إطلاق أول سجل عالمي لانبعاثات الوقود الأحفوري يجمع بيانات 50 ألف حقل
أطلقت مؤسسات غير حكومية أول سجل عالمي لانبعاثات الوقود الأحفوري، والذي يجمع بيانات انبعاثات حقول النفط والغاز في 89 دولة.
يأتي ذلك بالتزامن مع تحذيرات من أن حرق احتياطيات العالم المؤكدة من الفحم والنفط والغاز من شأنه أن يطلق انبعاثات أكثر مما حدث منذ الثورة الصناعية.
وقالت مبادرة تعقب الكربون المعروفة باسم كاربون تراكر ومنظمة غلوبال إنرجي مونيتور البحثية، اليوم الإثنين 19 سبتمبر/أيلول، إنهما أطلقتا أول سجل عالمي لاحتياطيات النفط والغاز والإنتاج والانبعاثات مع بيانات لأكثر من 50 ألف حقل.
مزايا السجل الجديد
يتيح أول سجل عالمي لانبعاثات الوقود الأحفوري البيانات التي كان يصعب الوصول إليها سابقًا بسهولة للجمهور، بمن في ذلك المستثمرين الذين يتحرّون فهمًا أفضل للأصول التي قد تكون معرّضة لخطر كونها غير اقتصادية، أو "عالقة"، خلال رحلة التحول إلى طاقة منخفضة الانبعاثات.
ويساعد أول سجل عالمي لانبعاثات الوقود الأحفوري النشطاء في جهودهم للضغط على المنتجين أو الحكومات لخفض إنتاج الوقود الأحفوري، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وقالت المؤسستان غير الحكومتين، إن أول سجل عالمي لانبعاثات الوقود الأحفوري يتضمن بيانات لحقول في 89 دولة تغطي 75% من الإنتاج العالمي.
قالت غلوبال مونيتور، إن السجل جمع البيانات من مصادر، بما في ذلك الحكومات والشركات المملوكة للدولة والخاصة والأخبار والتقارير الإعلامية والمنظمات غير الحكومية وجهات الاتصال على الأرض التي تقدّم معلومات مباشرة عن المشروع.
ترى المؤسستان أن أول سجل عالمي لانبعاثات الوقود الأحفوري سيتيح تحديد الشركات ذات المخاطر الأكبر المتمثلة في إيواء الأصول التي يُحتمل أن السبل تقطّعت بها، وترتيبها حسب الأولوية.
حرق احتياطيات الوقود الأحفوري
يرى تحليل المؤسستين أن إنتاج واحتراق احتياطيات العالم الوقود الأحفوري من شأنه أن ينتج أكثر من 3.5 تريليون طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وأكثر من 7 أضعاف ميزانية الكربون المتبقية للحفاظ على التعهد العالمي عند 1.5 درجة مئوية.
وأشار التقرير إلى أنه إذا سمحت الحكومات باستخراج واستخدام احتياطيات محددة من الفحم والنفط والغاز، فإنه قد ينتج عنها انبعاثات تُقدَّر بـ3.5 تريليون طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وكشف أول سجل عالمي لانبعاثات الوقود الأحفوري، الذي يغطي نحو 75% من إنتاج الطاقة العالمي، أن لدى كل من الولايات المتحدة وروسيا احتياطيات كافية من الوقود الأحفوري قادرة على التهام ميزانية الكربون المتبقية في العالم سيرًا وفق التعهد العالمي بالحفاظ على درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات عصر ما قبل الصناعة بحلول نهاية القرن الحالي.
تعهد الحكومات
قال مؤسس مبادرة كاربون تراكر، مارك كامبانيل: "هناك العديد من الحكومات تصدر تراخيص أو تصاريح جديدة للفحم منفصلة تمامًا عن التزاماتها المناخية".
وافقت الحكومات على تقييد الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، لكنها رفضت إلى حدّ كبير وقف عقود إيجار الوقود الأحفوري الجديد أو استخراجه، حتى يكون للعالم فرصة متساوية لمواجهة ظاهرة الاحترار العالمي، وقدر العلماء أن ينبعث فقط من 400 إلى 500 مليار طن إضافي من غازات الدفيئة، خلال القرن الحالي.
انبعاثات أميركا
مع ذلك، فإن الولايات المتحدة وحدها لديها القدرة على إطلاق 577 مليار طن من الانبعاثات، معظمها من الفحم، من خلال احتياطياتها المعروفة من الوقود الأحفوري.
وأشار التقرير إلى أنه في الوقت الذي قاد الرئيس الأميركي جو بايدن أول تشريع أميركي بشأن تغير المناخ وتعهد بمعالجة ما أسماه "تهديدًا وجوديًا للبشرية"، استمرت إدارته في تسليم عقود الإيجار للتنقيب عن النفط والغاز، بما في ذلك في مساحات شاسعة من خليج المكسيك، موقع كارثة تسرب النفط في ديب ووتر هورايزون لشركة النفط البريطانية "بي بي".
من بين هذه الاحتياطيات، من المقرر إطلاق 27 مليار طن من الانبعاثات من المشروعات الأميركية المعتمدة قيد التطوير، والتي تشمل 33.2 مليار برميل من النفط، وفقًا لقاعدة البيانات.
انبعاثات روسيا
تمتلك روسيا ما يكفي من الوقود الأحفوري لإطلاق 490 مليار طن من غازات الاحتباس الحراري، وتقوم حاليًا بتطوير مشروعات من المقرر أن ينبعث منها 11 مليار طن.
وتمتلك كل من الصين والهند وأستراليا احتياطيات كافية من الوقود الأحفوري لدفع العالم إلى حافة الانهيار المناخي.
وبينما اتفقت الدول في اتفاقيات باريس المناخية لعام 2015 للحدّ من الاحتباس الحراري، لم تسفر 3 عقود من المحادثات الدولية عن أيّ التزام بالحدّ فعليًا من السبب الرئيس لحالة الطوارئ المناخية المتمثل في حرق الوقود الأحفوري.
بمحادثات الأمم المتحدة العام الماضي في غلاسكو، أسفرت المشاحنات التي قام بها الدبلوماسيون عن وعد بـ "التقليل التدريجي" من استخدام الفحم، ولكن ليس التخلص منه.
موضوعات متعلقة..
- العودة إلى الوقود الأحفوري في أوروبا.. تراجع مناخي أم "تعليق مؤقت" لخفض الانبعاثات؟
- دعم الوقود الأحفوري.. ماذا لو أوقف العالم استثمارات المسبّب الرئيس للانبعاثات؟
اقرأ أيضًا..
- أول تعليق نيجيري على مشروع أنبوب الغاز الجزائري بعد اتفاقية المغرب (فيديو)
- طرح أول مولد يعمل بالهيدروجين.. بديل مثالي لمولدات الديزل والبنزين (فيديو)