أمين عام أوبك: هناك دول تطالبنا بزيادة إنتاج النفط وفي نفس الوقت وقف الاستثمارات
هبة مصطفى
أبدى أمين عام أوبك هيثم الغيص استعداد دول المنظمة للإسهام بصورة رئيسة في التوازن ما بين توفير الطاقة على المستوى العالمي وخفض الانبعاثات في الوقت ذاته.
وفي الوقت ذاته، طرحَ الغيص مقترحات للتوازن بين الطلب على الطاقة من جهة والأهداف المناخية من جهة أخرى، مشيرًا إلى أن استدامة النظام العالمي تواجه خطرًا، حسبما أورد في مقال له نشرته صحيفة أهرام أون لاين (ahram online) المصرية الناطقة باللغة الإنجليزية.
ويتزامن تركيز أمين عام منظمة أوبك على أهمية استمرارية إنتاج النفط والغاز لتلبية الطلب على الطاقة في وقت تتعطش به الأسواق للإمدادات مع انطلاق فعاليات قمة المناخ كوب 27 في مدينة شرم الشيخ المصرية، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
تحديات الطاقة والمناخ
أكد الأمين العام لـ"أوبك" هيثم الغيص أن هناك حجمًا هائلًا من التحديات يواجه كلًا من الطاقة والمناخ، ما يشير إلى ضرورة النظر إلى المتغيرات الجديدة خلال الحديث حول التنمية المستدامة في ظل تصاعد وتيرة الطلب على الطاقة، العقود المقبلة.
وأشار إلى التوقعات الواردة في تقرير عالمي صدر حديثًا حول زيادة الطلب على الطاقة بمعدل 23% حتى عام 2045، ما يتطلب زيادة حجم الاستثمارات من الآن لضمان تلبية الطلب.
وقال، إن هناك حاجة لاستثمارات في صناعة النفط بما يصل إلى 12.1 تريليون دولار، خلال تلك المدة، ما يعادل توفير 500 مليار دولار سنويًا.
وبالنظر إلى حجم الطلب والاستثمار اللازم لتلبيته، وكذلك الالتزام بمعدلات خفض الانبعاثات العالمية وفق اتفاقية باريس للمناخ، أوضح الغيص أن هناك حاجة مُلحّة لمزيج يجمع بين توافر الطاقة والاستثمار والتعاون بين البلدان.
أمين عام منظمة أوبك
أكد الأمين العام لـ"أوبك" هيثم الغيص ترحيب المنظمة بالمشاركة في قمة المناخ كوب 27، والمشاورات حول تحديات الطاقة والبيئة.
وفسّر أن دول المنظمة تستثمر في قطاعَي المنبع والمصبّ، جنبًا إلى جنب مع الاعتماد على تقنيات أكثر نظافة تُسهم في تخلّص الصناعة من الكربون، وقال: "نستثمر بصورة كبيرة في الطاقة المتجددة والهيدروجين".
وأوضح أن انتقال الطاقة من الطبيعي أن يشهد وتيرة بطيئة، رغم مساراته المتعددة، كما أنه يستغرق وقتًا طويلًا قد يمتدّ لعقود، بالنظر إلى عدد الأشخاص الذين يفتقرون إلى الكهرباء، إذ يتجاوز عددهم 700 مليون شخص، وكذلك البيانات الرامية إلى استمرار اعتماد 2.4 مليار شخص على أنظمة ملوثة.
ويوضح الرسم أدناه توقعات حجم الطلب العالمي على النفط خلال العام المقبل (2023)، وفقًا لأوبك ووكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأميركية، وما رصدته منصة الطاقة المتخصصة:
وقال أمين عام منظمة أوبك، إنه في ظل اضطرابات السوق تدعو للتعاون بين الدول وبعضها، وليس محاربة بعضهم بعضًا، مشيرًا إلى رؤية مصر لانعقاد قمة المناخ كوب 27 بصفتها "تنفيذية" ودعوتها للأطراف كافة للمشاركة والاتفاق على إجراءات لانتقال الطاقة محل ترحيب من المنظمة.
وأعرب عن أمله أن يشهد المستقبل القريب إطلاق استثمارات وتمويلًا يشمل التقنيات كافة، ومن ضمنها أنواع الوقود المختلفة، لا سيما أن المنظمة تدعم المسار المستدام.
أوبك ترفع توقعات الطلب على النفط عالميًا بحلول 2045
جدل الوقود الأحفوري
تطرَّق الأمين العام لـ"أوبك" هيثم الغيص في مقاله إلى التناقض في مواقف دول صناعية -لم يُسمّها- ما بين مطالبتها للدول المنتجة للنفط والغاز بالإسهام في استقرار واستدامة إمدادات الطاقة العالمية، وبين مطالبات وقف تمويل مشروعات الوقود الأحفوري في الوقت ذاته.
وتعليقًا على هذا التباين، شدد الغيص على ضرورة النظر في أهمية النفط لمستقبل الطاقة، خاصة أن وقف إنتاج الخام بحاجة إلى استثمارات هائلة أيضًا في ظل تزايد الطلب.
وأوضح أنه للحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية -في ظل انخفاض تعاني منه الصناعة بمعدل 5% سنويًا- يتعين إضافة 5 مليون برميل يوميًا.
وتابع مشيرًا إلى أنه لتجنُّب أزمات الطاقة مستقبلًا، يجب النظر إلى تحديات الاستثمار وحجم إسهام أنواع الطاقات المختلفة في عملية الانتقال برؤية واقعية.
وأشار إلى أنه في ظل التحديات التي طرأت على أسواق الطاقة طوال عام مضى، بات التساؤل حول "هل تدعم الوقود الأحفوري أم ضده؟" يفرض قيودًا جديدة ويقلّص حجم الخيارات أمام تلبية الطلب.
اقرأ أيضًا..
- اتهام أرامكو السعودية وسوناطراك الجزائرية بزيادة انبعاثات الميثان.. من يموّل التلاعب بالحقائق؟
- بث مباشر لقمة المناخ كوب 27 في مصر بحضور زعماء العالم
- الربط الكهربائي أحد أسلحة العراق لمواجهة انقطاع التيار (تقرير)
- أفضل شركات شحن السيارات الكهربائية في بريطانيا.. بي بي وشل تتذيلان القائمة
- هل تنقذ الطاقة الشمسية أوكرانيا من هجمات روسيا على محطات الكهرباء؟