شل تعتزم الاستحواذ على شركة نيجيرية متخصصة بالطاقة الشمسية
مي مجدي
باتت سوق الطاقة الشمسية في أفريقيا عامل جذب واستقطاب لكبريات شركات الطاقة العالمية.
فبعد إعلان اندماج شركتي ستارسايت وسولار أفريكا الأفريقيتين، كشفت شركة شل استعدادها للاستحواذ على شركة دايستار باور، ومقرّها لاغوس، ضمن مساعيها لتطوير مشروعات في الطاقة النظيفة، حسبما نقل موقع بي في ماغازين (PV Magazine).
وتقدّم شركة دايستار باور، التي تعمل في نيجيريا وغانا والسنغال وتوغو، حلولًا في الطاقة الشمسية والبطاريات.
وأعلنت الشركتان صفقة الاستحواذ والاندماج، التي ما زالت تخضع للموافقات التنظيمية، من خلال بيان صحفي صدر هذا الأسبوع، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
خطوة أساسية
لم تكشف الشركتان عن قيمة صفقة الاستحواذ، لكن وصفها نائب الرئيس التنفيذي لقسم الطاقة المتجددة في شركة شل توماس بروستوم بأنها خطوة أساسية لشركة شل؛ لترسيخ مكانتها في أسواق الطاقة الناشئة.
وأشار إلى أن الصفقة تمثّل الخطوة الأولى لشركة شل في قطاع الطاقة المتجددة بالقارة السمراء.
وتأتي هذه الصفقة عقب استحواذ شركة شل على شركات متخصصة في الطاقة المتجددة ببلدان أخرى، من بينها المجموعة الهندية "سبرنغ إنرجي" في أبريل/نيسان (2022)، مقابل 1.55 مليار دولار، وشركة "سافيون" الأميركية في ديسمبر/كانون الأول (2021).
وأفادت التقارير أن صفقة الاستحواذ على شركة دايستار باور أقلّ بكثير من الصفقتين السابقتين.
وتبلغ قدرة توليد الشركة النيجيرية قرابة 32 ميغاواط، مقارنة بـ2 غيغاواط تابعة لشركة "سبرنغ" الهندية.
وجمعت الشركة النيجيرية تمويلًا قدره 92 مليون دولار منذ تأسيسها في عام 2017، ويتضمن تسهيلات بقيمة 20 مليون دولار من مؤسسة التمويل الدولية، ومقرّها واشنطن، خلال العام الماضي (2021).
وبخصوص الصفقة، قالت شركة دايستار باور، إن دعم شركة شل سيمكّنها من توسيع عملياتها في الأسواق الأفريقية، وتحقيق هدف توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 400 ميغاواط بحلول عام 2025.
وقال الرئيس التنفيذي، المؤسس المشارك لشركة دايستار باور جاسبر غراف فون هاردينبيرغ: "لقد شهدنا زيادة في الطلب على الطاقة الشمسية في الأسواق الأفريقية الموجودين فيها، وانعكس ذلك على نمو الشركة".
وتابع: "نحن على المسار الصحيح لزيادة سعة الطاقة الشمسية المركبة بنسبة 135% في عام 2022.. وسنكون قادرين على تسريع تنفيذ مهمتنا بخفض انبعاثات الكربون وتوفير تكلفة الكهرباء للأنشطة التجارية في جميع أنحاء القارة، بصفتنا جزءًا من شركة شل".
وأشار إلى أن شركة شل لديها خبرة كبيرة في قطاع الطاقة، ولديها باع طويل في أفريقيا، ويجعلها ذلك الأنسب لدفع أعمالهم نحو التقدم.
تاريخ شل في نيجيريا
تتمتع شركة شل بتاريخ طويل ومعقّد في نيجيريا.
وكانت أول شركة تكتشف النفط في البلاد عام 1956، ومن بين الشركات الرائدة لتطوير هذا القطاع خلال العقود اللاحقة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ومع ذلك، عانت في السنوات الأخيرة من قضايا فساد بصناعة النفط النيجيرية وقضايا بيئية في العديد من المشروعات، وأثار ذلك انتقادات واسعة.
وفي العام الماضي (2021)، أعلنت خططًا للاحتفاظ بعملياتها في أصولها البحرية، وإنهاء أصولها البرية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة شل المنتهيه ولايته بن فان بيردن، خلال مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز في يوليو/تموز (2022)، إن شركة شل ستواصل تصفية الأصول النفطية، واستخدام العائدات لتمويل المزيد من صفقات الطاقة المتجددة.
الطاقة المتجددة في أفريقيا
يُنظر إلى الطاقة المتجددة، لا سيما الطاقة الشمسية، على أنها طوق نجاة للقارة الأفريقية، إذ يعاني أكثر من 600 مليون شخص، أو 43% من السكان، من نقص الكهرباء.
وتعتمد العديد من الشركات في نيجيريا وأماكن أخرى في المنطقة على مولدات الديزل المكلفة لتشغيل المصانع عند تعطّل شبكة الكهرباء.
ووفقًا لبيانات مكتب الإحصاء النيجيري، ارتفعت تكلفة الديزل في البلاد بأكثر من 200% في أغسطس/آب (2022)، مقارنة بالمدة نفسها في عام 2021.
وجاءت صفقة شل ودايستار باور بعد أيام من إعلان صفقة الاستحواذ بين شركتي ستارسايت إنرجي وسولار إنرجي.
وستتنوع أصول الكيان الجديد بين 220 ميغاواط من الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية، و40 ميغاواط من بطاريات التخزين، ومشروعات قيد التطوير بقدرة تتجاوز 1 غيغاواط.
وتعهدت كلتا الشركتين بزيادة الاستثمارات في مشروعات الطاقة الشمسية بجنوب أفريقيا، والتوسع بمناطق جديدة غرب القارة.
اقرأ أيضًا..
- أوابك: انخفاض الاستثمارات النفطية خطر.. ونحتاج 800 مليار برميل حتى عام 2045
- 3 دول تقود العالم لطفرة تطوير خطوط أنابيب النفط.. وتحذيرات من المخاطر المناخية (تقرير)
- إيطاليا توشك على الاستغناء عن الغاز الروسي بدعم من مصر والجزائر