أرامكو السعودية تضخ 7 مليارات دولار بأكبر مشروع للبتروكيماويات في كوريا الجنوبية
تعتزم شركة أرامكو السعودية ضخ 7 مليارات دولار في أكبر استثمار في قطاع البتروكيماويات في كوريا الجنوبية لإنتاج المزيد من المنتجات عالية القيمة.
وأعلنت عملاقة النفط السعودي، اليوم الخميس 17 نوفمبر/تشرين الثاني، الاستثمار الأكبر لها على الإطلاق في كوريا الجنوبية بالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى سول.
يتضمن استثمار أرامكو السعودية مشروع تطوير مرفق تكسير بخاري للبتروكيماويات المتكاملة بمقاييس عالمية من خلال شركة (إس أويل) التابعة لها، وفق بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويأتي المشروع في إطار سعي أرامكو لتوسيع نطاق أعمالها في قطاع البتروكيماويات، وتماشيًا مع إستراتيجيتها لتعظيم سلسلة القيمة في تحويل السوائل إلى بتروكيماويات.
تفاصيل المشروع الضخم
يهدف المشروع الذي يُعرف باسم شاهين وتبلغ قيمته 26 مليار ريال (7 مليارات دولار) لاستخدام تقنية مبتكرة لأول مرة لتحويل النفط الخام إلى مواد أولية للبتروكيماويات، وسيمثّل ذلك أول تسويق لتقنية تحويل النفط الخام إلى كيماويات بالتكسير الحراري من أرامكو السعودية ولوموس تكنولوجيز؛ ما يزيد من إنتاج البتروكيماويات ويقلل تكاليف التشغيل.
ويأتي المشروع بعد استثمار سابق بقيمة 4 مليارات دولار في المرحلة الأولى من مشروع توسعة البتروكيماويات الذي اكتمل في عام 2018.
ويقع المشروع الجديد في الموقع الحالي لمجمع (إس أويل) في أولسان، ومن المقرر أن تكون للمشروع القدرة على إنتاج ما يصل إلى 3.2 مليون طن من البتروكيماويات سنويًا.
كما سيشمل المشروع منشأة لإنتاج بوليمرات عالية القيمة، ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ المشروع في عام 2023 ويكتمل بحلول عام 2026.
ويُتوقع أن يعمل مرفق التكسير البخاري على معالجة المنتجات الثانوية الناتجة من معالجة الخام؛ بما في ذلك النافثا والغاز الخارج من المصفاة، لإنتاج الإيثيلين، وهو لَبِنة بتروكيميائية تُستخدم في صنع آلاف العناصر اليومية، وسينتج المشروع أيضًا البروبيلين والبوتادايين والمواد الكيميائية الأساسية الأخرى.
مشروع شاهين
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، أمين الناصر: "يُعَد استثمار أرامكو في مشروع شاهين في كوريا الجنوبية نقلة نوعية ومرحلة جديدة في قطاع التكرير والبتروكيماويات لدى الشركة؛ فهو يجسّد ما لدينا من مشروعات طموحة وابتكارات تقنية مستقبلية من أجل التوسع في مجال الكيماويات بشكل كبير.
وأشار إلى أن أرامكو تطبق في مشروع شاهين تقنيات جديدة، ابتُكِرَت في مراكز بحوثها العالمية، وتستخدم للمرة الأولى عالميًا لتحويل النفط مباشرة إلى كيماويات؛ ما سيسهم في إعادة رسم مشهد البتروكيماويات العالمي، ويعزز سلسلة القيمة من خلال زيادة تكامل أعمال التكرير والبتروكيماويات، في وقت يتزايد فيه الطلب المتوقع في جميع أنحاء العالم.
وأضاف الناصر أن علاقة أرامكو السعودية بالسوق الكورية علاقة عريقة ووثيقة ومتطورة، ويشكّل الاستثمار في "شاهين" إضافة كبرى في ترسيخ هذه العلاقة الاستثمارية والإستراتيجية المتميزة؛ حيث تُعد كوريا الجنوبية من أهم الأسواق العالمية لأرامكو.
المشروع الأكثر كفاءة
قال النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو السعودية، محمد القحطاني: "نطمح إلى أن يكون شاهين عامل تغيير مهمًا ليس فقط بالنسبة لـ(إس أويل) في كوريا الجنوبية، ولكن أيضًا لأعمالنا الكيماوية العالمية".
وأضاف: "سيسمح لنا المشروع بمعالجة مجموعة أكبر من المواد الخام بطريقة أكثر كفاءة وأقل استهلاكًا للطاقة، كما أن المشروع يمثّل أول عملية استخدام واسعة النطاق لتقنية أرامكو السعودية لتحويل النفط الخام إلى كيماويات بالتكسير الحراري، ويوضح كيف يمكننا، من خلال تصميم أفضل، الإسهام في التحول إلى عمليات إنتاج أكثر كفاءة واستدامة".
ومن المقرر أن يستخدم مرفق التكسير البخاري الجديد لقيمًا مختلطًا، متفوقًا بذلك على مرافق التكسير القائمة على النافثا من حيث الكفاءة والأداء بشكل عام.
وعند اكتمال المشروع يمكن أن يتضاعف حجم الإنتاج الكيميائي لشركة (إس أويل) ليصل إلى 25% تقريبًا؛ ما يبيّن تأثير هذه التقنية المتطورة، وإستراتيجية أرامكو السعودية في تحويل النفط الخام إلى كيماويات والتي تهدف للتوسّع في طاقة تحويل السوائل إلى كيماويات لتصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا.
وتُعَد أرامكو السعودية المساهم الأكبر في (إس أويل)، وتمتلك أكثر من 63% من أسهم المجمع.
موضوعات متعلقة..
- أرامكو السعودية: الأمن الصناعي عنصر رئيس في تأمين إمدادات الطاقة العالمية
- مصفاة جازان.. أرامكو السعودية تستعين بأحدث التقنيات لتأمين الوقود والكهرباء
اقرأ أيضًا..
- إعلان اكتشافين للغاز في المغرب يبشّران باحتياطيات ضخمة
- أوابك: الجزائر ومصر تقودان قفزة صادرات الغاز العربية
- مصادر لـ"الطاقة": الجزائر تبلغ فرنسا بتأجيل صفقة الغاز.. وهذه هي الأسباب