الرئيس التنفيذي لمجموعة إينوك الإماراتية: هذه خطتنا للتوسع في السعودية ومصر.. ونستثمر في الطاقة النظيفة (حوار)
أجرى الحوار - عبدالرحمن صلاح
أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة إينوك الإماراتية سيف حميد الفلاسي أن لدى مجموعته خططًا للتوسع في العديد من الأسواق العربية والدولية خلال السنوات المقبلة.
يأتي ذلك في إطار إستراتيجية تعمل عليها المجموعة بقيادة سيف الفلاسي، لزيادة الإيرادات وتعظيم الربحية، إذ تعمل على زيادة حصتها في السوق من وقود الديزل ووقود الطائرات، إلى جانب عدّة مشروعات في الطاقة النظيفة.
وإينوك هي مجموعة شركة بترول الإمارات الوطنية، التي تأسست عام 1993، من خلال ملكية كاملة لحكومة دبي، ثم نجحت حتى الآن في تأسيس 30 شركة تابعة لها، تعمل في قطاعات التكرير ومزج زيوت التشحيم والتخزين والطيران والبيع بالتجزئة.
منصة الطاقة المتخصصة، أجرت مقابلة مع رئيس المجموعة سيف حميد الفلاسي، الذي تحدث عن خطط الشركة، وأبرز المشروعات، والعديد من الأولويات التي يعمل عليها في الآونة الحالية.. وإلى نص المقابلة:
ما خططكم لتعظيم أرباح المجموعة في نهاية العام الجاري (2022)؟
نركّز جهودنا في إينوك على توسيع استثماراتنا داخل الدولة وخارجها، اذ وضعت المجموعة خططًا عدّة تضمن نموًا مستمرًا خلال السنوات المقبلةً.
وتشمل خططنا للتوسع محليًا مجموعة من المشروعات المتنوعة، مثل توسعة شبكة محطات الخدمة، وزيادة سعة منشآت التخزين، وزيادة حصتنا في السوق من وقود الديزل ووقود الطائرات وغاز النفط المسال والمنتجات الأخرى، ونسعى من خلال هذه المشروعات إلى ضمان تحقيق ربح عالٍ، نظرًا لموقعنا المتميز في السوق المحلية.
وتشتمل الخطة أيضًا على عدّة محاور لتطوير قدراتنا التنافسية على المستوى الدولي في مشروعات متنوعة ضمن قطاعات مختلفة، إذ نسعى من خلال هذه الخطة إلى تحقيق 3 أهداف رئيسة تتمثل في تطوير مشروع أو اثنين من مشروعات سلسلة القيمة المتكاملة لتعزيز وبناء القدرات للنمو المستقبلي، والبدء بتنفيذ الاستثمارات المتكاملة بدلًا من الاستثمارات في القطاع الواحد، بهدف الاستفادة مما تقدّمه سلسلة القيمة عبر قطاعات الأعمال المتنوعة، واستكشاف المزيد من فرص الاستثمار المتاحة.
كما نعمل على تعزيز تكامل سلسلة القيمة في قطاع الطاقة، من خلال تكثيف الجهود وتوحيد العمل على مراحل الإنتاج كافة، بدءًا من مرحلة التنقيب، ووصولًا إلى عمليات النقل، والتخزين، والتسويق، والتوزيع.
هل تعافت المجموعة تمامًا من تأثيرات جائحة كورونا؟
بالرغم من التداعيات التي خلّفتها جائحة كوفيد-19 على الوضع الاقتصادي العالمي، فإن حجم مبيعات الوقود أظهر نموًا في العامين الماضيين، لتعود بذلك المجموعة إلى مستويات ما قبل الجائحة في تحقيق الربحية.
وطوال مدة تفشّي الجائحة، اتّسم أداؤنا المالي في إينوك بالمرونة، وقد حافظنا على مستويات ربحية جيدة، إذ استمرت المجموعة في تبنّي نهج ديناميكي يعود عليها بالأرباح على المدى الطويل، ففي عام 2021 وحده، أعلنت المجموعة حجم مبيعات للمنتجات النفطية بما يُقدَّر بـ 180 مليون برميل.
وبالنظر إلى أن إينوك مجموعة رائدة في مجال النفط والغاز، وتعمل عبر سلسلة القيمة في قطاع الطاقة، فإننا ملتزمون في المجموعة بتطوير بنية تحتية قوية للبيع بالتجزئة، بما يخدم دولة الإمارات العربية المتحدة على مدار الـ50 عامًا المقبلة، وبما يتماشى مع رؤية وتطلعات نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
هل لديكم خطة لنشر محطات لشحن السيارات الكهربائية على غرار محطات الوقود الحالية؟
مجموعة إينوك توفّر بالفعل شواحن للسيارات الكهربائية في أغلب محطات الوقود، تماشيًا مع رؤيتها لدعم خطط التنمية الشاملة المستدامة.
ما خطة الشركة للتوسع في السوق المصرية وأفريقيا؟
في إطار سعينا للتوسّع في أهم الأسواق العالمية، وقّعنا اتفاقية مع "الهيئة المصرية العامة للبترول" لتزويد جميع المطارات الرئيسة في مصر بوقود الطائرات، الأمر الذي أتاح لنا الاستحواذ على حصة في نظام ضخ وقود الطائرات في المبنى رقم 2 بمطار القاهرة الدولي.
وقد أصبحت مجموعة إينوك -بانضمامها إلى تحالف شركات النفط في مصر- واحدة من الشركات العالمية التي تسهم بدورها في دعم خطط التنمية على المستويين الاجتماعي والاقتصادي في الدولة.
ووقّعت "إينوك مصر" مذكرة تفاهم مع عدد من شركات تصنيع زيوت التشحيم المحلية، هادفة بذلك إلى تقييم عمليات مزج وتصنيع زيوت إينوك في مصر، ومن ثم تعزيز كفاءة عملياتها التشغيلية وضمان استمرار توريد منتجات إلى السوق تتطابق مع مواصفات إينوك عالية المستوى، والتزامها الراسخ بأعلى معايير الجودة.
وماذا عن الوجود في السعودية وأسواق الخليج؟
لدينا خطط طموحة للتوسع داخل المملكة العربية السعودية، إذ ستعمل المجموعة على زيادة شبكة محطات الخدمة لتصل إلى 45 محطة خلال السنوات الـ5 المقبلة، لتلبية الطلب المتزايد على محطات الوقود في أكبر أسواق دول مجلس التعاون الخليجي.
توجدون في 60 سوقًا حول العالم.. هل تواجهون أزمات في أيٍّ منها قد تدفعكم للانسحاب؟
يعتمد هذا أساسًا على حالة السوق، نقوم بدراسة كل سوق بشكل منفصل ،وفق خطط محكمة.
تغيب المجموعة عن عدد من الأسواق في أوروبا وأميركا، ما الأسباب؟ وهل هناك خطط للتوسع؟
تواصل إينوك مساعيها لتوسعة عملياتها في أوروبا، إذ وقّعت اتفاقية مع الموزع الرئيس لزيوت إينوك البحرية في ألمانيا وهولندا وبلجيكا، بما يعزز وجود المجموعة في الأسواق الأوروبية الثلاث.
وتسعى مجموعتنا باستمرار إلى تعزيز وجودها في السوق العالمية، من خلال إنشاء 20 منفذًا تضاف الى شبكتها الحالية.
مشروعات الطاقة النظيفة بدأت تستقطب العديد من شركات النفط، هل تعتزمون الدخول في هذا المجال؟ وأيّ القطاعات أقرب إلى استثماراتكم؟
مجموعتنا تبذل جهودًا كبيرة للإسهام في تحقيق أهداف إمارة دبي، الرامية لتشجيع استعمال الطاقة النظيفة وأنواع الوقود البديلة وتنويع مزيج الطاقة.
فقد أطلقت المجموعة عددًا من المبادرات المهمة، منها الوقود الحيوي (بيو ديزل 5) في سوق الإمارات العربية المتحدة، والذي يعدّ وقودًا نظيفًا يُنتَج من الزيوت النباتية وزيت الطهي، إذ يُشتقّ هذا الوقود من موارد متجددة لتقليل الاستهلاك المحلي للوقود الأحفوري والإسهام في حماية البيئة وتحقيق الاستدامة.
يتماشى إطلاق الوقود الحيوي (بيوديزل 5) مع خطة الإمارات للطاقة 2050، التي تهدف الى الجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والنووية والنظيفة لتلبية المتطلبات الاقتصادية للدولة والأهداف البيئية.
وأطلقت إينوك أيضًا منتجًا سائلًا عادم الديزل "إينوك بلو" الصديق للبيئة، الذي يحدّ من نسب الانبعاثات الضارة عن طريق تفكيك وتكسير أكاسيد النيتروجين السامة التي تصدرها عوادم المركبات إلى نيتروجين وبخار الماء، وهي غير ضارة بالبيئة.
وحاز المنتج على موافقة "هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس"، حيث يطابق المنتج معايير الانبعاثات الأوروبية "يورو 4".
كما قامت المجموعة ببناء محطة الخدمة المستقبلية، وهي الأولى من نوعها بتصميمٍ مستوحى من شجرة الغاف (الشجرة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة)، وتعدّ أول محطة خدمة تسخّر مصادر الطاقة المتجددة، وتمثّل حقبة جديدة لمستقبل الوقود.
ما حجم استثماراتكم حاليًا بشكل عام، والاستثمار المخطط في الطاقة النظيفة تحديدًا؟
منذ عام 2017 إلى العام الجاري (2022)، استثمرت المجموعة أكثر من 100 مليون درهم إماراتي (27.2 مليون دولار أميركي) في مشروعات كفاءة استهلاك الطاقة وإدارة الموارد، سعيًا لتحقيق حجم وفورات أكبر.
وخلال عام 2021، حققت إينوك وفورات بقيمة 8.2 مليون درهم إماراتي من مشروعات إدارة الطاقة والموارد، وسُجِّلَت وفورات تراكمية قدرها 248 مليون درهم من تدابير كفاءة الطاقة المبتكرة التي نُفِّذَت في جميع أنحاء المجموعة على مدى السنوات الـ5 الماضية.
كيف ترى مستقبل الطلب على وقود الطائرات في أعقاب أزمة كورونا؟ وماذا عن مشروعات الشركة لتأمين احتياجات مطارات دبي؟
تعدّ مجموعة إينوك من أكبر المساهمين في تنمية وتطوير قطاع الطيران في دبي، وتعمل حاليًا على تزويد مطار دبي الدولي بوقود الطائرات من خلال خطّي أنابيب مخصّصين، إذ كانت قد أنشأت خط أنابيب نقل وقود الطائرات الذي يمتد بطول 16.2 كم، ويربط محطة "هورايزن إميريتس جبل علي للبترول" لتخزين النفط في جبل علي بمطار آل مكتوم الدولي.
ويسهم خط الأنابيب الذي تمّ تشغيله بأمان ونجاح في يوليو/تموز 2022 -بحسب المعايير العالمية للصحة والسلامة- في نقل ما يقارب الـ 2000 متر مكعب/ساعة من وقود الطائرات إلى مطار آل مكتوم الدولي، ويلبي الطلب على وقود الطائرات في مطارات دبي حتى عام 2050.
كما إننا نوفر محليًا أكثر من 37% من احتياجات وقود الطائرات في مطار دبي الدولي عبر خطي أنابيب يربطان بين منشآت التخزين في جبل علي والمطار.
كيف ساعد التحول الرقمي في تطوير أداء مجموعة إينوك؟
بادرت المجموعة إلى الاستثمار في مشروعات وأنظمة التحول الرقمي التي تتواءم مع الأهداف الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تهدف أساسًا إلى الارتقاء بعملياتها التشغيلية وتعزيز التكامل والتعاون بين وحدات أعمالها، فضلًا عن دعم هدفها الرئيس المتمثل في تلبية الطلب المتنامي على الطاقة في الدولة.
ماذا عن أبرز الأمثلة لتلك المشروعات؟
هناك العديد منها، مثل نظام إينوك المتطور القائم على تحديد هوية المركبات (ViP)، والمتمثّل في نظام الدفع دون استعمال النقد أو بطاقات الائتمان، والذي يشكّل خطوة رائدة في تعزيز جهودنا لتزويد العملاء بطريقة فعالة وسريعة وآمنة للسداد.
كما كانت محطات الخدمة التابعة للمجموعة أول محطات خدمة لتعبئة الوقود في الإمارات تتيح إمكان الدفع عبر الهواتف المتحركة باستخدام تطبيق "بيم والت" في الأجهزة التي تستعمل أنظمة تشغيل "آي أو أس" و"أندرويد".
ووقّعنا اتفاقية مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي (RTA) تتيح لعملائنا استخدام بطاقات "نول" (NOL) لدفع ثمن المنتجات والخدمات عبر كامل شبكة البيع بالتجزئة التابعة لمجموعة إينوك.
وأطلقنا بالتعاون مع "مؤسسة حكومة دبي الذكية" خدمة جديدة تتيح للعملاء دفع ثمن الوقود باستعمال تطبيق "دبي الآن" عبر شبكة محطات الخدمة التابعة لمجموعة إينوك في دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما أطلقت المجموعة منصة "إينوك باي ENOCPay" للدفع الرقمي عبر الهواتف الذكية، والتي تتيح للعملاء دفع قيمة مشترياتهم من الوقود والمنتجات الأخرى في محطات خدمة إينوك و’ايبكو‘ دون الحاجة لاستخدام النقد أو البطاقات.
وفي عام 2019، أطلقنا برنامج "مسار" المبتكر للتحول الرقمي، والمصمم خصوصًا لتحقيق التكامل الرقمي الشامل بين جميع أقسامها، ومن ثم تعزيز الكفاءة بين كل الوحدات التشغيلية الأساسية ووحدات الدعم في المجموعة.
وفي 2020، أطلقنا "بيما للتأمين" أول منصة رقمية لتأمين السيارات عبر الإنترنت في المنطقة، وهي مصممة خصوصًا لمواكبة الواقع الجديد ومدعومة بأحدث التقنيات، لتوفر لعملائها مجموعة متميزة من خدمات التأمين التي تمتاز بالإنصاف والقوة والمرونة في آن معًا.
وتزامنًا مع الذكرى السنوية الأولى لانطلاق "بيما" في سبتمبر 2021، أعلنّا نتائج مبهرة، اذ ارتفعت نسبة شراء بوليصات التأمين إلى 120% عن العام السابق، وارتفعت الحصة السوقية لتصل إلى 1.2%، كما أطلقت "بيما للتأمين" خدمات التأمين على المنازل والسفر، تزامنًا مع تحوّلها لشركة متعددة القطاعات للتأمين عبر الإنترنت.
وأعلنا في سبتمبر/أيلول 2021 استكمال المرحلة الثانية من عملية تطبيق نظام "ساب" السحابي لتخطيط الموارد المؤسسية، وذلك بهدف الارتقاء بمعايير السلامة، وتعزيز أمن تبادل المعلومات بين مختلف كياناتها العاملة.
كيف تواجهون التحولات والضغوط البيئية في تجارة الوقود، خاصة أننا نرى العديد من المعايير منها يورو 5 ويورو 6، ما يمثّل ضغوطًا على الشركات؟
جميع منتجاتنا في إينوك تتوافق مع المعايير العالمية، خاصةً فيما يتعلق بمنتجات الديزل.
اقرأ أيضًا..
- واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال الأميركي تواجه خطرًا في 2023
- أشهر حقول النفط والغاز تقع في 3 دول عربية.. وثروات ضخمة بالخليج العربي
- إينوك الإماراتية تسجّل نموًّا في طلب تخزين النفط بمنشآتها
- وزير الطاقة الأردني: نخطط لإنتاج الهيدروجين وتصديره.. وهذه تفاصيل دعم الألواح الشمسية (حوار)
