تنتظر صادرات الغاز المسال المصرية قفزة خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري (2022)، بفضل الإنتاج الإسرائيلي، والكمية المتوفرة من ترشيد الاستهلاك محليًا، حسبما ذكرت منصة ميس (Mees) المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، السبت 24 سبتمبر/أيلول (2022)
ومن المتوقع أن يزيد عدد الشحنات التي ستصدّرها مصر مع اقتراب نهاية الشهر الجاري إلى نحو 7 شحنات على الأقلّ، ومن المنتظر أن يسهم بدء التشغيل الوشيك لحقل كاريش قبالة ساحل البحر الأبيض المتوسط، في دعم تلك الصادرات.
وزادت تدفقات الغاز الإسرائيلي إلى مصر من حقل ليفياثان مؤخرًا عبر خط الأنابيب الرابط بين البلدين، إذ تعمل القاهرة على إسالة الغاز وإعادة تصديره، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
شحنات الغاز المسال المصرية
أشارت تقارير حديثة لشركة البيانات "كبلر" إلى أن صادرات الغاز المسال المصرية بلغت 6 شحنات تحمل 388 ألف طن خلال الـ 3 أسابيع الأولى من شهر سبتمبر/أيلول الجاري.
وتوقعت البيانات خروج شحنة سابعة على الأقلّ قبل نهاية الشهر الجاري، ما يعني ارتفاعًا حادًا في صادرات الغاز المسال المصرية مقارنة بالأشهر الأخيرة، والتي أُرسِل 4 منها في شهر يونيو/حزيران الماضي، و5 شحنات في يوليو/تموز، وشحنتان فقط في أغسطس/آب الماضي (2022).
وأرجعت كبلر الانخفاض الحادّ في صادرات الغاز المسال المصرية الشهر الماضي إلى زيادة الاستهلاك المحلي، إذ إن أغسطس/آب يمثّل ذروة الاستهلاك الصيفي.
ومع انخفاض إنتاج حقل ظهر في شرق المتوسط، بسبب بعض القيود، والذي أدى إلى هبوط إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في مصر بنسبة 6% خلال أول 7 أشهر من العام الجاري (2022)، مسجلة 6.6 مليار قدم مكعبة يوميًا، كان تدفّق الإنتاج الإسرائيلي من حقل ليفياثان عاملًا تعويضيًا، مكَّن القاهرة من تحقيق وفورات يمكن تصديرها.
انخفاض الغاز الطبيعي
أشارت بيانات حديثة لشركة جودي إلى انخفاض إنتاج الغاز الطبيعي في مصر خلال يوليو/تموز الماضي إلى 457 مليون قدم مكعبة يوميًا، في حين حقق معدلات قياسية بشهرَي مارس/آذار وأبريل/نيسان عند 700 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وتتّسم الطاقة الإنتاجية المصرية من الغاز الطبيعي بالمحدودية -وفق تقرير ميس-، وهي تدور حول 700 مليون قدم مكعبة يوميًا.
ويعني ذلك أنها تعادل أو تزيد -وربما تقلّ قليلًا- الكميات التي تصدّرها إسرائيل إلى الأردن عبر خط الأنابيب الرابط بينهما، وتشغيل خط أنابيب إضافي مرتقب بينهما في الربع الثاني من عام 2023، سيعزز تلك الصادرات.
وذكرت شركة نيوميد إنرجي، الشريكة في حقل ليفياثان الإسرائيلي، أن معدلات التصدير لمصر سترتفع إلى 8 مليارات قدم مكعبة يوميًا كل عام، في الوقت الذي سيظل فيه ارتفاع ضخ الغاز الإسرائيلي للأردن متاحًا.
حقل كاريش
يضيف حقل كاريش الإسرائيلي المرتقب تشغيله قريبًا إلى طاقة إنتاج تل أبيب من الغاز الطبيعي من حقلي تمار وليفياثان، ما يوفر كميات فائضة للتصدير.
يُذكر أن كاريش هو حقل مشترك مع لبنان، الذي عارض خطوة إسرائيل لتشغيله قبل عدّة أشهر، بنقل منصة غاز عائمة إلى حقل كاريش، بالقرب من الحدود البحرية المتنازَع عليها بين البلدين.
ورغم الاعتراض اللبناني وفشل المفاوضات بشأن ترسيم الحدود مع إسرائيل، والذي سيوضح حصص كل طرف من كاريش، فإن تل أبيب قررت بدء الإنتاج في نهاية شهر سبتمبر/أيلول الجاري، وفق إعلان شركة "إنرجيان"، التي تمتلك حقوق الحقل.
وكرر الرئيس التنفيذي لشركة نيوميد يوسي أبو، تصريحاته بشأن أيّ فوائض من الغاز الطبيعي من حقل ليفياثان، إذ أكد أنها ستكون من نصيب مصر في إطار اتفاق الاستيراد المبرَم معها.
ويبلغ سعر المليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز الطبيعي في اتفاقية الاستيراد المصرية من إسرائيل 6-7 دولارات، رغم القفزات التي حققتها الأسعار خلال الأشهر الأخيرة، بسبب غزو روسيا لأوكرانيا والعقوبات الغربية على موسكو، ما يعني أن شركة بلو أوشن إنرجي، ممثل حكومة القاهرة في الشراء، لديها حافز قوي لزيادة الواردات.
ترشيد الاستهلاك المصري
تعكس زيادة صادرات الغاز المسال المصرية خلال الشهر الجاري ارتفاع تدفقات الغاز الإسرائيلي، وأيضًا وفورات محلية بفضل ترشيد الاستهلاك، وتجاوز ذروة الاستهلاك الصيفي الشهر الماضي.
وصعد استهلاك مصر من زيت الوقود في محطات الكهرباء إلى أعلى مستوى في 4 سنوات، وبلغ 123 ألف برميل يوميًا، في حين تراجع حرق الغاز في المحطات.
وبصورة عامة، تراجع استهلاك الغاز بنحو 120 مليون قدم مكعبة في شهر يوليو/تموز الماضي (2022) على أساس شهري، وهو ما دعم زيادة صادرات الغاز المسال المصرية خلال الأشهر الماضية.
وقال وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا -في تصريحات سابقة-، إن ترشيد استهلاك الطاقة وفّر كميات كبيرة من الغاز، أسهمت في زيادة صادرات الغاز المسال المصرية.
وتوقّع الملا زيادة قيمة صادرات الغاز المسال من 6.5 مليار دولار من العام المالي الماضي (2021-2022) إلى 8-10 مليارات دولار مع نهاية العام المالي الجاري، الذي ينتهي آخر يونيو/حزيران المقبل (2023).
ووقّعت مصر مع إسرائيل وأوروبا مذكرة تفاهم قبل شهرين، لاستيراد القارة العجوز غاز تل أبيب، بعد تسييله في مصر، ضمن إطار مساعي دول الاتحاد لإيجاد بدائل للغاز الروسي.
موضوعات متعلقة..
- مصر توقع صفقة مع شيفرون لإسالة غاز شرق المتوسط وتصديره
- مشروع مصري لتصدير غاز شرق المتوسط إلى أوروبا
- بعد تقرير أوابك عن "القفزة القياسية".. كيف انتعشت صادرات مصر من الغاز المسال؟
اقرأ أيضًا..
- الحافلات الكهربائية المدرسية تغزو أميركا.. والطلاب يودّعون 5 ملايين طن من الانبعاثات
- إيرادات صادرات الغاز الطبيعي الإيراني ترتفع 64% في 5 أشهر
- إيران ستواصل إرسال الوقود إلى لبنان.. وأميركا تغضّ الطَّرْف (مقال)