واردات كوريا الجنوبية من النفط السعودي تقفز 30%
واجتماعات لتأمين مزيد من الإمدادات من الشرق الأوسط
مي مجدي
ارتفعت واردات كوريا الجنوبية من النفط السعودي، للشهر الثالث على التوالي، بحسب بيانات حديثة صادرة عن إدارة الجمارك في البلاد.
وأظهرت البيانات زيادة اعتماد كوريا الجنوبية على الخام السعودي، مع ارتفاع الشحنات من الدولة الرئيسة في منظمة أوبك للشهر الثالث على التوالي في سبتمبر/أيلول (2022)، بينما تخطط مصافي التكرير المحلية الرئيسة لتكثيف جهودها بهدف ضمان تدفّق الإمدادات من الخليج العربي على أساس تعاقدي طويل الأجل، حسبما نشره موقع إس آند بي غلوبال بلاتس (S&P Global Platts).
واستحوذت ثالث أكبر مستورد للخام في آسيا على 30.65 مليون برميل من النفط السعودي خلال سبتمبر/أيلول (2022)، مقابل 23.53 مليون برميل تلقّتها قبل عام، بزيادة 30.3% على أساس سنوي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
واردات كوريا الجنوبية من النفط السعودي
خلال الأرباع الـ3 الأولى من 2022، بلغ إجمالي شحنات نفط السعودية إلى كوريا الجنوبية 254.65 مليون برميل، وهو ما يمثّل 32.6% من إجمالي الواردات البالغة 781.29 مليون برميل خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول (2022)، وفقًا لحسابات إس آند بي غلوبال كوميديتي إنسايتس.
وفي الأشهر الـ9 الأولى من عام 2021، بلغت حصة النفط السعودي في إجمالي سلة الواردات 28.1%.
وفي الوقت الذي تستهدف فيه المصافي الأوروبية توفير إمدادات الخام من الولايات المتحدة وبحر الشمال وغرب أفريقيا، لتحلّ محلّ خام الأورال الروسي، من المتوقع أن يزداد اعتماد كوريا الجنوبية وعدد كبير آخر من المصافي الآسيوية على إمدادات الشرق الأوسط.
وقال مدير قسم المواد الأولية بإحدى الشركات الكورية الجنوبية الكبرى، إن شركة أرامكو السعودية، بالإضافة إلى المنتجين الرئيسين الآخرين في الشرق الأوسط، يدركون أهمية العملاء الآسيويين، ومدى أهمية السوق الآسيوية وتأثيرها في مواردهم المالية.
وأضاف أن الصناعة اعتادت على تنويع واردات الخام، لكن الأمور تغيرت بدرجة كبيرة منذ العام الماضي (2021)، وبات تأمين تدفّق الإمدادات من كبار المنتجين في الشرق الأوسط، مثل المملكة العربية السعودية، هو المحور الرئيس في ظل عدم اليقين المحيط بالإمدادات العالمية والتقلبات الجيوسياسية.
ويبدو أن شركة أرامكو السعودية حريصة على الحفاظ على حصتها السوقية في آسيا، رغم إعلان تحالف أوبك+ خفض سقف الإنتاج -مؤخرًا-.
وستزوّد السعودية أغلب المشترين الآسيويين، خاصة المصافي في الهند والصين وكوريا الجنوبية واليابان، بكميات تعاقدية كاملة من النفط الخام في نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، حسب موقع إس آند بي غلوبال بلاتس.
ومع ذلك، أشارت مصافي التكرير في كوريا الجنوبية إلى خططها لعقد عدّة اجتماعات مع مورّدي النفط الخام في الشرق الأوسط لتأكيد وتأمين الحدّ الأدنى من احتياجاتهم الشهرية على الأقلّ للأرباع القليلة المقبلة؛ خوفًا من قيام أوبك+ بمزيد من الخفض في الإنتاج.
وعادةً ما تتفاوض مصافي التكرير الآسيوية والمصدّرون الرؤساء في الشرق الأوسط على أحجام محددة من الإمدادات على أساس ربع سنوي، لكن مسؤولي المصافي أشاروا إلى خططهم بتكثيف الجهود لوضع حدّ أدنى بقدر مضمون للأشهر الـ6 أو الـ12 المقبلة.
الشحنات الروسية والأميركية
أظهرت البيانات الحديثة أن واردات كوريا الجنوبية من الخام الروسي تراجعت بنسبة 86.1% على أساس سنوي، عند 706 آلاف و429 برميلًا في سبتمبر/أيلول (2022).
وخلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري، انخفضت واردات النفط الروسي بنسبة 52% على أساس سنوي، إلى 19.39 مليون برميل.
ولجأت المصافي الكورية الجنوبية للتوقف عن شراء الخام الروسي؛ لتجنّب المشكلات التجارية واللوجستية والقانونية والمالية، إلى جانب الحفاظ على سمعتها الجيدة.
ومع ذلك، غالبًا ما ينقل التجار الصينيون خام إسبو من الشرق الأقصى الروسي إلى منشآت تخزين مؤجرة في مدينة يوسو الساحلية جنوب كوريا الجنوبية، قبل نقل الشحنات إلى العملاء في الصين.
كما تراجعت واردات كوريا الجنوبية من النفط الخام الأميركي بنسبة 38.7% على أساس سنوي إلى 6.72 مليون برميل في سبتمبر/أيلول (2022).
واستوردت كوريا الجنوبية في المتوسط ما لا يقلّ عن 10 ملايين برميل شهريًا من الولايات المتحدة على مدى السنوات الماضية، إلى جانب استعداد المورّدين الأميركيين لتوفير ناقلات نفط عملاقة إضافية، أو نحو مليوني برميل عند الطلب.
ومع تفاقم الأوضاع، سادت حالة من التردد وسط المورّدين من الولايات المتحدة لتسليم شحنات إضافية إلى بعض العملاء الآسيويين منذ منتصف الربع الثاني؛ بسبب الطلب القوي من أوروبا، والضغط المتزايد في البلاد بتوفير إمدادات للسوق المحلية ضمن المساعي لتهدئة أسعار البنزين.
على الجانب الآخر، ارتفعت مخزونات النفط الخام في كوريا الجنوبية بنسبة 19% على أساس سنوي، عند 46.16 مليون برميل في نهاية أغسطس/آب (2022)، مقارنة بـ38.8 مليون برميل في عام 2021، في حين ارتفعت مخزونات المشتقات النفطية المكررة بنسبة 7.0% على أساس سنوي، إلى 65.46 مليون برميل بنهاية أغسطس/آب (2022).
اقرأ أيضًا..
- مضخات حرارية جديدة توفر الماء الساخن والتدفئة والتبريد
- استمرار زخم احتجاز الكربون وتخزينه حول العالم (إنفوغرافيك)
- ألواح الطاقة الشمسية في السعودية.. أفضل الأنواع والأسعار (تقرير)