قمة المناخ.. رئيس إستونيا لـ"الطاقة": مستعدون لدعم نشر الطاقة المتجددة في أفريقيا
باستعمال تقنيات الرقمنة
شرم الشيخ - حياة حسين
على هامش قمة المناخ في مصر، أبدى رئيس إستونيا، ألار كاريس، استعداد بلاده لدعم الدول الأفريقية في نشر الطاقة المتجددة، لا سيما أن بلدان القارة تتمتع بموارد طبيعية هائلة.
وأضاف كاريس -الذي تقلَّد منصبه العام الماضي (2021)- أن خبرة بلاده الواسعة في مجال "الرقمنة" تسمح له بتقديم الدعم المناسب للقارة السمراء، حسبما أكد في تصريح خاص إلى منصة الطاقة، على هامش قمة كوب 27 في مدينة شرم الشيخ المصرية.
يأتي ذلك بينما تسعى الدولة -الواقعة شمال أوروبا ضمن دول البلطيق- للتغلب على غياب تدفقات الغاز الروسي، خاصة أنها تفتقر إلى إمكانات النفط والغاز، وتعتمد بصورة كاملة على إمدادات الطاقة الروسية.
دعم إستونيا لموارد أفريقيا
أوضح رئيس إستونيا، ألار كاريس، أن بلاده لديها خبرة كبيرة في مجال الرقمنة، ويمكنها تقديم الدعم اللازم كي تتمكن الدول الأفريقية من نشر الطاقة المتجددة واستغلال مواردها الطبيعية.
جاء ذلك وفق ما أكده كاريس في تصريح خاص إلى منصة الطاقة على هامش مشاركته في جلسة نقاشية حول "دعم صمود أفريقيا بمواجهة تغير المناخ عبر الرقمنة في القرن 21"، بمشاركة من رؤساء دولتي زيمباوي وبتسوانا الأفريقيتين.
وأشار رئيس الدولة الأوروبية إلى أن القارة السمراء تملك إمكانات كبيرة من أشعة الشمس، ويمكن الاستفادة منها لتوليد الطاقة الشمسية ودعم مجال الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى أن بلاده تملك خطة تستهدف التحول الكامل إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة والشمس والرياح بحلول عام 2030.
وأضاف الأستاذ الجامعي عالم الأحياء، ألار كاريس، أن تالين بدأت بالفعل تطبيق خطة التحول إلى الطاقة المتجددة.
وتعقيبًا على مشاركته في قمة المناخ كوب 27، قال كاريس، إن تغير المناخ لا يرتبط بحدود الدول، ويتعين على الجميع عدم الاستجابة له، وتكثيف الجهود لضمان تحقيق مبادئ اتفاق غلاسكو في كوب 26 العام الماضي (2021)، وكذلك اتفاقية باريس للمناخ (2015)، حسبما أوضح بتغريدة له في "تويتر".
استبدال الغاز الروسي
تسعى إستونيا لتعويض افتقارها لموارد الوقود الأحفوري وغياب تدفقات الغاز الروسي بفتح آفاق ومنافذ جديدة لها، ويبدو من تصريح ألار كاريس أن قارة أفريقيا ستكون إحدى تلك الوجهات.
ولجأت الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي إلى "الصخر النفطي" المُنتج محليًا لتعويض إمدادات الطاقة الروسية، وأعلنت، في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استئناف تشغيل محطات توليد الكهرباء اعتمادًا على الصخر النفطي، في محاولة منها للحدّ من أسعار فواتير الطاقة الباهظة.
In Sharm el Sheikh to attend #COP27 today and tomorrow. Climate change knows no borders and neither should our response. We need to step up our collective efforts to deliver on the Glasgow and the Paris Agreement to take care of our planeet. pic.twitter.com/ZwgiJSs05o
— Alar Karis (@AlarKaris) November 7, 2022
وتكشف تلك الخطوة مدى محدودية خيارات تالين، إذ إن استعمال الصخر النفطي يشكّل عودة للوقود الأحفوري، بينما تسعى الدولة جاهدة للمضي قدمًا في التخلص من الوقود الملوث والتوسع في الطاقة المتجددة.
وكانت الدولة الأوروبية ضمن دول البلطيق قد بدأت خطوات فعلية لفطم نفسها عن الاعتماد على الـ"كيروجين"، وهو مادة عضوية تستخرج من طبقات الصخر النفطي يمكن تحويلها إلى نفط عالي الجودة بتعريضها لدرجات حرارة مرتفعة.
وتعدّ طموحات التوسع في الطاقة المتجددة -ومن ضمنها دعم المشروعات الأفريقية- مسارًا مناخيًا ملائمًا للدولة الأوروبية الوحيدة التي تولّد غالبية إمدادات الكهرباء من الصخر النفطي.
انقطاع الكهرباء
تواجه دول البلطيق بصورة عامة، وإستونيا بصورة خاصة، مخاطر انقطاع الكهرباء وتأثّر الشبكة بغياب الغاز الروسي، ودفع ذلك رئيسة الوزراء كايا كالاس إلى إطلاق تحذير من إمكان فصل موسكو دول البلطيق عن نظام الكهرباء المشترك معها.
ودعت، في سبتمبر/أيلول الماضي، للاستعداد لتلك الخطوة، لا سيما أن دول البلطيق (دول شمال شرق أوروبا) لا تعتمد على الغاز الروسي فقط، بل تتصل بشبكة الكهرباء في موسكو لضمان إمدادات مستقرة.
ورغم الجهود الأوروبية لتعزيز مستويات تخزين الغاز للتمكن من تلبية الطلب على الكهرباء والتدفئة خلال فصل الشتاء، فإن رئيسة الوزراء كايا كالاس حذّرت من احتمالات انقطاع الكهرباء في البلاد خلال فصل الشتاء "الصعب"، حسب وصفها.
اقرأ أيضًا..
- سلطنة عمان تستثمر لأول مرة في مشروع رياح مصري بالتعاون مع السعودية
- مصر تحتضن أكبر محطة طاقة رياح في العالم باستثمارات إماراتية
- بث مباشر لقمة المناخ في شرم الشيخ وتغطية خاصة من الطاقة
- الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوابة الهيدروجين الأخضر لأوروبا.. و3 دول عربية على المسار
- اتهام أرامكو السعودية وسوناطراك الجزائرية بزيادة انبعاثات الميثان.. من يموّل التلاعب بالحقائق؟