للاستغناء عن روسيا.. خط أنابيب البلطيق يبدأ نقل الغاز النرويجي إلى بولندا
يغطي 15% من احتياجات وارسو السنوية
حياة حسين
بدأ الغاز النرويجي التدفق في خط أنابيب البلطيق إلى بولندا، في خطوة تساند خطة وارسو وأوروبا للاستغناء عن روسيا، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
ويمر الخط الجديد، الذي بدأ التشغيل اليوم السبت 1 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، بدولة الدنمارك وبحر البلطيق، وفق إعلان شركة "غاز-سيستم".
وتسعى دول أوروبا؛ متضمنة بولندا، للاستغناء عن الغاز الروسي، الذي كان يغطي أكثر من 40% من احتياجات القارة العجوز، وذلك عقب غزو موسكو لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط (2022)، وفرض عقوبات غربية عليها.
وكانت شركة غازبروم الروسية قد قطعت الغاز عن بولندا في أبريل/نيسان الماضي، بسبب رفض الأخيرة دفع المستحقات بالعملة الروسية (الروبل)، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
معدل تدفق الغاز
قال المتحدث الرسمي باسم شركة غاز-سيستم، مشغل خط أنابيب البلطيق، الذي يربط النرويج مع بولندا، إن معدل تدفق الغاز فيه، اليوم السبت، بلغ 62.4 مليون كيلوواط/ساعة.
وأضاف أن سعة خط أنابيب البلطيق تبلغ 10 مليارات متر مكعب سنويًا، وافتُتح رسميًا يوم الثلاثاء 27 سبتمبر/أيلول، أي بعد اكتشاف تسريب الغاز من نورد ستريم 1 بيوم واحد، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وأشارت شبكة يورونيوز، قبل 4 أيام، إلى أن قادة كل من بولندا والنرويج شاركوا في احتفال بمناسبة افتتاح مشروع خط الأنابيب، "وهو جزء من خطة فطام وارسو وأوروبا عن الغاز الروسي"، وفق وصف الشبكة.
وينقل خط الأنابيب الجديد الغاز من الجرف النرويجي إلى بولندا.
حقبة روسيا تنتهي
قال رئيس وزراء بولندا، ماتيوز موراوسكي، خلال إعلان بدء تدفق الغاز من النرويج إلى بلاده عبر خط الأنابيب الجديد الذي يمر ببحر البلطيق: إن حقبة سيطرة الغاز الروسي على الأسواق أوشكت على الانتهاء، "هذه الحقبة اتسمت بالتهديد والابتزاز"، وفق قوله.
بدوره أضاف وزير الطاقة النرويجي، ترجي آسلاند: "إنها خطوة مهمة في طريق استقلال أوروبا المهم عن مصادر الطاقة الروسية".
من جانبها، قالت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميت فريدريكسن: "يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لنقضي على أداة قوة روسيا.. نحن معًا سنهزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
افتتاح الخط
افتتح قادة كل من بولندا والدنمارك والنرويج خط أنابيب البلطيق، وأعلنوا بدء تدفق الغاز النرويجي إلى بروكسل، بعد يوم واحد من اكتشاف عدة دول أوروبية تسريبات غاز من نورد ستريم 1؛ ما أثار مخاوف من وجود عمليات تخريبية.
وقالت شركة "إنرجيانت" الدنماركية، نهاية الأسبوع الماضي، إنه يمكن تشغيل الخط بكامل طاقته قبل موعده بشهر تقريبًا بفضل تقدم أعماله في الدنمارك؛ إذ يمكن أن يصل إلى هذا المستوى بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل (2022)، بدلًا من يناير/كانون الثاني المقبل (2023).
وأضافت أن أعمال البنية التحتية للخط في الدنمارك تعطلت لمدة 9 أشهر؛ لأسباب بيئية، لكن استأنفت الشركة العمل في شهر مارس/آذار الماضي.
خط يامال
قال رئيس قطاع البحوث في مؤسسة الدراسات الاقتصادية الدنماركية (دي آي آي إس)، تريني فيلومسن: "إن خط أنابيب البلطيق جزء من إستراتيجية بولندية أكبر لإنهاء الاعتماد على الغاز الروسي القادم عبر خط يامال".
ورغم توقف حصول بولندا على الغاز الروسي منذ شهر أبريل/نيسان الماضي؛ فإن تعاقد الدولتين كان من المفترض أن ينتهي أواخر العام الجاري (2022).
وأوضح وزير البنية التحتية للطاقة البولندي، ماتيوز بيرغر، أن الخط يعني أن بولندا ستستقبل زيادة في كميات الغاز بمقدار الضعف في الربع الأخير من 2022 عما كان متوقعًا.
ووقّعت شركة إكوينور النرويجية اتفاقًا مدته 10 سنوات لبيع الغاز إلى شركة "بي جي إن آي جي" البولندية.
وتبلغ كميات الغاز التي تستقبلها بولندا من النرويج عبر خط أنابيب البلطيق، وفق الاتفاق، 2.4 مليار متر مكعب سنويًا، وهي تكفي 15% من احتياجات وارسو.
اقرأ أيضًا..
- مشروعات الطاقة الشمسية في أميركا تشهد نموًا قياسيًا (تقرير)
- ما آثار التغير المناخي في دول الخليج؟ خبيرة عُمانية تجيب (تقرير)
- توقعات اجتماع أوبك+ المرتقب وهل تعلن السعودية خفضًا طوعيًا؟.. 5 خبراء يجيبون