يونيبر الألمانية تتكبد خسائر بـ40 مليار دولار في 9 أشهر
في ظل تراجع إمدادات الغاز الروسي
مي مجدي
تواجه شركة يونيبر الألمانية واحدة من أكبر الخسائر في تاريخ الشركات الألمانية، بعد الإعلان، اليوم الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، عن خسائر مليارية خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2022.
وسجّلت شركة استيراد الغاز الألمانية المتعثرة -التي تسعى الحكومة لتأميمها في أسرع وقت- خسارة صافية بلغت 40 مليار يورو (39.3 مليار دولار)، في ظل انقطاع إمدادات الغاز الروسي وإجبارها على شراء الوقود بأسعار باهظة، بحسب ما نشرته وكالة رويترز.
(يورو = 0.98 دولارًا أميركيًا)
وتسلّط الخسارة الضوء على تداعيات القرار الروسي بقطع الإمدادات وتأثيره في قطاع الطاقة بالقارة العجوز، حيث اعتادت السوق الأوروبية عليها لعقود من الزمن، وبالأخص ألمانيا.
إلا أن شركة يونيبر أصبحت أكبر ضحية بين الشركات جراء هذه الاضطرابات والأزمات حتى الآن.
وتراجع سهم يونيبر بنسبة 3% في تعاملات فرانكفورت، بحلول الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش (02:30 بتوقيت مكة المكرمة)، ورفع ذلك انخفاضه إلى 93% خلال العام الجاري (2022)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
خسائر ضخمة
كانت يونيبر من بين شركات الطاقة التي تضررت بقوة من خفض الإمدادات الروسية، وتطلّب الأمر خطة إنقاذ ضخمة من الحكومة الألمانية ستؤدي إلى تأميمها بحلول نهاية عام 2022.
وأشارت الشركة إلى أن صافي الخسارة يشمل 10 مليارات يورو من الخسائر الفعلية التي تكبّدتها نتيجة ارتفاع تكاليف استبدال الإمدادات من السوق الفورية بدلًا من إمدادات الغاز الروسي، إلى جانب 31 مليار يورو من الخسائر المستقبلية المتعلقة بهذه المشكلة.
ووفقًا لبيان الشركة، سجّلت يونيبر خسائر صافية معدلة قدرها 3.2 مليار يورو خلال الأشهر الـ9.
وقالت المديرة المالية لـ"يونيبير"، تينا توميلا، إن الشركة تكبّدت خسائر مالية ضخمة؛ لأن تكاليف شراء غاز بديل لا تُمرر إلى المستهلكين، وكانت لذلك آثار عميقة في النتائج المالية.
وأوضحت أن تنفيذ حزمة إنقاذ لضمان استقرار الشركة له الأولوية القصوى، مضيفة أن المحادثات الحالية تركز على كيفية الاستعاضة عن ضريبة الغاز، التي أُلغيت في آخر لحظة، بأداة من شأنها أن تمرر الخسائر إلى مالك الشركة المستقبلي، وهو الحكومة الألمانية.
وأضافت الشركة أنها تأمل في الاعتماد على الغاز المسال بدلًا من إمدادات الغاز الروسي بالكامل بحلول عام 2024.
وستؤدي يونيبر دورًا رئيسًا في تزويد ألمانيا بالكهرباء والغاز خلال شتاء 2022-2023 وما بعده؛ لذا تركز الشركة على تغذية البلاد بكميات إضافية من الغاز والغاز المسال، وفقًا لتصريحات توميلا.
حزمة مساعدات
سبق أن قررت موسكو خفض إمدادات الغاز إلى أوروبا وسط تصاعد حالة التوتر بسبب الحرب في أوكرانيا؛ ما يهدد بزيادة التضخم ودفع بعض أكبر اقتصادات الكتلة نحو الركود، وفقًا لبلومبرغ.
ومن المقرر أن تتلقّى الشركة الألمانية حزمة مساعدات بقيمة 30 مليار يورو بعد خسارة الملايين يوميًا لشراء الغاز بأسعار باهظة في محاولة للوفاء بعقود العملاء.
وبصفتها أكبر مستورد لألمانيا، يُعَد بقاء الشركة ضروريًا لقطاع الطاقة في البلاد، وربما إخفاقها قد يكون له تأثير تسلسلي على القطاع.
وقالت الشركة -التي تتخذ من دوسلدورف مقرًا لها- اليوم الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، إنه يجري وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل المتعلقة بحزمة المساعدات.
إلا أن المحللين يرون أن خطة الإنقاذ -بما في ذلك زيادة رأس المال بمقدار 8 مليارات يورو- قد لا تكون كافية.
وأصر نائب وزير المالية، فلوريان تونكار، على أن الحكومة ستضمن حصول الشركة على التمويل المطلوب لاستمرار عملها.
وأصبحت الشركة تعتمد على حد ائتماني من بنك الائتمان لإعادة التنمية (كيه إف دبليو) الحكومي.
وبحسب بيان الشركة، سحبت يونيبر 14 مليار حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول (2022) من إجمالي 18 مليار يورو.
وتتطلب حزمة الإنقاذ، التي تقدر بمليارات الدولارات، موافقات تنظيمية من شتى الولايات القضائية، ومن المقرر أن يصوّت المساهمون على إصدار الأسهم في اجتماع سيُعقد في النصف الثاني من ديسمبر/كانون الأول (2022).
إجراءات قانونية ضد غازبروم
في الوقت نفسه، هدّدت يونيبر باتخاذ إجراءات قانونية ضد موردها الرئيس السابق "غازبروم".
وفي وقت سابق من العام الجاري (2022)، كشفت الشركة عن أنها تراجع الإجراءات القانونية ضد شركة غازبروم، ويمكن أن يشمل إجراءات تحكيم.
وقالت الشركة -مؤخرًا- إنها تدرس الإجراءات القانونية أمام محكمة سويدية للمطالبة بتعويض قدره مليارات الدولارات من غازبروم الروسية بشأن ما تصفه "بقطع غير مبرر للإمدادات".
وعادة ما تستغرق مثل هذه الإجراءات عدة سنوات قبل التوصل إلى حكم.
وأوضحت الشركة أن تراجع الإمدادات من شركة غازبروم جعل الشركة على وشك الانهيار والإفلاس، وكان سببًا رئيسًا لاتخاذ خطة الإنقاذ من الحكومة الألمانية.
وفي هذا الصدد، قالت المديرة المالية لشركة يونيبر، تينا توميلا، إن الشركة تعمل بصورة مكثفة على إعادة هيكلة محفظة الغاز لتقليل المخاطر، وإنهاء الخسائر الناجمة عن وقف شحنات الغاز الروسي بحلول عام 2024.
اقرأ أيضًا..
- 3 خبراء للطاقة: قمة كوب 27 تواجه العديد من التحديات.. والتمويل أزمة
- ساوند إنرجي: نعمل على طاقة بديلة للمغرب بعيدًا عن الغاز الجزائري
- كيف تغيّر الطلب على الذهب خلال أول 9 أشهر من 2022؟ (إنفوغرافيك)