خبيرة بمجال التغير المناخي: التوقف عن حرق النفط والغاز يعطل الحياة (تقرير)
أحمد بدر
قالت الخبيرة في مجال التغير المناخي والحماية من الفيضانات الدكتور عائشة القرشي، إن المطالبة بالتوقف عن حرق النفط والغاز والفحم تؤدي إلى تعطّل كل مظاهر الحياة في العالم.
وأضافت القرشي، بحلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة" في موقع تويتر، الذي يقدّمه مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن آثار التوقف عن حرق الوقود الأحفوري تؤدي إلى توقّف الصناعات وأسلوب الحياة بالكامل.
وتابعت: "يطالب دعاة مكافحة التغير المناخي بمنع استخدام الوقود الأحفوري، وهذا التوجه لا يمكن تحقيقه خلال سنوات قليلة.. كما ستختفي الرفاهية التي يعيشها الغرب والشرق، وخاصة في الدول التي تنتج النفط والغاز، أو التي يعتمد اقتصادها عليه، أو حتى الدول الغنية".
مُنكرو التغير المناخي
أوضحت خبيرة التغير المناخي الدكتورة عائشة القرشي أن كل وسائل النقل من الدراجات النارية وصولًا إلى الطائرات، بجانب المصانع وجميع طرق الإنتاج، كلها تعتمد على النفط والغاز، ومن ثم فهم يتحدثون عن توقّف كل هذه الأشياء.
وأكدت القرشي -خلال الحلقة التي جاءت بعنوان "التغير المناخي ودول الخليج.. أسبابه وآثاره والحلول المقترحة"- أن المشككين لا يعادون الوقود الأحفوري بدعوى ارتباطه بتغير المناخ، وإنما هم ينكرون من الأساس أن الأنشطة البشرية ترتبط بالأزمات المناخية، وهي الظاهرة التي تسمى "شبكة النكران".
وردًا على سؤال من الدكتور أنس الحجي بشأن ادّعاءات وحجج المعارضين، قالت القرشي، إن جماعات إنكار تغير المناخ تقول مثلًا، إن نسبة ثاني أكسيد الكربون ضئيلة في الجو، إذ تبلغ نحو 400 جزء في المليون.
وأضافت: "هم يقولون، إن هذه النسبة تجعل تأثير ثاني أكسيد الكربون في المناخ قليل الأهمية، بالرغم من أن العلماء على مدار السنوات الماضية أدركوا أن هذه النسبة الضئيلة لها تأثير كبير في ارتفاع درجات الحرارة".
وأشارت إلى أن هناك توقعات بأن تتضاعف هذه النسبة في المستقبل، ومن ثم تترك أثرًا كبيرًا بالنسبة لارتفاع درجات الحرارة، إذ إن الدراسات كافة تؤكد أن حرق الوقود الأحفوري ينتج نحو 30 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يعادل 130 ضعفًا لكميات الكربون التي تنتجها البراكين.
وتابعت: "بعض المجموعات المنكرة تدّعي أن بخار الماء هو أحد غازات الدفيئة الأكثر أهمية بالنسبة لعمليات النمذجة، على الرغم من أن أثر بخار الماء يمكن أن يبقى لمدة 10 أيام، في حين إن انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون يمكن أن يبقى لمئات السنين".
ادعاءات دون أدلة علمية
أكدت الدكتورة عائشة القرشي أنه حتى في حالة اتخاذ إجراءات على الفور والتوقف عن حرق النفط والغاز لمواجهة التغير المناخي، فإن الجو يحتاج ربما إلى آلاف السنين؛ لينظف الهواء، ونتلافى تأثيرات انبعاثات الغازات التي شهدناها خلال السنوات الماضية.
وأشارت إلى ادّعاءات أخرى من جانب مدّعي تغير المناخ، الذين قالوا، إن درجات الحرارة العالمية آخذة في التناقص، وهي مزاعم تتناقض مع ما يقوله العلم بأن حرارة الأرض تتزايد، لذلك فإن حججهم لا يأتون بأدلة علمية عليها.
وقالت خبيرة التغير المناخي والحماية من الفيضانات، إن هناك جماعات ضغط الآن تتبنى هذا الاتجاه، مثل جماعات الضغط التابعة لشركات النفط والغاز، ليس في الخليج فقط -الذي ينتج 30% من النفط العالمي-، بل بكلّ مكان في العالم.
ويشير الرسم البياني التالي إلى انبعاثات الميثان، وهي ضمن الانبعاثات المسببة لظاهرة التغير المناخي، والتي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة:
ولفتت إلى أن هناك مزاعم بأن شركات النفط والغاز هي من تموّل الدراسات التي تنكر ارتباط الوقود الأحفوري أو الأنشطة البشرية بالتغير المناخي، ولكن هذه الدراسات لا يمكنها أن تصمد أمام العلماء الذين يثبتون عكس ذلك.
وأضافت: "إذا تحدثنا عن المنكرين، فهم لا يركزون على النفط والغاز فحسب، بل هناك أيضًا الجماعات القومية التي تعتقد أنه لا يمكن حلّ أزمة التغير المناخي محليًا، وأن هناك ضرورة للتعاون مع الآخرين، ولأنهم لا يريدون التعاون مع أحد ينكرون الموضوع من أساسه".
بالإضافة إلى ذلك، وفق القرشي، هناك الشركات الخاصة الكبرى، مثل إكسون موبيل والشركات المستقلة عن الحكومات حول العالم، ممن يحاولون إنكار الأزمة دون أدلة حقيقية، حتى إن بعضها أصبح ينشر كتبًا في المدارس -مثل معهد هارت لاند- يشكك فيها بوجود التغير المناخي.
اقرأ أيضًا..
- وزيرة الطاقة ليلى بنعلي: المغرب يتفاوض على صفقة غاز مسال تغطي 10 سنوات (حوار - فيديو)
- مشروع خطوط أنابيب بين الجزائر وموريتانيا تمهيدًا لتصدير الغاز إلى أوروبا
- صناعة تكرير النفط بين التحديات العالمية والتوقعات المحبطة (تقرير)
عنوان التقرير قوي ولكن المحتوى اقوى ، وهدف واحد هو الحفاض على البيئة البشرية و الطبيعية معا