توليد الكهرباء من الطاقة النووية يتراجع إلى أدنى مستوى في 4 عقود
سجل أقل من 10% من إجمالي الإنتاج خلال 2021
حياة حسين
انخفضت معدلات توليد الكهرباء من الطاقة النووية العام الماضي (2021) إلى أدنى مستوى في 40 عامًا، وفق تقرير حديث عن الصناعة، حسبما ذكرت وكالة رويترز، اليوم الأربعاء 5 أكتوبر/تشرين الأول.
أشار التقرير العالمي السنوي للصناعة النووية إلى أن توليد الكهرباء من المفاعلات النووية تراجع إلى أقلّ من 10% في إجمالي الكهرباء من كل المصادر الأخرى في 2021.
تنظر الكثير من الدول إلى الطاقة النووية بصفتها مصدرًا مهمًا ونظيفًا من أجل مواجهة أزمة التغير المناخي، وزيادة الإمدادات، عقب غزو روسيا لأوكرانيا وفرض عقوبات غربية عليها واضطراب أسواق الوقود العالمية، وارتفاع الأسعار القياسي، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
إنتاج المحطات النووية
قال التقرير، إن توليد الكهرباء من الطاقة النووية تراجع إلى 2653 تيراواط/ساعة في 2021، ليمثّل 9.8% فقط من إجمالي الكهرباء المولّدة عالميًا، وهو أدنى مستوى منذ عام 1980.
ورغم أن أنصار الطاقة النووية يطالبون بزيادة استثماراتها، كونها منخفضة الكربون، ما يساعد على علاج أزمة تغير المناخ، فإن العديد من المفاعلات حول العالم تقترب من نهايتها بسبب تهالكها وانتهاء عمرها الافتراضي، كما تواجه المحطات تحت الإنشاء تأخيرات متواصلة في استكمالها.
وكان الاتحاد الأوروبي قد صنّف الطاقة النووية والغاز ضمن الاستثمارات المستدامة، التي يمكن الاعتماد عليها في مجال تحقيق تحول الطاقة، وصولًا إلى الحياد الكربوني في 2050.
وظهرت أهمية الطاقة النووية بعد أزمة الطاقة التي تواجهها أوروبا والعالم بسبب غزو روسيا لأوكرانيا، وما نجم عنه من ارتفاع حادّ للأسعار، وزيادة معدلات التضخم إلى مستويات قياسية.
لذلك تراجعت دولة مثل ألمانيا عن خطة إغلاق آخر 3 مفاعلات نووية كان مقررًا لها أن تُنفَّذ قبل نهاية العام الجاري (2022).
واستحوذت كل من أميركا والصين على أعلى كميات من الكهرباء النووية المولّدة، العام الماضي.
تراجع عدد المفاعلات
تراجع عدد المفاعلات النووية العاملة في 2021 بنحو 4 مفاعلات عن العام السابق له (2020) و27 مفاعلًا عن عام 2002، ووصل إجمالي المفاعلات قيد التشغيل إلى 411 مفاعلًا.
يُذكر أن أكبر عدد من المفاعلات النووية قيد التشغيل كان في 2002، ووصل إلى 438 مفاعلًا.
وتزامن بطء تنفيذ مشروعات المفاعلات الجديدة مع تقادم الموجودة الذي يبلغ عمرها الافتراضي نحو 31 عامًا، ما تضطر الدول إلى إغلاقها، وإخراجها من عمليات توليد الكهرباء.
وأرجأت الدول المختلفة تنفيذ نصف المفاعلات تحت الإنشاء على الأقلّ، والتي يبلغ عددها نحو 53 مفاعلًا.
وبينما دخلت 5 وحدات الخدمة لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية في النصف الأول من العام الجاري (2022)، توقّف تشغيل 8 العام الماضي (2021).
حجم الاستثمارات
بلغت استثمارات مشروعات الطاقة النووية في 2021 نحو 24 مليار دولار، تمثّل 6.5% من إجمالي استثمارات مشروعات الطاقة، باستثناء الوقود الأحفوري البالغة 366 مليار دولار.
وتخسر الطاقة النووية أرضًا جديدة في حلبة المنافسة مع مشروعات الطاقة المتجددة، عند حساب التكلفة الاقتصادية، التي ترتفع للأولى، وتنخفض للثانية.
على سبيل المثال، هبطت تكلفة توليد الميغاواط/ساعة من الطاقة الشمسية في 2021 إلى 36 دولارًا فقط، مقارنة بـ 359 دولارًا في 2009، ومن الرياح إلى 38 دولارًا من 135 دولارًا.
بينما ارتفعت تكلفة الميغاواط/ساعة من الطاقة النووية بنسبة 36%، لتبلغ 167 دولارًا مقارنةً بـ 123 دولارًا في 2009.
وتُعدّ فرنسا أكبر دول العالم اعتمادًا على الطاقة النووية، إذ تغطي 70% من احتياجاتها، من خلال 56 مفاعلًا -ثاني أكبر عدد بعد أميركا- لكنها اضطرت إلى إغلاق نصفها خلال الأشهر الأخيرة؛ بسبب أعمال الصيانة أو تدهور أحوالها، حسبما ذكرت "سي إن بي سي".
وأدى ذلك إلى انخفاض توليد الكهرباء من الطاقة النووية إلى أدنى مستوى في 30 عامًا، في وقت تواجه فيه قارة أوروبا أسوأ أزمة طاقة خلال عقود، ما ألقى بفرنسا في خضم تلك الأزمة، بعدما كانت ثروتها من المفاعلات تجعلها بوضع أفضل من جاراتها في الاتحاد.
موضوعات متعلقة..
- إيلون ماسك يهاجم الغاز الروسي ويطالب أوروبا بزيادة استخدام الطاقة النووية
-
وكالة الطاقة الذرية تستعرض الإمكانات النووية في أفريقيا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- بعد انقطاعه 4 أيام.. الغاز الروسي يشق طريقه إلى إيطاليا من جديد
-
الطاقة المتجددة في الجزائر.. 6 أرقام عن أبرز التطورات (إنفوغرافيك)
-
أسعار النفط الخام تدعم أرباح الصين.. وخطأ كبير لدول الخليج (تقرير)