الطاقة الكهرومائية في ألبانيا تواجه ضرائب على القطاع الخاص
سمر النجار
فوجئ مشغلو الطاقة الكهرومائية في ألبانيا -خصوصًا القطاع الخاص- بقرار جديد من الحكومة، التي قالت إن "الهدف منه حماية المستهلكين المستضعفين".
وبحسب التصريحات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة؛ فقد كشف رئيس الوزراء الألباني، إيدي راما، عن أن أكبر مشغلي محطات الطاقة الكهرومائية الخاصة في بلاده سيتعرّضون إلى دفع ضريبة أرباح غير متوقعة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعتمد فيه ألبانيا بدرجة كبيرة على الطاقة الكهرومائية؛ إذ تُنتج ما لا يقلّ عن 90% من الكهرباء التي تحتاج إليها الدولة.
وقال رئيس الوزراء إن الضريبة المقبلة ستكون مخصصة فقط لأكبر 3 شركات، مؤكدًا أن الشركات الثلاث الكبرى تحقق أرباحًا هائلة وسط أزمة الطاقة الكهرومائية، بحسب ما نقلته صحيفة بلقان غرين إنرجي نيوز (Balkan Green Energy News).
يأتي ذلك بعد أن أعلنت وزارة المالية، قبل أسبوعين، اعتزامها فرض ضريبة على الأرباح الوفيرة لمنتجي الكهرباء من القطاع الخاص، الذي يمثّل 40% من إنتاج الكهرباء في البلاد.
ولفت رئيس الوزراء الألباني، في تصريحات صحفية سابقة، إلى أن الشركات الـ3 "لا يمكن أن تحقق أرباحًا ضخمة عن طريق الحظ، وأن الأموال (أموال الضرائب) ستُستخدم لدعم المستهلكين المستضعفين والمعرضين للخطر"، وفقًا للتقرير الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
تنويع مصادر الطاقة في ألبانيا
تتمثّل مخاطر الطاقة الكهرومائية في ألبانيا في أن الدولة تكاد تكون تعتمد عليها بصورة كاملة في إنتاج الكهرباء؛ ما يجعل النظام عرضة لمخاطر الجفاف؛ لذا تتخذ الحكومة خطوات نحو تنفيذ مشروعات كبيرة وتدابير حكومية جارية لتنويع مصادر الطاقة.
وأدى نقص الأمطار هذا العام إلى إعاقة ميزانية الدولة؛ إذ تحمي الحكومة المستهلكين من التكاليف الباهظة لواردات الطاقة الكهرومائية في حالات الطوارئ.
وذكرت شبكة البلقان للتقارير الاستقصائية (BIRN)، في وقت سابق، أن وزارة المالية الألبانية قدرت أن ضريبة الأرباح المفاجئة المخطط لها بنسبة 33% ستحقق 71 مليون يورو (70.09 مليون دولار أميركي).
وأضافت، في مذكرة للمشرعين، أن الشركات الخاصة من مشغلي الطاقة الكهرومائية في ألبانيا كانت قد رفعت الأسعار عدة مرات العام الجاري (2022)، دون زيادة تكاليف الإنتاج.
محطات الطاقة الكهرومائية
تحتلّ الطاقة الكهرومائية في ألبانيا مكانة كبيرة؛ لذا أصدرت الحكومة تصاريح لتشييد 7 محطات على نهر غوستيما، من خلال شركة "إغناتيا هيدروباور".
ومن المخطط أن تصل الطاقة الإنتاجية لهذه المحطات إلى 48.9 ميغاواط، وستصبح اتفاقية الامتياز سارية المفعول لمدة تزيد قليلًا على 25 عامًا.
وبحسب تقرير سابق اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة؛ تصل سعة أكبر محطة مزمع تنفيذها من خلال شركة هيدباور إلى 16.8 ميغاواط، وأصغرها 450 كيلوواط.
وخلال السنوات الماضية، اندلعت احتجاجات من نشطاء ومنظمات ضد عشرات المشروعات الكهرومائية؛ إذ كان من المتوقع تطوير نحو 11 مشروعًا على نهر غوستيما؛ ما يُظهر حجم التحديات الحالية التي تواجه قطاع الطاقة الألباني.
وإثر ذلك، بدأ اتجاه الدولة إلى أهمية تنويع مصادر الطاقة وإمدادات الكهرباء بصفة خاصة خلال السنوات المقبلة؛ خوفًا من أي موجات جفاف قد تؤثر سلبًا في عمل المحطات الكهرومائية، أو تؤدي إلى توقفها كليةً.
ويشتكي السكان المحليون من تعثّر الوصول إلى المياه، إلى جانب تحذير العديد من العلماء من مخاطر التآكل والتهديدات التي تلاحق الحياة البرية، فضلًا عن تزايد تداعيات تغير المناخ من مخاطر الجفاف والفيضانات.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الكهرومائية في ألبانيا تنتعش بمشروع عملاق
- الجفاف يهدد باختفاء الطاقة الكهرومائية من مزيج الكهرباء العالمي
- توقعات مزيج الطاقة العالمي بحلول 2045.. النفط المصدر الرئيس (إنفوغرافيك)
- الطاقة المتجددة في أستراليا تتجه إلى إنجاز عالمي غير مسبوق
اقرأ أيضًا
- اتفاقية جديدة لدعم مشروعات الطاقة المتجددة في سلطنة عمان
- المغرب يشجع المواطنين على ترشيد استهلاك الكهرباء بـ"المكافآت"
- تحالف مصري يكشف عن تطورات مشروع محطة الطاقة الكهرومائية في تنزانيا