قمة المناخ كوب 27.. الهند تزيح الستار عن إجراءاتها للحياد الكربوني بحلول 2070
الهيدروجين الأخضر والوقود الحيوي والسيارات الكهربائية ضمن أدواتها
سمر النجار
خلال مشاركتها في قمة المناخ كوب 27، المنعقدة بمصر خلال المدة من 6 إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، كشفت الهند عن إجراءات إستراتيجيتها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070.
وتأتي تلك الخطوة عقب عام كامل من مشاركتها في قمة المناخ كوب 26 في بريطانيا العام الماضي (2021)، وطرح ضم خفض الاعتماد على الفحم إلى الإسهامات الوطنية للمرة الأولى، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة حينها.
وعرضت الهند -خلال مشاركتها في القمة العالمية في مصر- تقريرًا وطنيًا يُحدد أولوياتها خلال رحلة انتقال الطاقة تدريجيًا حتى الوصول إلى الحياد الكربوني في غضون 50 عامًا، بحسب ما نشرته رويترز.
رؤية الهند
فسّر التقرير المطروح للمرة الأولى خلال قمة المناخ كوب 27 مسارات نيودلهي وإجراءاتها المحددة للتخلص من الكربون وخفض الانبعاثات، لا سيما أنها تحتل مرتبة ثاني أكبر مستهلكي الفحم في العالم بعد الصين.
ومن بين إجراءات رحلة الانتقال التدريجي لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2070 قررت الهند منح الأولوية للوقود النظيف بجانب تقليص الاستهلاك، حسبما أعلنت -رسميًا- خلال مشاركتها في القمة العالمية للأمم المتحدة.
ويرى وزير البيئة الهندي بوبندر ياداف، أن إفصاح بلاده عن رؤيتها لمكافحة تغير المناخ خطوة مهمة، رغم عدم مشاركة رئيس الوزراء ناريندرا مودي في قمة العام الجاري (2022).
وحدّدت إستراتيجية الهند للحياد الكربوني (الإستراتيجية طويلة الأجل للتطوير وخفض الانبعاثات) مجالات رئيسة تُسهم في خفض الانبعاثات، من ضمنها الكهرباء والنقل والغابات، والصناعة.
إجراءات تدريجية
تضمّنت إجراءات الإستراتيجية الهندية طويلة الأجل التوسع في الاعتماد على الوقود الحيوي ومزج الإيثانول بالبنزين، وزيادة عدد السيارات الكهربائية وحافلات النقل العام على الطرق، والاعتماد بصورة أكبر على الهيدروجين الأخضر.
وتتماشى تلك الإجراءات مع ما سبق أن تعهدت به الهند من خفض لمعدل استهلاك الفحم، وانعكس ذلك إيجابًا على مشروعاتها للطاقة الشمسية وتوسعات الطاقة المتجددة، كما فجرت نيودلهي مفاجأة بتأكيدها أن المدة المقبلة ستشهد تطوير تقنياتها لالتقاط الكربون وتخزينه.
ويلخص الرسم أدناه أبرز ما أوردته الهند من ملامح لإستراتيجيتها، خلال مشاركتها في مؤتمر الأطراف كوب 26 العام الماضي (2021)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة حينها.
وتفضّل الهند الالتزام بالإستراتيجية طويلة الأجل، لأن سقفها الزمني ممتد بصورة أطول، إلى جانب أنه من غير الملزم خلالها الإبلاغ دوريًا عن معدلات الإنجاز، بخلاف الإسهامات المحددة وطنيًا التي التزمت بها دول عدة خلال قمة المناخ الماضية كوب 26.
وكانت نيودلهي قد أجرت تحديثًا على إسهاماتها الوطنية، في أغسطس/آب الماضي، وخططت لخفض انبعاثات الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 45% خلال السنوات الـ7 المقبلة حتى نهاية العقد.
الفحم ودموع ألوك شارما
رغم تطلعات الهند الطموحة التي أعلنتها في قمة المناخ كوب 27 المنعقدة حاليًا فإن مقاومتها لتحديد التزام واضح ومزود بجدول زمني حيال الفحم وأنواع الوقود الأحفوري كافّة تثير الجدل، لا سيما أنها تتجه من ناحية أخرى إلى الضغط من أجل مواصلة "الخفض التدريجي" للوقود الملوث دون الالتزام بإجراء يفرض قيودًا محددة، حسبما كشفت مصادر لرويترز.
ويعيد ارتباك الموقف الهندي حيال الفحم والوقود الأحفوري إلى الأذهان مشهد بكاء رئيس انعقاد العام الماضي في قمة المناخ كوب 26 ألوك شارما لدى إعلانه البيان الختامي للحدث المناخي الأبرز عالميًا.
وبضغط من الهند والصين خرجت توصيات قمة العام الماضي (2021) تتحدث عن "خفض تدريجي" لاستخدام الفحم، بدلًا من منعه أو اتخاذ إجراءات أشد صرامة، ما دفع شارما إلى وصف ما توصلت إليه الأطراف المشاركة بأنه "انتصار هش".
وقبل مرور شهرين على انتهاء القمة، كثّفت الهند من استثمارات جديدة لزيادة إنتاج الفحم بإنشاء خطوط نقل وتحديث خطوط أخرى قائمة، وبدا -حينها- وكأنها تناقض مسارات قمة المناخ كوب 26.
موضوعات متعلقة..
- بعد تعهدها في كوب 26.. هل أهداف الهند المناخية واقعية أم مراوغة جديدة؟
- الطلب على البتروكيماويات في الهند قد يتضاعف 3 مرات بحلول 2040
- لتعويض النفط الروسي.. الهند تكثّف صادراتها من زيت الوقود إلى أميركا
اقرأ أيضًا..
- مصفاة جازان.. أرامكو السعودية تستعين بأحدث التقنيات لتأمين الوقود والكهرباء
- وزير البترول المصري: صناعة النفط والغاز ستؤدي دورًا في تحول الطاقة
- أكبر محطة طاقة شمسية في شرم الشيخ (إنفوغرافيك)