها لتوفير الديزل، أي بعد شهرين من حظر نفط موسكو المقرر في 5 ديسمبر/كانون الأول (2022)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ارتفاع شحنات الديزل الروسي
أشارت كبيرة محللي السوق في شركة فورتيكسا لتحليلات الطاقة باميلا مونغر إلى ارتفاع شحنات الديزل الروسية المتجهة لمناطق التخزين في أمستردام-روتردام-أنتويرب عند 215 ألف برميل يوميًا خلال المدة من 1 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، بزيادة 126% مقارنة بشهر أكتوبر/تشرين الأول (2022).
ومع عدم توافر بدائل فعالة من حيث التكلفة، شكّل الديزل الروسي 44% من إجمالي واردات أوروبا خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، مقابل 39% في أكتوبر/تشرين الأول (2022)، بحسب بيانات رفينيتيف.
ويبدو أن روسيا ما تزال أكبر مورّد للديزل في أوروبا، على الرغم من تراجع اعتماد القارة على الوقود الروسي، إذ بلغت نسبة الصادرات أكثر من 50% قبل غزو موسكو لأوكرانيا في أواخر شهر فبراير/شباط (2022).
استبدال الديزل الروسي
يرى المحلل، رئيس قسم المشتقات المكررة في شركة "إف جي إي" يوجين لينديل، أنه سيتعين على الاتحاد الأوروبي تأمين قرابة 500-600 ألف برميل يوميًا من الديزل لتحلّ محلّ الإمدادات الروسية.
وأضاف أن أغلب هذه البدائل سيكون من الولايات المتحدة ومنطقة شرق السويس -التي تجمع بين الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ- وخاصة الشرق الأوسط والهند.
وقال مدير قسم الأبحاث والاستشارات بشركة إنسايتس غلوبال لارس فان فاغينينغن، إنه من المرجح استعمال أو بيع الديزل الروسي المتجه إلى الخزانات بمنطقة أمستردام-روتردام-أنتويرب بسرعة، لا سيما أن الأسعار الحالية أعلى من تلك المتوقعة خلال الأشهر المقبلة.
وأشار إلى أن بورصة "آي سي إي فيوتشرز يورب" ستحظر المشتقات النفطية منخفضة الكبريت من روسيا قبل دخول الحظر الأوروبي حيز التنفيذ.
وبدءًا من نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، سيتعين على التجّار إثبات أن الواردات في منطقة أمستردام-روتردام-أنتويرب خالية من أيّ منتج روسي.
وأوضحت شركة إنسايتس غلوبال أن الواردات خلال ديسمبر/كانون الأول المقبل ستستعمل في تداول العقود الآجلة للشركة للتسليم في يناير/كانون الثاني (2023).
ووفقًا لبعض المتداولين، سيكون لهذه الإجراءات تأثير ضئيل؛ نظرًا لتراجع مستويات التخزين في المنطقة، سواء من الديزل الروسي أو غير الروسي، إلى جانب انخفاض الكميات المنقولة.
التداعيات على تجارة الديزل
من المتوقع أن تتوقف تجارة الديزل التي تُقدَّر بنحو 200 مليون برميل سنويًا بين الاتحاد الأوروبي وروسيا خلال الأشهر المقبلة.
ومع نفاد الوقت، سيتعين على التجّار خفض الإمدادات للالتزام بالموعد النهائي.
ولن يكون التخلص من الإمدادات الروسية أمرًا سهلاً، خاصة أن فرنسا قلّصت إنتاجها من الديزل في الآونة الأخيرة؛ بسبب الإضرابات في مصافي التكرير، وأجبرها ذلك على البحث عن المزيد من الإمدادات، في حين بات الإنتاج المحلي في ألمانيا مهددًا بالخطر، إذ سيصبح من الصعب على مصفاة شفيدت الحصول على النفط الخام عبر خط أنابيب دروجبا.
ومن المتوقع أن يعوّض الاتحاد الأوروبي الإمدادات الروسية من خلال استيراد الوقود من الشرق الأوسط، في ظل تكثيف مصفاة الزور الكويتية ومصفاة جازان السعودية الإنتاج.
كما إن الصين سمحت -مؤخرًا- بزيادة صادرات الوقود، وقد تكون هذه الكميات كافية للاستبدال بالبراميل الروسية.
موضوعات متعلقة..
- حظر النفط الروسي ينعش الطلب على ناقلات الديزل لأعلى مستوى في 30 عامًا
- أزمة الديزل في أوروبا تدفع لزيادة الواردات من آسيا والشرق الأوسط
- هل يلبي الديزل الصيني احتياجات أوروبا بعد انقطاع الإمدادات الروسية؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- زلزال إندونيسيا يتسبب في انقطاع الكهرباء عن المستشفيات
- صادرات الطاقة الروسية إلى الصين تنتعش بـ60 مليار دولار في 9 أشهر
- مركز الذكاء الاصطناعي.. عقل أرامكو السعودية للتنبؤ بأداء الحقول والمصافي (تقرير)