بايدن يستعين باحتياطي النفط الإستراتيجي لتهدئة الأسعار قبل انتخابات الكونغرس
الطاقة
تعتزم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الاستعانة باحتياطي النفط الإستراتيجي، بمحاولة لخفض أسعار الوقود في الولايات المتحدة.
ويسعى البيت الأبيض جاهدًا إلى تهدئة الرأي العام الأميركي، الذي يشتكي من الزيادات الكبيرة التي شهدتها أسعار البنزين طيلة الأشهر الماضية، من أجل كسب المزيد من الأصوات في انتخابات الكونغرس المقرر إجراؤها الشهر المقبل.
حاولت إدارة بايدن خلال المدة الماضية تحميل تحالف أوبك+ المسؤولية عن ارتفاع الأسعار، وغضّت الطرف عن دورها في تراجع استثمارات النفط والغاز، الذي كان أحد الأسباب الرئيسة في انخفاض الطاقة الفائضة حول العالم.
وتعتزم الإدارة الأميركية بيع الخام من احتياطي النفط الإستراتيجي في محاولة لخفض أسعار الوقود قبل انتخابات الكونغرس، وسط خطط للإفراج عن 100 مليون برميل جديدة.
بيع الاحتياطي الإستراتيجي
من المتوقع إعلان الرئيس جو بايدن خطّته الجديدة لبيع النفط من الاحتياطي الإستراتيجي خلال الأسبوع الجاري.
عملية البيع الجديدة من احتياطي النفط الإستراتيجي ستقوم بتسويق 14 مليون برميل المتبقية من الخطة التي بدأت في مايو/أيار الماضي، والتي شهدت الإفراج عن 180 مليون برميل خلال 6 أشهر.
وتحدّثت الإدارة الأميركية أيضًا مع شركات النفط بشأن بيع 26 مليون برميل إضافية من عملية بيع فرضَها الكونغرس في السنة المالية 2023، التي بدأت في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
إصدار جديد
يشعر المستثمرون بالقلق من أن الولايات المتحدة قد تُغرق السوق بمزيد من النفط من احتياطي النفط الإستراتيجي، حسبما ذكرت محللة "إنرجي أسبكتس"، أمريتا سين.
يأتي توقّع الإفراج عن المزيد من احتياطي النفط الإستراتيجي بعد أن قررت أوبك+ في وقت سابق من هذا الشهر خفض حصتها الإنتاجية بمقدار مليوني برميل يوميًا، رغم اعتراضات واشنطن، مما أدى إلى تكهنات بأن البيت الأبيض قد يستجيب بمزيد من الإصدارات لتخفيف الأسعار.
وقالت سين: "تفكر إدارة بايدن في إصدار طارئ قد يصل إلى 100 مليون برميل"، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن الأميركية.
شدّدت محللة إنرجي أسبكتس على أن احتياطي النفط الإستراتيجي لا يهدف إلى تخفيف ضغوط الأسعار، بل يهدف إلى معالجة قيود التوريد في حالات الطوارئ.
وأضافت أن الاحتياطي الإستراتيجي الآن يُستَعمَل للحفاظ على انخفاض الأسعار، بالرغم من أن هذا ليس الغرض من استعماله.
وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية طلبت 180 مليون برميل من احتياطي النفط الإستراتيجي هذا العام، تحت مزاعم أمن الطاقة، كما أفرجت عن 30 مليون برميل العام الماضي.
موعد الطرح
ستُصدر وزارة الطاقة مزيدًا من التفاصيل حول إعادة شراء النفط من الاحتياطي الإستراتيجي، مما يعكس رغبة البيت الأبيض في مكافحة ارتفاع أسعار البنزين، مع دعم عمال الحفر المحليين.
ساعد ارتفاع أسعار التجزئة للبنزين على زيادة التضخم إلى أعلى مستوياته منذ عقود، مما يشكّل خطرًا على بايدن وزملائه الديمقراطيين قبل انتخابات التجديد النصفي في 8 نوفمبر/تشرين الثاني، والتي يسعون خلالها للسيطرة على الكونغرس.
قال بايدن الأسبوع الماضي، إن أسعار البنزين مرتفعة للغاية، وإنه سيكون لديه المزيد ليقوله عن خفض التكاليف هذا الأسبوع.
وقال نائب وزير الطاقة الأميركي ديفيد تورك، الأسبوع الماضي، إن الإدارة يمكنها الاستفادة من احتياطي النفط الإستراتيجي في الأسابيع والأشهر المقبلة، حسب الضرورة، لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط.
تحدثت إدارة بايدن مع شركات النفط بشأن إعادة شراء النفط حتى عام 2025، لتجديد احتياطي النفط الإستراتيجي، بعد أن أعلن بايدن في مارس/آذار أكبر عملية بيع على الإطلاق، 180 مليون برميل، في المدة من مايو/أيار إلى أكتوبر/تشرين الأول.
لا يزال لدى وزارة الطاقة نحو 14 مليون برميل من نفط احتياطي النفط الإستراتيجي للبيع من الإصدار التاريخي، بعد أن تباطأ البيع في يوليو/تموز وأغسطس/آب؛ بسبب العطلات والطقس الحار.
بالإضافة إلى ذلك، فوّض الكونغرس الإدارة بموجب قانون منذ سنوات ببيع 26 مليون برميل أخرى من نفط احتياطي النفط الإستراتيجي في السنة المالية 2023، التي بدأت في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، ومن المرجح البيع قريبًا، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
أسعار الوقود في أميركا
قال مصدر مطّلع على مداولات البيت الأبيض: "لدى إدارة بايدن نافذة صغيرة قبل الانتخابات النصفية لمحاولة خفض أسعار الوقود، أو على الأقلّ، إثبات أنها تحاول".
وأضاف: "البيت الأبيض لم يعجبه 4 دولارات للغالون من البنزين، وأشار إلى أنه سيتخذ إجراءات لمنع ذلك مرة أخرى".
وبلغ متوسط أسعار البنزين في الولايات المتحدة نحو 3.89 دولارًا للغالون يوم الإثنين، بزيادة نحو 20 سنتًا عن الشهر الماضي، و 5 سنتات عن العام الماضي في هذا الوقت.
وسجلت أسعار البنزين متوسطًا قياسيًا فوق 5 دولارات للغالون في يونيو/حزيران.
في مايو/أيار، قالت وزارة الطاقة، إنها ستطلق عطاءات أواخر هذا العام لإعادة شراء نحو ثلث بيع 180 مليون برميل، مشيرة إلى أن عمليات التسليم سترتبط بانخفاض أسعار النفط وانخفاض الطلب، على الأرجح بعد السنة المالية 2023، التي تنتهي في 30 سبتمبر/أيلول من العام المقبل.
وحثّ مسؤولو بايدن في الأشهر الأخيرة مصافي النفط، بما في ذلك التابعة لشركات إكسون موبيل وشيفرون وفاليرو، على عدم زيادة صادرات الوقود، مع تحذيرهم من اتخاذ إجراءات، إذا لم تقم المصافي ببناء مخزونات.
ولم تقم الإدارة بإلغاء حظر محتمل على صادرات البنزين والديزل، بالرغم من أن معارضي مثل هذه الخطوة يقولون، إنها قد تؤدي إلى تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا ورفع أسعار الوقود في الداخل.
الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة، يوضح بالرسم البياني موقف احتياطي النفط الإستراتيجي في الولايات المتحدة:
موضوعات متعلقة..
- احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي يهبط لأقل مستوى في 38 عامًا
- احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي من السحب لإعادة الملء (إنفوغرافيك)