استهلاك الفحم في أوروبا قد يرتفع 14% خلال 2022 (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
تدفع أزمة الطاقة الحالية استهلاك الفحم في أوروبا للارتفاع خلال العام الجاري (2022)، قبل أن يتراجع على المدى الطويل، مع زخم سياسات الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
ومن المتوقع ارتفاع الطلب الأوروبي على الفحم الحراري المحمول بحرًا بنحو 14%، أو ما يعادل 12 مليون طن، ليصل الإجمالي إلى 98 مليون طن في العام الجاري، بحسب تقرير حديث لشركة الأبحاث وود ماكنزي.
ورغم ذلك؛ فإن زيادة استهلاك الفحم في أوروبا من شأنها أن تكون قصيرة الأجل، ولن تعطي فرصة لتوسيع البنية التحتية، خاصة مع استمرار هبوط الطلب العالمي على المدى الطويل، وسط سياسات التحول الأخضر، وفق التقرير الذي اطلعت على تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة.
محطات الفحم في أوروبا
مع تقلص إمدادات الغاز الروسي، عقب غزو أوكرانيا، ارتفع استهلاك الفحم في أوروبا، خاصة الفحم الحراري المستخدم في توليد الكهرباء، مع إضافة سعة جديدة لتأمين إمدادات الشبكة.
وشهدت أوروبا توفير 9 غيغاواط إضافية من محطات الكهرباء العاملة بالفحم، لتلبية الطلب على الكهرباء وتعويض الانخفاض في إمدادات الطاقة الروسية، وفق ما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن وود ماكنزي.
ومن إجمالي السعة المضافة، بلغت القدرة المستخدمة في سوق الكهرباء 4.4 غيغاواط فقط، في حين استُخدمت السعة المتبقية باعتبارها احتياطيًا للطوارئ في حالة نقص الكهرباء.
وتزامن ذلك مع ارتفاع أسعار الفحم لمستويات قياسية هذا العام، خاصة مع الحظر الأوروبي لواردات الفحم الروسية بداية من أغسطس/آب 2022، لكنها ظلت أقل من تكلفة الغاز الطبيعي، وإن كانت زيادة أسعار الوقود الأسود ستحد من الاستثمارات في محطات الكهرباء داخل أوروبا.
ويوضح الرسم البياني التالي أسعارَ الفحم في أوروبا منذ يوليو/تموز 2021، حتى يناير/كانون الثاني 2022، بحسب وكالة بلومبرغ.
استهلاك الفحم في أوروبا على المدى الطويل
في العام الماضي (2021)، ارتفعت حصة توليد الكهرباء من الفحم في أوروبا، للمرة الأولى في عقد تقريبًا، بنحو 18% على أساس سنوي، لتصل إلى 579 تيراواط/ساعة، مقارنة بـ470 تيراواط/ساعة عام 2020، وفق شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.
وأدّى ذلك إلى ارتفاع استهلاك الفحم في أوروبا بنسبة 5.9%، ليصل إلى 10.01 إكساجول، وهي أول زيادة منذ عام 2012، بحسب بيانات شركة النفط البريطانية بي بي.
ويُشكل الطلب على الفحم في أوروبا 6.3% من الاستهلاك العالمي، الذي بلغ 160.10 إكساجول في العالم الماضي.
وجدير بالذكر أن كل 1 إكساجول يساوي ما يقرب من 40 مليون طن من الفحم الصلب، أو 95 مليون طن من الفحم البني (فحم الليغنيت) والفحم شبه القاري (sub-bituminous coal).
وعلى المدى الطويل، من المتوقع تراجع استهلاك الفحم في أوروبا؛ حيث قد يؤدي الارتفاع الأخير في أسعار الوقود الأسود إلى تسريع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، خاصة مع حاجة القارة العجوز إلى تحقيق استقلال الطاقة، بحسب وود ماكنزي.
وتقدر وود ماكنزي أن يستمر توليد الكهرباء من الفحم في الارتفاع بأوروبا حتى منتصف هذا العقد، قبل أن يتراجع بحلول 2030، مع الرغبة في التخلّص التدريجي من الوقود الأسود المستورد.
ومن المرجّح أن تكون مصادر الطاقة المتجددة أكثر جاذبية مع ارتفاع توقعات أسعار الطاقة المرتفعة والمخاوف المتعلقة بأمن الإمدادات، وسط تقديرات بإضافة 35 و15 غيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على التوالي، وفقًا للتقرير.
ويشير الرسم البياني أدناه إلى توقعات السعة المتوقعة من المصادر المتجددة في أوروبا خلال 2020، وفق تقديرات بنك الاستثمار الهولندي آي إن جي.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاع استهلاك الفحم لأعلى مستوياته على الإطلاق
- أوروبا تعيد إحياء محطات الفحم لمواجهة نقص إمدادات الغاز الروسية
اقرأ أيضًا..
- مصر تستهدف زيادة إيرادات صادرات الغاز إلى مليار دولار شهريًا
- وكالة الطاقة الدولية: أزمة الطاقة العالمية تعزز الاهتمام بالهيدروجين