بنغلاديش تقلص إمدادات الوقود لمحطات الكهرباء وتعيد توجيهها للقطاعات الصناعية (تقرير)
نوار صبح
تبذل بنغلاديش جهودًا حثيثة للحفاظ على عجلة الإنتاج في البلاد، وتعيد السلطات توجيه الوقود إلى الصناعات الموجهة للتصدير وتقليص الإمدادات إلى محطات الكهرباء، حسبما نشرت صحيفة "إيكونوميك تايمز" الهندية (Economic Times) في 11 نوفمبر/تشرين الثاني.
وأدى تضاؤل احتياطيات النقد الأجنبي والتضخم إلى الحد من قدرة بنغلاديش على استيراد كميات كافية من الوقود الأحفوري، التي ارتفعت أسعارها بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويرى المحللون أن الخطوة الأخيرة كانت ضرورية مع قدوم فصل الشتاء؛ ما قلل بشكل كبير من احتياجات الطاقة في البلاد، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقال متحدث باسم وزارة الطاقة البنغلاديشية: "إن فصل الشتاء مقبل هذا العام، ويتطلب إلى حد كبير إغاثة فيما يتعلق بقطاع الطاقة".
وأوضح أن هذا الوضع سمح للسلطات "بقطع إمدادات الغاز عن محطات الكهرباء وإعادة توجيهها إلى الوحدات الصناعية لمواصلة إنتاجها".
وأضاف المسؤول أن توليد الكهرباء تراجع إلى 9550 ميغاواط خلال ساعات الذروة في 9 نوفمبر/تشرين الثاني، انخفاضًا من 13500 ميغاواط التي شهدتها خلال ذروة الصيف.
انعكاسات أزمة الطاقة
أفاد اتحاد مصنعي ومصدري الملابس في بنغلاديش (بي جي إم إي إيه)، مؤخرًا، بأن أزمة الطاقة تعطل قطاع التصدير الرئيس في البلاد، وطالب بإمداد الوقود دون انقطاع للحفاظ على عجلة الإنتاج.
بدورهم، أعرب أصحاب الصناعة عن استعدادهم لدفع رسوم جمركية متزايدة إذا وفّرت الحكومة المزيد من الغاز حتى بعد شراء الغاز الطبيعي المسال من السوق الفورية بأسعار مرتفعة.
وذكرت صحيفة فاينانشيال إكسبريس البنغلاديشية، نقلًا عن مصادر حكومية، أن شركة بتروبانغلا، وهي شركة نفط مملوكة للحكومة، خفّضت إمداداتها من الغاز إلى أدنى مستوى لمحطات الكهرباء في نوفمبر/تشرين الثاني مقارنة بفصول الشتاء في السنوات السابقة.
خلال المدة نفسها من العام الماضي، وفّرت شركة بتروبانغلا نحو 989 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز لمحطات الكهرباء مقابل الطلب المماثل لنحو 2252 مليون قدم مكعبة في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عندما أوقفت نحو 25 محطة لتوليد الكهرباء.
وتشير البيانات الرسمية إلى أنه على الرغم من ظهور العديد من محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز على مدى العقد الماضي؛ فقد انخفض إمداد الغاز الطبيعي لمحطات توليد الكهرباء بنحو 24% أو 258 مليون قدم مكعبة يوميًا مقارنة بالمدة نفسها من العام السابق.
بدءًا من 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، زوَّدت الشركة نحو 815 مليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي لمحطات الكهرباء، أي نحو ثلث إجمالي المتطلبات التي تبلغ نحو 2.252 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وأجبرت أزمة الطاقة حكومة بنغلاديش على وقف التوليد في 30 محطة كهرباء تبلغ سعتها الإجمالية نحو 4000 ميغاواط وفرض تقنين الكهرباء خلال ذروة موسم الصيف، حسبما نشرت صحيفة "إيكونوميك تايمز" الهندية (Economic Times) في 11 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال رئيس شركة بتروبانغلا، نازمول أحسن، لصحيفة فاينانشيال إكسبريس: "لقد قلصنا إمدادات الغاز الطبيعي لمحطات الكهرباء حتى يحصل المستهلكون الصناعيون على المزيد من الغاز".
وقد أجبر الوضع المتردّي الحكومة البنغلاديشية على إغلاق محطات الديزل وترك بعض محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالغاز معطلة، وعلى فرض نظام تقنين الطاقة من خلال انقطاع الكهرباء لساعات طويلة.
نتيجة لذلك، أدى انقطاع التيار الكهربائي إلى استياء شعبي واسع النطاق أدى إلى مظاهرات في شوارع العاصمة داكا.
الاتفاق مع صندوق النقد الدولي
توصلت بنغلاديش وصندوق النقد الدولي، يوم الأربعاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى اتفاق مبدئي يقدم بموجبه البنك العالمي حزمة دعم بقيمة 4.5 مليار دولار أميركي لتحقيق الاستقرار في اقتصادها وحماية الأشخاص المعرّضين للخطر.
وجاء الاتفاق مع صندوق النقد الدولي بعد أشهُر من مناقشات بين البنك العالمي ومسؤولين بنغلاديشيين، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعَد بنغلاديش الدولة الثالثة في جنوب آسيا، بعد سريلانكا وباكستان، التي تؤمِّن حزمة إنقاذ من صندوق النقد الدولي لمواجهة الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء والطاقة الناجم عن الوباء والتضخم العالمي بسبب الحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا.
وسيُصرَف المبلغ على 7 أقساط حتى ديسمبر/كانون الأول 2026.
اقرأ أيضًا..
- وزير البيئة في ساحل العاج لـ"الطاقة": قمة المناخ تشهد مواجهة بين الدول النامية والمتقدمة
- وزير الطاقة السعودي يستعرض إنجازات المملكة في التحول الأخضر: "وعدنا فأوفينا"
- أميركا تحظر 1000 شحنة من ألواح الطاقة الشمسية الصينية
