التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسيةسلايدر الرئيسيةقمة المناخ كوب 27

رئيس حزب البيئة العالمي: كوب 27 فرصة عربية لمواجهة التغيرات المناخية (حوار)

داليا الهمشري

عبّر رئيس حزب البيئة العالمي الدكتور دوميط كامل عن تفاؤله بأن ينجح مؤتمر المناخ كوب 27 فيما فشلت فيه المؤتمرات المناخية السابقة في التوصل إلى خطط عالمية تُنفّذ على أرض الواقع لمواجهة التغيرات المناخية.

وطالب كامل جامعة الدول العربية بتعيين وزير فوق العادة للشؤون البيئية، على أن يكون عالمًا بيئيًا قادرًا على وضع إستراتيجية موحدة وخطة طوارئ مناخية للدول العربية كافّة.

وأشاد الدكتور دوميط كامل -في حوار مع منصة الطاقة المتخصصة- بالإستراتيجيات التي وضعتها بعض الدول العربية مثل السعودية والإمارات وقطر ومصر، داعيًا الحكومات إلى تنفيذها حتى تكون هذه الدول قدوة للمنطقة العربية بأكملها.

و"حزب البيئة العالمي" هو جمعية بيئية مقرها في العاصمة اللبنانية بيروت، وتعمل على نشر التوعية البيئية وحماية الثروات المعدنية وتقديم الحلول لتحقيق الحياد الكربوني.

وبالإضافة إلى ترؤسه هذه الجمعية، يتقلّد الدكتور دوميط كامل منصب رئيس خبراء حماية الصحة والبيئة العالمية، المستشار الدولي لشؤون البيئة العالمية والمناخ، كما أنه مستشار الهيئة العليا للإغاثة في السراي الحكومي في لبنان.

ومع قرب انعقاد مؤتمر المناخ cop27 في مدينة شرم الشيخ المصرية، أجرت منصة الطاقة المتخصصة هذا الحوار مع رئيس حزب البيئة العالمي للحديث حول المؤتمر وعدة قضايا متعلقة بملف التغيرات المناخية، وإلى نص الحوار:

ما تأثير التغيرات المناخية في العالم بصفة عامة وفي الدول العربية بصفة خاصة؟

نحن نشهد اليوم تطورًا خطيرًا -على المستوى العالمي- فيما يتعلق بالتغيرات المناخية والاحتباس الحراري وتغير أنماط الكتل الهوائية بصورة كاملة والاحترار العالمي غير المسبوق.

وفي أثناء فترة الحظر التي فُرضت لمواجهة انتشار فيروس كورونا، عادت أجواء الكوكب إلى ما كانت عليه في السبعينيات والثمانينيات، إذ شهدت هذه المدة أجواء رائعة.

ولكن بعد انتهاء فترة الحظر وعودة الدول الصناعية إلى ما كانت عليه في إصدار الانبعاثات الكربونية، عاد كل شيء إلى سابق عهده.

وأصبح من السهل -الآن- رصد التغيرات المناخية الخطيرة، ففي منطقة شرق المتوسط تأخر هطول الأمطار الموسمية 50 يومًا عن المعدل الطبيعي المعتاد لتساقطها.

وحتى هذه اللحظة ما نزال نعيش أجواءً صيفية، وهناك حالة جفاف تام في الغابات والمناطق الزراعية والسهول والمراعي، وهذه ظواهر خطيرة للغاية.

رئيس حزب البيئة العالمي يتحدث عن كوب 27 قمة المناخ cop27
رئيس حزب البيئة العالمي الدكتور دوميط كامل

ما مدى إسهام الدول العربية في الانبعاثات الكربونية؟

الدول العربية ليس لديها إستراتيجية حتى الآن لمواجهة التغيرات المناخية وخفض الانبعاثات الكربونية.

بعض الدول وضعت إستراتيجيات على المستوى المطلوب -مثل السعودية والإمارات وقطر ومصر وتركيا- وأصبحت لديها إستراتيجيات لعامي 2030 و2050، ولكنّ هناك دولًا أخرى في المنطقة العربية تشهد تدهورًا في الوضع البيئي، وحتى الآن لا توجد إستراتيجية موحدة للدول العربية.

ونحن نحذّر من خطورة الموقف الحالي، إلا أن هناك فجوة كبيرة بين السياسة والبيئة، ولن نستطيع إيقاف عجلة التغيرات المناخية بقرارات سياسية.

فعلى سبيل المثال، الملف المائي متدهور كليًا في المنطقة العربية، والأنهار أصبحت مليئة بمياه الصرفيْن الصحي والصناعي، وأصبحت المياه الجوفية تُستخرج دون أي إستراتيجيات علمية.

كما تدمرت الغابات وتمدد التصحر، وأصبحت المنطقة العربية تعاني نقصًا في المحاصيل نتيجة تلف الأراضي الزراعية جراء التغيرات المناخية، وفسدت المراعي، وأصبحت هناك هجرة للأغنام والماعز وكل أنواع الحيوانات الأليفة.

وهنا، أطالب جامعة الدول العربية بتعيين وزير فوق العادة للشؤون البيئية، على أن يكون عالمًا بيئيًا قادرًا على وضع الإستراتيجيات العلمية المطلوبة.

وأدعو الدول العربية إلى وضع خطة عربية شاملة وموحدة لمواجهة الكارثة البيئية المقبلة، فنحن الآن في قلب الكارثة، ولا بد أن نكون مستعدين بوضع الإستراتيجيات المطلوبة للمنطقة العربية.

وأريد أن أشدد على دور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال مؤتمر المناخ كوب 27، فلا بد أن تتمخض نتائج علمية واضحة عن المؤتمر، لا سيما فيما يتعلق بمنطقتنا العربية.

إلى أي مدى نجحت الدول العربية في تجربة الطاقة النظيفة؟

حان الوقت أن تضع الدول العربية الخطط العلمية السليمة، ففي حال اتُّخذ القرار بوضع إستراتيجية موحدة، فإنه سيلقى استجابة بكل تأكيد، وستُطرح خطط مناخية على المستوى المطلوب، ونحن جاهزون للتنفيذ.

وهذه الخطط لن تتطلب الكثير من الوقت، لأن الدول العربية غنية جدًا بمصادر الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، وبالإمكان الاستفادة من هذه الموارد، ووضع خطط جديدة من أجل خفض الانبعاثات.

ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر وضعت خططًا لزراعة الأشجار بصورة علمية بامتياز، فقد أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تستهدف زراعة 40 مليون شجرة، وأطلقت مصر مبادرة لزراعة 100 مليون شجرة.

وهذه المبادرات مهمة، وستُثمر نتائج فاعلة للغاية، وأحب أن أوجه التحية إلى القيادات العظيمة التي وضعت هذه الخطط من أجل الوصول بمنطقتنا إلى بيئة نظيفة.

ما أهم التحديات التي تواجه الدول العربية في ملفي التكيف والتخفيف المناخي؟

يمكن وضع إستراتيجية موحدة للدول العربية فيما يتعلق بملفي التكيف والتخفيف، إذ لا يمكن أن ترفض أي دولة خطة بيئية تصب في صالحها وصالح جيرانها؛ لأن الجميع أبناء البيئة مهما اختلفت توجهاتهم السياسية والعقائدية والمذهبية والطائفية، ما يستدعي العمل على ضمان بيئة صحية للجميع من البشر والكائنات الحية.

فاليوم الحيوانات الأليفة والبرية وجميع الكائنات الحية في حاجة إلى بيئة نظيفة، وكذلك الطبيعة والأشجار، في حين الإنسان وحده ينشر التلوث، ومن ثم فعليه علاجه، ونحن جاهزون بالخطط العلمية المطلوبة لتحقيق ذلك.

ويمكننا عمل تدريبات للأجيال الجديدة حتى يكونوا هم حراس البيئة الذين يحمون الطبيعة في المنطقة.

مصر تستضيف مؤتمر المناخ كوب 27

كيف تقيّم استضافة مصر مؤتمر المناخ كوب 27؟

مصر تستضيف هذا المؤتمر في ظل خلافات سياسية وحروب عالمية، بهدف حماية البيئة من آثار التغيرات المناخية، وسيشارك في القمة قيادات العالم كافّة لوضع الخطط العلمية المطلوبة.

وأعتقد أنه إذا ركّز المؤتمر على الطرق العلمية في ظل وجود القيادات العالمية الموجودة فسوف نصل إلى خطة طوارئ على قدر كبير من الأهمية، وستعطي نتائج فاعلة.

فالرئيس السيسي -خلال مشاركاته في المؤتمرات الإقليمية والعالمية والاجتماعات كافّة- كان يُبدي اهتمامًا بالكارثة البيئية، وقضية التغير المناخي والاحترار العالمي.

ونحن نتمنى أن يحقق المؤتمر النجاح المطلوب، وأن يكون بمثابة خطوة مهمة على الصّعيدين العالمي والعربي.

هل استضافة مصر مؤتمر كوب 27 والإمارات كوب 28 سيكون لهما تأثير إيجابي في ملف التغيرات المناخية بالمنطقة العربية؟

بكل تأكيد، خاصة أن المنطقة العربية تضم اليوم دولًا متقدمة بصورة كبيرة في ملف التغيرات المناخية والحد من الاحتباس الحراري ووضع الإستراتيجيات المطلوبة.

ونتمنى أن يكون مؤتمر المناخ كوب 27 مقدمة جيدة لمؤتمر المناخ التالي كوب 28، لأن الإمارات لديها إستراتيجيات جيدة، ولديها سباق علمي ممتاز، وتُعد من أهم الدول على المستوى العالمي فيما يتعلق بالتوجهات والإستراتيجيات البيئية المطلوبة.

ولا بد أن يضع مؤتمر المناخ cop27 في شرم الشيخ الإستراتيجية المطلوبة للمنطقة العربية ككل، ويستفيد من الخبرات البيئية في المنطقة العربية والمشروعات البيئية التي نُفذت وستُنفذ مستقبلًا حتى يخرج بالنتائج المطلوبة.

وأنا أرى أن الوضع خطير، ولكن هناك حلولًا إيجابية ومتطورة يمكننا الاستعانة بها، وهناك مشروعات بيئية عظيمة في المنطقة العربية نُفذ جزء منها وأجزاء تنفذ حاليًا ومستقبلًا.

وأشيد بالإستراتيجية السعودية والإماراتية والقطرية والمصرية، ولا بد من تنفيذها حتى تكون هذه الدول قدوة للمنطقة العربية.

هل تتوقع أن ينجح cop27 فيما فشل فيه مؤتمر كوب 26 على المستوى العالمي؟

لا بد أن نرى أولًا الخطوط العريضة المطروحة في هذا المؤتمر، والاتفاقيات التي ستصدر عنه.

ففي حال خرج بالإستراتيجيات السابقة نفسها فلن يحقق النجاح المطلوب، ولكنني أتمنى أن ينجح فيما فشلت فيه المؤتمرات السابقة كافّة، وأن تتمخض عنه خطط تنفيذية على الأرض.

فعلى سبيل المثال، عندما بدأت مؤتمرات المناخ كنا نستهلك 50 مليون برميل من النفط يوميًا على أقصى تقدير، أما الآن، وبعد كل هذه المؤتمرات والمعاهدات والنداءات أصبحنا نستهلك 100 مليون برميل يوميًا.

فالمؤتمر لا بد أن يتبنّى إستراتيجية تقوم على خفض 50 مليون برميل وصولًا لـ30 مليون برميل يوميًا من الوقود الأحفوري من النفط ومشتقاته، وبذلك نكون قد حققنا الخطط المطلوبة.

ولكن إذا استمر الوضع على هذا المنوال بزيادة تتراوح ما بين 3 و3.5% سنويًا نكون على طريق الخطر للكوكب ككل.

لم تفِ الدول المتقدمة بتعهداتها المناخية بتقديم 100 مليار دولار سنويًا دعمًا إلى الدول النامية لمواجهة التغيرات المناخية.. كيف سيُتعامل مع هذا الأمر؟

هذا خطأ كبير، فلا بد من تنفيذ المشروعات التي تضمن سلامة هذا الكوكب، وتقلّل من استهلاك الوقود الأحفوري يوميًا.

فالولايات المتحدة الأميركية وضعت خطة من أهم الخطط في العالم ونفذتها، والسعودية وقطر والإمارات وتركيا كذلك، ولكن دولًا عديدة لم تلتزم بتنفيذ تعهداتها وخططها المناخية.

واليوم هناك خطط إذا نُفذت ستحد من الانبعاثات الكربونية بصورة كبيرة.

وللأسف، فالدول العربية ليست لديها خطط حماية من التغيرات المناخية مثل خطط للتخلص من النفايات بصورة نظيفة بدلًا من الحرق الذي يخلف انبعاثات خطيرة.

ولبنان -على سبيل المثال- كان يستهلك ما بين 120 و150 ألف صفيحة بنزين يوميًا، واليوم يستهلك نحو 450 ألف صفيحة.

وكان يستهلك 500 صفيحة مازوت، الآن يستهلك مليون صفيحة مازوت يوميًا، وهذا مثال بسيط على دولة صغيرة ومدى استهلاكها من الوقود المُلوث.

(صفيحة البنزين = 20 لترًا تقريبًا)

وهذا يؤكد غياب الخطط والدراسات التي تنظم هذه العملية، وهناك خلاف كبير في الرؤية بين علماء البيئة والسياسيين، على الرغم من أننا نواجه اليوم أخطارًا كبيرة ومتجهين نحو أخطار أعظم من تمدد التصحر واختفاء الغابات وانخفاض الأمطار المتساقطة وتناقص كمية المياه العذبة.

أتمنى أن يكون القرار الأول الصادر عن مؤتمر كوب 27 هو وضع الإستراتيجية العربية الموحدة لمواجهة التغيرات المناخية من خلال جامعة الدول العربية، بشرط وجود 5 علماء بيئة من أجل وضع خطط علمية سليمة بعيدة كل البعد عن التوجهات السياسية والطائفية والمذهبية والعقائدية.

وأن تُوضع خطة بيئية صالحة للتنفيذ في جميع أرجاء المنطقة العربية وإستراتيجية علمية موحدة لحماية هذه المنطقة من التغيرات المناخية.

وعلى الصعيد العالمي، لا بد من وضع إستراتيجية عالمية؛ لأنه لن يعود رئيس دولة فور انتهاء المؤتمر إلى بلاده ويتخذ قرارًا بوقف إنتاج الكهرباء ووسائل النقل والمصانع.

ولا توجد إستراتيجيات بديلة، فكل الدول المشاركة في المؤتمر ستحضر، وسيستمر الحال على المنوال نفسه مثلما حدث في المؤتمرات المناخية السابقة كافة، والوضع الخطير، ولا بد من وضع خطط على يد علماء بيئة من الصف الأول ولهم تاريخ مشهود به في هذا المجال.

ولا يمكننا الاعتماد على نشطاء البيئة، وإنما لا بد من أخذ رأي العلماء والمتخصصين، وأن يكون لهم الدور الأكبر في هذا المؤتمر.

رئيس حزب البيئة العالمي الدكتور دوميط كامل
رئيس حزب البيئة العالمي الدكتور دوميط كامل

ما أخطر مصادر الانبعاثات الكربونية في الدول العربية؟

الصناعة وحرق النفايات والاستهلاك اليومي للوقود الأحفوري، وفي المنطقة العربية تُستهلك كمية كبيرة من المحروقات لتحلية المياه، ونحن في الدول العربية نحتل المرتبة 11 أو 12 بسلم التلوث البالغ 18 درجة، وهذا شيء مرفوض.

وبالتالي لا بد من وضع إستراتيجيات للسيطرة على ذلك، والدولة اللبنانية -على سبيل المثال- كانت قد اتخذت قرارًا في عام 1950 بعمل قطار كهربائي لتأمين الانتقال داخل العاصمة، وبالفعل أصبح هناك قطار كهربائي يغطي احتياجات بيروت دون انبعاثات ضارة بالبيئة، إلا أنه توقف بعد ذلك.

وعلى الرغم من وجود محطات الطاقة الكهرومائية على مجاري الأنهار في لبنان لتوليد الطاقة الكهربائية، فإنها ما تزال تعمل بتقنيات وأجهزة من الخمسينيات، ولا بد من تجديد هذه المحطات لإنتاج كمية طاقة أكبر وأنظف.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق