أسعار الألواح الشمسية وتفشي كورونا يبطئان مشروعات الطاقة المتجددة في الصين
أمل نبيل
يهدد ارتفاع أسعار الألواح الشمسية وتفشي فيروس كورونا مشروعات الطاقة المتجددة في الصين، التي تسعى لإحلال بدائل أكثر اخضرارًا محل الوقود الأحفوري الملوث.
وتُعَد الصين أكبر ملوث في العالم، وقد تعهّدت بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، بعد أن تصل إلى ذروة الانبعاثات في عام 2030، بحسب التقارير التي رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.
وحذّر أحد أكبر مطوري الطاقة النظيفة في الصين، من أن المنشآت الشمسية ستتباطأ في الأسابيع المقبلة، بسبب ارتفاع الأسعار والاضطرابات الناجمة عن فيروس كوفيد-19، وفقًا لبلومبرغ.
الطاقة النظيفة في الصين
قالت مجموعة "تشاينا ثري غورغيس رينيوبلز"، ذراع الرياح والطاقة الشمسية، التابعة لشركة تشاينا ثري غورغيس، إن الشركة قد لا تتمكن من تثبيت الأعداد الكبيرة من الألواح الشمسية المعتادة حتى نهاية العام الجاري (2022).
وأشارت الشركة إلى ارتفاع أسعار الألواح الشمسية والإجراءات المفروضة للسيطرة على تفشي فيروس كورونا المتفاقم في الصين، من بين أسباب تعثر الإنتاج.
عادة ما ترى الصين طفرة في تركيب ألواح الطاقة الشمسية مع نهاية العام إذ يسارع المطورون، خاصة المملوكين للدولة لتحقيق الأهداف السنوية، لتتماشى مع دعوة الحكومة لتعزيز سعة الطاقة المتجددة في البلاد.
وتستثمر الصين أكثر من أيّ دولة أخرى في الطاقة النظيفة، وهي في طريقها لتحطيم الرقم القياسي لمنشآت الطاقة الشمسية الجديدة هذا العام (2022).
وأضافت الدولة الواقعة في شرق آسيا رقمًا قياسيًا بلغ 52.6 غيغاواط من الطاقة الشمسية في الأرباع الـ3 الأولى من العام الجاري (2022)، ما يعادل تقريبًا إجمالي التركيبات في العام الماضي البالغة 54.9 غيغاواط.
ولكن هذا لا يزال أقل بكثير من 100 غيغاواط متوقعة خلال العام الحالي من قبل بعض المؤسسات الحكومية والصناعية.
تحديات تواجه الطاقة الشمسية
واجهت صناعة الطاقة الشمسية في الصين ارتفاع تكلفة مادة رئيسة في الإنتاج، وهي البولي سيليكون، التي وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقد، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الألواح الشمسية، وتأجيل المشروعات، والمزيد من التدقيق الحكومي.
والبولي سيليكون هو مكوّن دقيق موجود في رمال الشواطئ، يُستخدم لتحويل فوتونات الضوء إلى كهرباء، ويُستخدم بصفته أحد مكوّنات الألواح الشمسية في المشروعات.
وقالت شركة تشاينا ثري غورغيس رينيوبلز، إن عمليات الإغلاق لمكافحة فيروس كورونا تقع في المناطق التي تمتلك فيها الشركة مشروعات مثل منغوليا الداخلية وشنغهاي.
وعلى الرغم من أن أسعار الألواح الشمسية ما تزال مرتفعة، تواصل تكلفة توربينات الرياح في الصين تراجعها، ما يجعلها أكثر فاعلية من حيث التكلفة مقارنة بالطاقة الشمسية.
وتتوقع الشركة أن تزداد مشروعات طاقة الرياح خلال الربع الرابع من العام الجاري (2022)، بعد أن أدى الوباء إلى إبطاء انتشارها في النصف الأول.
وتُعَد الصين الموطن الأكبر لصناعة طاقة الرياح البحرية في العالم؛ إذ شكّلت البلاد 32% من إجمالي نمو السعة العالمية خلال المدة من عام 2010 حتى عام 2020.
نظرة متفائلة
على الرغم من نظرة شركة ثري غورغيس الحذرة، بشأن الطاقة الشمسية في الصين، ما يزال من الممكن أن تنتعش تركيبات الألواح على مستوى البلاد حتى نهاية العام الجاري 2022.
وقالت المحللة في يو بي إس سيكيورتيز، ييشو يان، إن المطورين المملوكين للدولة لن يرغبوا في الفشل في تحقيق مستهدفاتهم، والمجازفة بعدم منحهم حقوقهم من الحكومات المحلية لبناء المزيد من محطات الطاقة الشمسية في العام المقبل 2023.
وأضافت أن الدولة الآسيوية يجب أن تضيف 85 غيغاواط من الطاقة الشمسية خلال 2022، لذلك سرّعت العديد من المنشآت وتيرة مشروعاتها في سبتمبر/أيلول (2022).
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الشمسية في الصين تشهد طفرة قياسية خلال 2021
- أسعار ألواح الطاقة الشمسية تتزايد.. والصين تتصدى بإجراءات صارمة
- أميركا تحظر 1000 شحنة من ألواح الطاقة الشمسية الصينية
اقرأ أيضًا..
- البترول الكويتية تكشف تفاصيل جديدة في حريق مصفاة ميناء الأحمدي
- ننشر شروط استيراد السيارات في الجزائر.. ونوع واحد محظور
- وزارة الطاقة السعودية تعزز الرقابة على نقل المنتجات النفطية باتفاقية مع هيئة النقل