الغاز الروسي يستعد للانطلاق من تركيا بعد تدمير "نورد ستريم".. ومفاوضات تمهّد للإعلان الرسمي
هبة مصطفى
وافقت تركيا على استضافة مركز لتصدير الغاز الروسي، بعدما صرّح الرئيس فلاديمير بوتين بتحويل مسار الإمدادات من خطوط أنابيب نورد ستريم إلى البحر الأسود.
وقال مسؤول في شركة غازبروم الروسية العملاقة إن هناك خططًا لاستبدال أجزاء كبيرة من خطوط "نورد ستريم" -كانت مخصصة لنقل الغاز من موسكو إلى أوروبا- التي تعرّضت للتلف، إثر انفجار وقع نهاية الشهر الماضي، وفق ما نشرته رويترز.
وتتزامن تلك التطورات مع ردة فعل متبادلة بين موسكو من جهة والدول الأوروبية من جهة أخرى، إذ شهدت الآونة الماضية اضطرابًا في تدفق الإمدادات إلى دول القارة العجوز في الوقت الذي أضيف فيه سقف لسعر النفط الروسي إلى قائمة العقوبات، بحسب ما اطّلعت عليه منصّة الطاقة المتخصصة.
نورد ستريم وفرص تركيا
في 26 من سبتمبر/أيلول الماضي وقعت انفجارات عدة بخط أنابيب نورد ستريم 1، وعقب ذلك بيوم كامل رصد علماء تسربًا للغاز بخطي نورد ستريم 1 و2، وبدأت سلسلة من التحقيقات الأوروبية في الحادث، في حين تبادلت دول القارة العجوز الاتهامات مع موسكو لتحديد الأطراف المتسببة في الحادث.
وعزّزت الانفجارات واضطراب تدفقات الغاز الروسي من المخاوف الأوروبية حيال أزمة الطاقة، وسعت دول عدة للبحث عن منافذ بديلة لتوفير الإمدادات قبيل فصل الشتاء وزيادة الطلب.
وأوضح المدير التنفيذي لشركة غازبروم الروسية، أليكسي ميلر، أن استئناف العمل بالخطوط يتطلّب فصل أجزاء من الخط تمتد لمسافة طويلة أو إنشاء أجزاء جديدة بديلة، حسبما قال في تصريحات للتلفزيون الحكومي المحلي نقلًا عن آراء الخبراء.
وبعد تعرُّض أجزاء كبيرة من خطوط نورد ستريم للتلف وخروجها خارج الخدمة فالفرصة للاستعانة بتركيا بصفتها مركزًا لتصدير الغاز تُعد سانحة بصورة أكبر، وفق ميلر، مشيرًا إلى أن موسكو بصدد محادثات جادة مع أنقرة للاتفاق حول المزيد من التفاصيل.
الغاز النرويجي
عقب حرب أوكرانيا منذ ما يزيد على 8 أشهر، وبعد الاتهامات الموجهة إلى روسيا باتخاذها إمدادات الطاقة لديها سلاحًا، لجأت دول القارة العجوز الأكثر اعتمادًا على تدفقات الغاز من موسكو عبر خط نورد ستريم 1 -وأبرزها ألمانيا- إلى البحث عن منافذ بديلة لتعزيز مخزوناتها قبل فصل الشتاء وزيادة الطلب.
وتزيد حدة المخاوف من احتمالات انقطاعات بالكهرباء، إثر ارتفاع أسعار الطاقة بالأسواق الدولية لاضطراب سلاسل التوريد ونقص الإمدادات.
وبينما وجّهت ألمانيا وإيطاليا وغيرهما الأنظار حيال شحنات الغاز المسال الفورية باهظة الثمن برز الغاز النرويجي بصفته أكبر الموردين للقارة العجوز مع انحسار تدفقات الغاز الروسي.
ومع سطوع نجم الغاز النرويجي بين دول القارة العجوز تعرّض لأحداث متوالية قد تهدد صادراته، وتُجري الأجهزة المعنية تحقيقات بعد رصد طائرات مُسيرة دون طيار قرب محطة كارستو لمعالجة الغاز الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يأتي ذلك بجانب تلقي محطة نيهامنا العاملة بالغاز النرويجية أيضًا لتهديدات.
سقف أسعار الغاز
بالتوازي مع بحث أوروبا عن بدائل لتدفقات الغاز الروسي المضطربة يستعد مسؤولون في الاتحاد الأوروبي لمناقشة مقترح المفوضية حول وضع سقف لأسعار إمدادات الغاز من موسكو، في خطوة مشابهة لقرار مجموعة الدول الـ7 فيما يتعلق بالنفط.
وكانت رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، قد اقترحت في 7 سبتمبر/أيلول الماضي امتداد قرار تحديد سقف للنفط الروسي ليشمل الغاز أيضًا، وهو مقترح وصفه بوتين حينها بأنه "غبي" وقد يدفع موسكو إلى قطع الإمدادات بصورة نهائية ودفع القارة العجوز نحو "التجمد"، وفق وصفه.
ويوضح الرسم البياني التالي حجم صادرات موسكو من الغاز الطبيعي، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية عن العام الماضي (2021) وما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وهدفت دير لاين من هذا المقترح إلى تحجيم المكاسب الروسية وتقليص صندوق الإنفاق على تسليح الحرب ضد أوكرانيا.
ووجّهت رئيسة المفوضية -حينها- اتهامًا إلى موسكو بالتلاعب بأسواق الطاقة والدفع نحو رفع الأسعار وإغراق دول القارة العجوز في مشكلات تحمل زوايا مختلفة من بينها الأسعار ونقص التدفقات، لإجبار أوروبا على التراجع عن العقوبات.
اقرأ أيضًا..
- أول تعليق من أوابك على قرار خفض إنتاج النفط
- كيف تستفيد مصر من ترشيد استهلاك الغاز في توليد الكهرباء؟ (إنفوغرافيك)
- إمدادات الغاز المسال الروسي إلى أوروبا ترتفع 15% رغم توقف ضخ الأنابيب
- أوروبا تتفاوض على الربط الكهربائي مع المغرب والجزائر.. أيهما أقرب للتنفيذ؟
- انقطاعات توليد الكهرباء من الطاقة النووية في أميركا تتراجع 19% خلال صيف 2022