سلطنة عمان تؤكد التزامها باستثمار 190 مليار دولار لتحول الطاقة بحلول 2050
شهدت قمة المناخ كوب 27 اليوم تأكيد سلطنة عمان التزامَها بدعم الجهود الدولية لخفض الانبعاثات الكربونية والحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وتنفيذ خطة لتحول الطاقة وإزالة الكربون باستثمارات تزيد على 190 مليار دولار بحلول عام 2050.
جاء ذلك في كلمة سفير سلطنة عُمان في مصر ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية عبد الله بن ناصر الرحبي ضمن فعاليات القمة المقامة حاليًا في مدينة شرم الشيخ المصرية. وفق ما ذكرت وكالة الأنباء العمانية.
وأشار الرحبي في كلمته إلى أن سلطنة عمان أعلنت في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي تحديد عام 2050 هدفًا لتحقيق الحياد الصفري لانبعاثات غازات الدفيئة في مجمل القطاعات التنموية، ومباشرتها بعقد سلسلة من حلقات العمل التفصيلية واللقاءات بين أصحاب المصلحة على المستوى الوطني.
وأوضح أن ذلك يأتي سعيًا لإعداد خارطة طريق تتضمن مشاريع محددة لخفض الانبعاثات على مستوى كل القطاعات.
وأضاف أن جهود السلطنة لم تقتصر في مجال التخفيف على هذا الإعلان فحسب، بل قامت بتنفيذ العديد من المشاريع لخفض الانبعاثات الكربونية من مختلف القطاعات لاسيما مشاريع الطاقة المتجددة ومشاريع كفاءة الطاقة ومشاريع الحد من عمليات حرق الغاز وخفض انبعاثات غاز الميثان باستخدام تقنيات رصد متطورة كالأقمار الصناعية والكاميرات الحرارية.
سياسة عمانية لتحول الطاقة
أوضح سفير سلطنة عُمان في مصر ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية عبد الله بن ناصر الرحبي أن بلاده توشك على الانتهاء من إعداد سياسة وطنية لتحول الطاقة، تركز على وضع الإطار العام والسياسات والضوابط المتعلقة بتيسير وتسريع التحول في قطاعات الهيدروجين والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة واحتجاز ونقل واستخدام أو تخزين الكربون، وتولي جوانب التكيف مع آثار التغيرات المناخية أهميةً خاصة.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي نظرًا لازدياد عدد وحِدّة آثار هذه التغيرات على سلطنة عمان مثل: الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة خلال أشهر الصيف، وزيادة حِدّة الأعاصير والحالات الجوية متسببة في الكثير من الخسائر والأضرار المادية والبشرية والتي تربو على مليارات الدولارات كل عام.
وأضاف أن سلطنة عمان بادرت بضخّ مليارات الدولارات لإنشاء نظم حديثة للإنذار المبكر وبناء منظومة متكاملة من سدود التخزين والحماية وتحسين التخطيط العمراني ومرافق التصريف وتعزيز البنية الأساسية كالشوارع وتمديدات المياه والكهرباء والاتصالات بهدف تعزيز الاستجابة لمخاطر الأنواء المناخية والحد من الأضرار المترتبة عليها.
جهود سلطنة عمان في خفض الانبعاثات
أكد سفير سلطنة عمان في كلمته أمام قمة المناخ كوب 27 أن بلاده ضمن سعيها لخفض الانبعاثات وتحسين جهود التكيف، بادرت بتطوير منظومة المحميات الطبيعية البريةِ والرطبةِ والبحريةِ منها، لتصل إلى نحو 25 محمية، تنتشر فيها مختلف أنواع الحياة الفطرية إلى جانب إنشاء العديد من مراكز الإكثار لمفردات الحياة الفطرية المهددة بالانقراض.
وأضاف السفير عبد الله الرحبي، أنه في السياق ذاته، أطلقت سلطنة عمان الحملة الوطنية لاستزراع ملايين الأشجار البرية وأشجار المانغروف والشعاب المرجانية في مختلف أرجاء البلد إلى جانب تشجيع مختلف فئات المجتمع في زراعة الأشجار في مختلف البيئات والتجمعات الحضرية.
وألقى الضوء على سعي السلطنة لدعم الجهود الإقليمية بكافة السبل، مشيرًا إلى قيام جهاز الاستثمار العماني خلال قمة المناخ الحالية كوب 27 بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة أكوا باور السعودية لبحث فرص الاستثمار المشترك في مشروع طاقة الرياح المتجددة بسعة (1.1Gw) بجمهورية مصر العربية.
وأكد ترحيب سلطنة عمان بكافة أشكال التعاون والشراكة على مختلف الأصعدة لاسيما التعاون في تعزيز جوانب تحول الطاقة وتوفير الطاقة النظيفة والمنتجات منخفضة الكربون، إلى جانب التعاون في مجالات شهادات الكربون والحلول الطبيعية لامتصاص الكربون وتطوير أنظمة الرصد والإنذار المبكر من المخاطر الطبيعية.
موضوعات متعلقة..
- سلطنة عمان تنجح في إنتاج الديزل الحيوي من نوى التمر.. تجربة مميزة
- الطاقة المتجددة في ظفار بوابة سلطنة عمان للتوقف عن توليد الكهرباء من الوقود
- سلطنة عمان تستثمر لأول مرة في مشروع رياح مصري بالتعاون مع السعودية
اقرأ أيضًا..
- أمين عام أوابك لـ":الطاقة": النفط والغاز أساس الاقتصاد العالمي.. و3 دول عربية تقود المبادرات الخضراء
- أزمة الغاز في أوروبا لم تشهد الأسوأ بعد.. ودور إيجابي للجزائر
- المغرب يتصدر أفريقيا في مؤشر الأداء المناخي