تعتزم الفلبين بدء تشغيل 3 محطات لاستيراد الغاز المسال مطلع العام المقبل (2023)، بعد تأجيل موعد إطلاق المشروعات بسبب مشكلات في سلاسل التوريد وتداعيات جائحة فيروس كورونا.
المحطات الـ3 هي من بين 6 مشروعات للغاز المسال وافقت عليها وزارة الطاقة، ومن المتوقع تشغيل الـ3 الأخرى خلال السنوات الـ3 المقبلة، بما في ذلك مشروع اقترحته شركة شل، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
إلّا إن معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي أكد -في تقرير حديث- أنه من غير المحتمل تخفيف الغاز المسال من تكاليف الطاقة العالية، إذ قد تصارع الفلبين مع عدم اليقين بشأن الإمدادات وارتفاع الأسعار لسنوات مقبلة، حتى عند تشغيل المشروعات.
الغاز المسال في الفلبين
تأتي المشروعات -التي ستدخل حيز العمليات التجارية في عام 2023- بمثابة إعلان ميلاد صناعة الغاز المسال في الفلبين.
وأوضحت رئيسة قسم إدارة الغاز الطبيعي في وزارة الطاقة لورا ساغوين أن هذه المشروعات تتعلق بشركات "أتلانتيك، غولف آند باسيفيك" و"فيرست جين" و"إنرجي وورلد".
وقال رئيس محطات ولوجسيتيات الغاز الطبيعي المسال في شركة "أتلانتيك، غولف آند باسيفيك" كارثيك ساتيامورثي لرويترز على هامش قمة للاستثمار: "واجهتنا بعض تحديات سلسلة التوريد خلال جائحة كورونا، لكننا الآن نعمل مع مورّدين متعددين".
وستحتاج الفلبين إلى استيراد الغاز المسال لتزويد محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز بطاقة مجمعة تزيد عن 3 آلاف ميغاواط، لتعويض انخفاض الإنتاج من حقل غاز مالامبايا، المصدر الوحيد في البلاد للغاز المحلي.
ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج من حقل غاز مالامبايا في بحر الصين الجنوبي بالانخفاض في العام الجاري (2022)، وأن ينضب بحلول عام 2027؛ ما يزيد من إلحاح تطوير البنية التحتية للغاز المسال.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صافي صادرات الغاز المسال إلى آسيا وأوروبا، منذ عام 2018، مع توقعات عام 2022:
موعد إطلاق مشروعات الفلبين
قالت لورا ساغوين -في القمة الخاصة بالاستثمار-، إنه من المقرر أن يبدأ تشغيل مشروع "أتلانتيك، غولف آند باسيفيك" في الربع الأول من عام 2023، بعد أن كان مقررًا في يوليو/تموز الماضي،
وستصدّر شركة "أتلانتيك، غولف آند باسيفيك" الغاز الطبيعي المسال من الشرق الأوسط وأستراليا، بموجب اتفاقيات توريد قصيرة وطويلة الأجل، على الرغم من عدم تحديد الكميات.
وستبلغ سعة محطة "أتلانتيك، غولف آند باسيفيك" 5 ملايين طن سنويًا، وستزود الوقود إلى محطة توليد الكهرباء الحالية "إيليجان" بقدرة 1200 ميغاواط في مقاطعة باتانغاس.
كما أجلت شركة فيرست جين، التي تشغّل العديد من المحطات العاملة بالغاز، إطلاق محطة باتانغاس إلى مارس/آذار المقبل، بدلًا من أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري (2022).
وفي السياق ذاته، تهدف شركة إنرجي وورلد، التي قامت ببناء محطة كهرباء بسعة 650 ميغاواط بوصفها سوقًا رئيسة، إلى تشغيل محطة "3 إم تي بي إيه" في مقاطعة كويزون بحلول الربع الأول من عام 2023.
الخطر ما يزال قائمًا!
يوفّر الغاز الطبيعي حاليًا 25% من توليد الكهرباء لشبكة لوزون -واحدة من شبكات الكهرباء الـ3 في الفلبين-، مع استخدام ضئيل للغاز في القطاعات غير المتعلقة بالكهرباء.
وتتراوح التقديرات بين مليونين و5 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا؛ لمواصلة تشغيل محطات الكهرباء الـ5 القائمة في البلاد والتي تعمل بالغاز.
ومع ذلك، فإن السعة الإجمالية لمشروعات الغاز المسال المقترحة تتجاوز بكثير ما هو مطلوب، وفق ما أكده معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي، في تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعدّ المشروعات -التي تبلغ طاقتها الإجمالية 36.5 مليون طن سنويًا- في مراحل مختلفة من التطوير، إلى جانب 29.9 غيغاواط من مشروعات الكهرباء الإضافية التي تعمل بالغاز.
ومع وجود هذه المجموعة من مشروعات الغاز المسال المقترحة، تخاطر الفلبين بأن تصبح معرّضة بشكل كبير للتقلبات الشديدة في الأسواق العالمية.
وأشار معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي -في السابق- إلى مخاطر أن الأسعار الباهظة قد تتسبب بعدم استخدام مرافق الغاز المسال في الأسواق الناشئة.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات الغاز المسال في الفلبين تواجه خطر الإلغاء مع أزمة الطاقة العالمية
- الفلبين تترقب تشغيل أول محطة لاستيراد الغاز المسال
- صراع النفط والغاز بين الصين والفلبين يشهد تطورات جديدة
اقرأ أيضًا..
- تقرير يحذر أوبك+ من خطورة عدم خفض الإنتاج.. وأسعار النفط ستواصل الهبوط
- تشغيل أكبر محطة للطاقة الشمسية في بولندا (صور وفيديو)
- بطاريات مياه البحر.. تقنية بمزايا مزدوجة لتخزين الطاقة المتجددة وتحلية المياه
- رئيس لوسيد: سياراتنا الكهربائية تتفوق عالميًا.. وهذه أبرز الميزات