تخفيف تداعيات الكوارث المناخية في باكستان يكلف 348 مليار دولار (تقرير)
نوار صبح
تحتاج باكستان إلى نحو 348 مليار دولار في 8 سنوات لمواجهة الكوارث المناخية والتخفيف من تداعياتها، حسبما ذكر تقرير لمجموعة البنك الدولي، وفقًا لما أوردته صحيفة "إكسبرس تريبيون" (Express Tribune) المحلية.
وأشار المراقبون إلى أن المبلغ الضخم اللازم لدرء كارثة المناخ كان أكثر من الموازنة السنوية الحالية بـ800%، قائلين إن المبلغ كان كافيًا لبناء 35 خطًا للسكك الحديدية، مثل خط (إم إل-1) من كراتشي إلى بيشاور.
وقال الخبراء إن المتطلبات تبدو ضخمة بالنسبة لدولة تنفق ثلثي موازنتها السنوية على خدمة الديون والدفاع؛ ما يعني أن باكستان قد لا تكون قادرة على الإطلاق على توفير هذا المبلغ، ولا حتى جزء منه، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقال مقدم البرامج التلفزيونية الباكستاني، شهباز رنا، إن مجموعة البنك الدولي أصدرت تقرير المناخ والتنمية القُطْري، الذي أظهر أنه مقابل المتطلبات الضخمة البالغة 348 مليار دولار للمدة من 2023 إلى 2030، كان إجمالي التمويل المتاح العام والخاص 48 مليار دولار فقط.
وقال إن هذا توقع فجوة قدرها 300 مليار دولار لا تستطيع باكستان سدها بكل الوسائل.
أضرار الفيضانات الأخيرة في باكستان
تسببت الفيضانات الشديدة خلال الصيف في مقتل ما يقدر بنحو 1700 شخص، وتدمير ما يقرب من مليوني منزل، وتكبّدت البنية التحتية خسائر تقدّر بمليارات الدولارات، وفقًا لتقرير نشره موقع كلايمت تشينج نيوز (Climate Change News) مؤخرًا.
في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن باكستان تواجه "مستوى من المذبحة المناخية يفوق الخيال"، وإنها كانت تدفع "ثمنًا باهظًا للتغير المناخي من صنع الإنسان".
تجدر الإشارة إلى أن باكستان شهدت ظروف طقس قاسية من قبل، وعلى الأخص في عام 2010 عندما تسببت الأمطار الموسمية القياسية أيضًا في أضرار واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويبدو أن فيضانات هذا العام مختلفة؛ فقد تصاعد حجم الكارثة وشدتها؛ ما أثر في مساحات شاسعة من الأراضي وفي المقاطعات غير المعتادة في رؤية مثل هذه الأمطار.
وصُنِّفَت نصف البلاد على أنها "مصابة بالكوارث"، وفقًا للهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، مع إعلان 40 مقاطعة أخرى على أنها "متأثرة بالفيضانات"، وهذا يعني أن 75% من سكان باكستان تضرروا بآثار الفيضانات.
وهذا ينطبق بشكل خاص على منطقة بلوشستان في جنوب غرب البلاد. عادة ما تكون الفيضانات الموسمية مدفوعة بالظروف إلى الشمال في مقاطعتي خيبر بختونخوا والبنجاب.
في هذا العام، كانت بلوشستان، وهي منطقة شاسعة لكنها قليلة السكان، وتشتهر بمناخها الصحراوي، من أكثر المناطق تضررًا.
وقال المدير القُطْري ووكالة المساعدات السويسرية الدولية "هيلفيتاس"، الدكتور أرجوماند نظامي، لدينا حالات شبيهة بحالات الطوارئ تتطلب استجابة إنسانية. وليس هناك وقت للتطوير؛ لأنها حالة طوارئ تلو الأخرى.
ويرى المحللون أن التحدي المتمثل في إعادة بناء بلد أصبح فيه الطقس المتطرف مألوفًا هو تحدٍّ طويل الأمد.
اقرأ أيضًا..
- مسؤول بالبنك الأفريقي للتنمية: نطوّر مشروعات للطاقة المتجددة في المغرب
- رئيس أكتيس البريطانية لـ"الطاقة": مضاعفة تمويل تغير المناخ إلى 200 مليار دولار مطلب واقعي
- كيف تحوّلت شركات الوقود الأحفوري من داعم قوي لكرة القدم إلى سبب في تشويه سمعتها؟