مشروع كندي لتطوير الهيدروجين الأخضر في البرتغال
من خلال محطة تعزز خطط الإنتاج والتصدير
هبة مصطفى
يحظى الهيدروجين الأخضر في البرتغال بخطط طموحة على المستوى الحكومي، إذ تسعى الدولة الواقعة جنوب غرب أوروبا للتحول إلى مركز إنتاج وتصدير للوقود النظيف.
وفي هذا الإطار اتفقت شركة "نيوغرين هيدروجين" الكندية مع المطور البرتغالي "فريكونت سمر" على استثمار يفوق مليار دولار لبناء محطة جديدة في مدينة سينس التي تضم مرافق صناعية عدة، وفق ما نقلته وكالة رويترز اليوم الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني.
وتتوافق مساعي تطوير الهيدروجين الأخضر في البرتغال مع خطط دول الاتحاد الأوروبي لتعزيز إنتاج الهيدروجين وتصديره، جنبًا إلى جنب مع مسارات التخلي عن الغاز الروسي واستبداله، بحسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
تفاصيل المحطة
تُشير الخطط إلى اعتماد شركة "نيوغرين هيدروجين" على محلل كهربائي بقدرة 500 ميغاواط لإنتاج الهيدروجين الأخضر في البرتغال بالمحطة المرتقبة.
وقالت الشركة الكندية المعنية بمشروعات الطاقة المتجددة إن مشروعها مع "فريكونت سمر" سيتكلف استثمارات تتجاوز مليار يورو، لإنتاج الهيدروجين ومشتقات الوقود بالمحطة التي تبعد 150 كيلومترًا عن العاصمة لشبونة.
(يورو = 1.03 دولارًا أميركيًا)
ولم تفصح الشركتان عن أي معلومات حول موعد بدء الاستثمار بمحطة الهيدروجين الأخضر في البرتغال أو توقيت بدء الإنتاج.
غير أنه من المقرر الانتهاء من المشاورات مع الحكومة البرتغالية -الرامية إلى تخصيص أرض بناء المحطة بمساحة 10.5 هكتارًا- بحلول الإثنين المقبل.
ولم تكن المحطة المرتقبة -بالتعاون بين الشركة الكندية والمطور البرتغالي- الأولى من نوعها ضمن خطط التوسع بإنتاج الوقود النظيف، إذ ظهرت خلال الآونة الماضية جهود عدة لتطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر في البرتغال.
مركز أوروبي للهيدروجين
يتزامن إعلان استثمار المحطة المرتقبة مع استعدادات مرفق الكهرباء في لشبونة "إي دي بي" للتعاون مع شركة "غالب" وائتلاف (محلي-كندي-هولندي) لإنشاء محطات هيدروجين أخرى في منطقة سينس الصناعية أيضًا.
وبجانب ذلك، يخطط منتجو صناعات تُسهم بنحو 10% من إجمالي الانبعاثات في البلاد إلى اقتحام مجال الهيدروجين وبناء محطة إنتاج، من ضمنهم 3 من منتجي الزجاج و2 من كبار منتجي الأسمنت.
وتتوافق إعادة توجيه بعض الصناعات مسارها نحو الوقود النظيف مع ما سبق أن كشفه وزير البيئة البرتغالي عن رغبة الدولة الأوروبية أن تصبح منتجًا ومُصدرًا رئيسًا للوقود النظيف، بمشاركة 70 مستثمرًا ومخصصات تصل إلى 10 مليارات يورو.
ويوضح الرسم أدناه الدور الذي يقدمه الهيدروجين في عملية تحول الطاقة وإستراتيجية الدول حياله، وفق الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وكان لـ"نيوغرين هيدروجين" المُطورة للمشروع اتجاهًا يتفق مع رؤية كورسون، إذ أشار الرئيس التنفيذي للشركة الكندية كريس كورسون إلى أن المشروع المرتقب لبناء محطة الهيدروجين الأخضر في البرتغال يعد خطوة لشركته.
وأرجع ذلك إلى موقع المشروع الإستراتيجي في قلب القارة الأوروبية وخطط البرتغال لتصبح مركزًا رئيسًا لتلبية الطلب على الهيدروجين مستقبلًا.
جهود أوروبية
لم تقتصر جهود تطوير الهيدروجين الأخضر في البرتغال على بناء المحطات والإنتاج فقط، إنما امتدت لتهيئة المرافق للتصدير أيضًا لا سيما أن القارة الأوروبية تتجه إلى البحث عن بدائل نظيفة لإمدادات الطاقة الروسية.
وخلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت 3 دول أوروبية (فرنسا، إسبانيا، البرتغال) مشروعًا لنقل الهيدروجين عبر خطوط الغاز بين مدن تلك الدول.
ويُنظر إلى خط النقل البحري بصفته الأول من نوعه أوروبيًا وعالميًا، غير أن سبقه إبداء رغبة في اتخاذ تلك الخطوة في الجزائر والمغرب دون اتخاذ خطوات فعلية.
أوروبا تراهن على الهيدروجين الأخضر لتعزيز إمدادات الطاقة (تقرير)
وبخلاف اتفاق النقل والتصدير، سارعت دول أوروبية أخرى لإعلان خطط ومستهدفات إنتاج الوقود النظيف من ضمنها المخططات الألمانية لإنتاج 25 غيغاواط بحلول عام 2040، ومحاولات إسبانيا إنتاج 4 غيغاواط بحلول نهاية العقد الجاري 2030.
كما أعلن الاتحاد الأوروبي تخصيص 300 مليون يورو لتعزيز خطط الهيدروجين في دوله، في حين تسعى القارة بالكامل لإنتاج 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر ارتفعت إلى 15 مليون طن مع الاتجاه إلى التخلص من إمدادات الطاقة الروسية.
اقرأ أيضًا..
- انخفاض إنتاج أوبك النفطي 210 آلاف برميل يوميًا خلال أكتوبر
- أوروبا تريد الهيدروجين من خطوط نقل الغاز في المغرب والجزائر
- تحويل طاقة الرياح إلى حرارة.. تقنية جديدة غير مكلفة لتدفئة المنازل
- الطاقة المتجددة في ظفار بوابة سلطنة عمان للتوقف عن توليد الكهرباء من الوقود
- أكبر محطة طاقة رياح في العالم تستضيفها مصر (إنفوغرافيك)