أسعار الوقود في باكستان دون تغيير رغم الأزمة المالية للدولة
ووزير المالية يعلن رفع حد الاعتماد المالي إلى 100 ألف دولار
سمر النجار
رغم توقعات سابقة بارتفاع أسعار الوقود في باكستان، فإن الحكومة خالفت ذلك، في مفاجأة سارة لمواطنيها، ورغم الأزمة المالية الخانقة التي تعانيها حاليًا، ودفعتها إلى اللجوء للاقتراض من الجهات الدولية المانحة.
وقررت الحكومة الفيدرالية الحفاظ على أسعار الوقود كما هي دون تغيير خلال الأسبوعين المقبلين (حتى 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2022).
وأعلنت الحكومة قرارها أن تظل أسعار المشتقات النفطية البنزين والديزل وزيت الديزل الخفيف وزيت الكيروسين دون تغيير، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا إكسبريس تريبيون" الباكستانية المحلية (TRIBUNE)، في تقرير مساء أمس الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول.
تمديد تاريخ استحقاق ضريبة الدخل
وقال وزير المالية الباكستاني إسحاق دار، خلال مؤتمر صحفي في إسلام آباد: "مُدد تاريخ الاستحقاق لتقديم ملف ضريبة الدخل لمدة شهر -حتى 30 نوفمبر/تشرين الثاني- وذلك للانصياع لما طالب به المجتمع الاقتصادي"، وفقًا للتقرير الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح "دار" أن الحكومة رفعت -أيضًا- حد الاعتماد المالي من 50 ألف دولار إلى 100 ألف، الأمر الذي من شأنه تسوية 1365 حالة أخرى.
وأضاف أن تنفيذ القرار سيبدأ الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني، مشيرًا إلى تسوية 4 آلاف و400 حالة عندما فتحت الحكومة الاعتماد المالي حتى 50 ألف دولار.
وتابع: "5 آلاف و765 حالة من أصل 8 آلاف، من المقرر تسويتها في المدة الحالية، في حين ستتبقى 2200 حالة تعتزم الحكومة تسويتها في الوقت القريب"، على حد قوله.
أسعار الوقود في باكستان 2022
في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2022، قررت الحكومة الائتلافية -بقيادة حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية أيضًا- الإبقاء على أسعار الوقود دون تغيير.
وكانت الحكومة قد قررت الإبقاء على الأسعار الحالية، كالآتي:
- لتر البنزين 224.80 روبية.
- لتر الديزل 235.30 روبية.
- وقود الكيروسين 191.83 روبية للتر الواحد.
- وقود الديزل الخفيف 186.50 روبية للتر الواحد.
(روبية باكستانية = 0.0045 دولارًا أميركيًا)
ونظرًا إلى أن الديزل يُستعمل على نطاق واسع في قطاعي النقل والزراعة، فإن التغييرات في سعره يكون لها تأثير مباشر في حياة المستهلكين.
ويُعَد البنزين -الذي يُستعمل في الدراجات النارية والسيارات- بديلًا للغاز الطبيعي المضغوط، وبسبب نقص الغاز في باكستان، خاصة في إقليم البنجاب، زاد الطلب على البنزين على نطاق واسع.
كما يُستخدم الكيروسين لأغراض الطهي -وهو بديل لغاز النفط المسال- وتُعد القوات المسلحة المستهلك الرئيس -أيضًا- له في شاحناتها.
الطاقة في باكستان
تستحوذ الطاقة على 35% من الموازنة السنوية للدولة الباكستانية، الأمر الذي جعل البرلمان يصوّت لصالح سحب الثقة من رئيس الوزراء السابق عمر خان، بعد فشله في دعم الاقتصاد، حسب قول المعارضة، وذلك وفقًا لتقرير وحدة أبحاث الطاقة، الذي نشرته في 14 أبريل/نيسان 2022.
وكانت باكستان قد واجهت أزمة اقتصادية عام 2018، عندما انخفضت احتياطياتها من العملات الأجنبية لأقلّ مستوى خلال عدّة سنوات، ما شكّل ضغوطًا على الروبية منذ ذلك الحين.
وبلغ النمو الاقتصادي للبلاد في السنة المالية 2018 نحو 5.8%، ثم انخفضت وتيرة التوسع الاقتصادي إلى 0.99% في العام التالي، لينكمش الناتج المحلي الإجمالي 0.5% في 2020، بحسب بيانات البنك الدولي التي نقلتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي العام المالي 2021، أشارت تقديرات البنك الدولي إلى تعافي الاقتصاد الباكستاني بنحو 3.5%. وكان صندوق النقد الدولي قد وافق عام 2019 على حزمة تمويل بقيمة 6 مليارات دولار، لدعم البلاد في مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية.
وحتى فبراير/شباط 2022، بلغ إقراض صندوق النقد لباكستان 3 مليارات دولار من إجمالي حزمة التمويل، بعد تعثُّر في صرف أحدث القروض بقيمة مليار دولار، نظرًا إلى عدم التزام إسلام آباد بالشروط أو الإصلاحات الضرورية، التي يريدها الصندوق.
وحسب بيان صادر عن صندوق النقد في فبراير/شباط 2022، فإن المخاطر على الاقتصاد الباكستاني ما تزال مرتفعة، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتشديد الأوضاع المالية العالمية، وفقًا لمنصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- توقعات بانخفاض أسعار المشتقات النفطية في باكستان خلال أيام (تقرير)
- أسعار المشتقات النفطية في باكستان تثير القلق.. وإشادة بالدعم السعودي (تقرير)
- زيادة جديدة بأسعار المشتقات النفطية في باكستان
اقرأ أيضًا
- أمين عام أوبك يحذر من أزمات طاقة جديدة.. ويطرح حلًا للخروج من المأزق
- نتائج أعمال أرامكو.. قفزة تاريخية لعملاق النفط السعودي (إنفوغرافيك)
- تعتمد على الغاز الجزائري.. هل تصبح أيبيريا قوة جديدة للطاقة في أوروبا؟ (تقرير)