الهيدروجين الأخضر يتصدر مشروعات شركات الطاقة في 3 قارات (تقرير)
نوار صبح
بدأت مجموعة من الشركات العالمية تشغيل مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر من التحليل الكهربائي في 3 قارات مختلفة؛ من بينها شركات سيمنس الألمانية وإنجي الفرنسية.
وتعمل شركة سيمنس الألمانية على تشغيل إحدى أكبر محطات التحليل الكهربائي في بلدة فونزيدل شمال شرق ولاية بافاريا في ألمانيا، وستستخدم محطة التحليل الكهربائي بقدرة 8.75 ميغاواط الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فقط.
وتُشَغِّل شركة "فون إتش 2" المحطةَ، وقد تأسست خصيصًا لهذا الغرض؛ حيث تمتلك شركة "سيمنس فايننشال سيرفيسز" وشركة "ريسنر غيس" في بلدة ليتشنفلز المجاورة حصة قدرها 45%، بينما تملك بلدية فونزيدل حصة قدرها 10%، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتنظر شركة "فون إتش 2" حاليًا في توسعة المحطة إلى 17.5 ميغاواط؛ حيث يمكن للمحطة توليد نحو 1350 طنًا من الهيدروجين الأخضر سنويًا.
ويرى المحللون أن مشروع سيمنس في فونزيدل يؤكد أن إنتاج الهيدروجين الأخضر المحلي ممكن في ألمانيا، حسبما نشرت مجلة "بي في ماغازين" (pv-magazine).
وقال العضو المنتدب لشركة استشارات الطاقة "تي إتش إنرجي كونسلتنسي"، في ميونيخ بألمانيا، توماس هيليج، استغلال الحرارة المهدرة واستخدام الهيدروجين الإقليمي للأغراض الصناعية والنقل وتخزين الطاقة يعززان ظروف العمل.
مشروع إنجي للهيدروجين المتجدد
اتخذت شركة إنجي الفرنسية قرار الاستثمار النهائي لمشروع هيدروجين متجدد على نطاق صناعي في منطقة بيلبارا في ولاية أستراليا الغربية.
وسيشمل المشروع محللًا كهربائيًا بقدرة 10 ميغاواط يعمل بالطاقة الشمسية الكهروضوئية 18 ميغاواط ويدعمه نظام تخزين طاقة بطارية 8 ميغاواط، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلنت شركة إنجي أن من المقرر الانتهاء منه في عام 2024، وستنتج المرحلة الأولى من مشروع يوري ما يصل إلى 640 طنًا من الهيدروجين المتجدد سنويًا باعتبارها موادّ أولية خالية من الكربون لمرفق إنتاج الأمونيا التابع لشركة يارا أستراليا في مدينة كاراثا.
بدورها، وافقت شركة ميتسوي اليابانية على الاستحواذ على حصة قدرها 28% في الشركة المشتركة لمشروع يوري، بشرط استيفاء شروط معينة بموجب الاتفاقية. تدعم السلطات الأسترالية المشروع من خلال منحتين يبلغ مجموعهما 33.2 مليون دولار.
مشروع إنتاج الصلب الأخضر
بيّن معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي، في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو الأميركية، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وضع ممتاز لبدء إنتاج الفولاذ الخالي من الكربون أو الصُّلب الأخضر.
وقال مؤلف تقرير بعنوان "فرصة إنتاج الصلب الأخضر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، سوروش بسيرات، إنه يمكن لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تقود العالم إذا انتقلت على الفور إلى مصادر الطاقة المتجددة وطبّقت الهيدروجين الأخضر في قطاع الصلب.
وأكد التقرير أن قطاع إنتاج الصلب في المنطقة يستخدم تقنية أفران القوس الحديدي المباشر، التي تطلق انبعاثات أقل من الفرن العالي الذي يعمل بوقود الفحم وعملية فرن الأكسجين الأساسي المستخدمة في 71% من إنتاج الصلب الخام العالمي في عام 2021.
وأشار بسيرات إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنتجت 3% فقط من الصلب الخام العالمي، وشكّلت نحو 46% من إنتاج الحديد الخام في العالم.
وأوضح أنه يمكن تحقيق الحياد الكربوني باستخدام الهيدروجين الأخضر (المنتج باستخدام التحليل الكهربائي الذي يعمل بالطاقة المتجددة) وأفران القوس الكهربائي التي تعمل بالطاقة المتجددة.
وأضاف أن المنطقة لن تتطلب استثمارات في التكنولوجيا الأساسية، بفضل استخدام جميع الأموال لتوسعة إنتاج الهيدروجين الأخضر.
مصر والسعودية والإمارات
في إشارة إلى مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، قال بسيرات: إن سعة الإنتاج المتاحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يمكن أن تساعد في تحقيق إنتاج الهيدروجين الأخضر بأقل من دولار للكيلوغرام بحلول عام 2050.
وأعلن البنك الدولي أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتمتع بأعلى إمكانات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم ويمكنها نظريًا إنتاج أكثر من 5.8 كيلوواط في الساعة لكل متر مربع يوميًا.
ويتوقع المحللون إضافة 83 غيغاواط من الرياح و334 غيغاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2050؛ ما سيزيد حصة الرياح والطاقة الشمسية من 1% و 2% على التوالي إلى 9% و24%.
اقرأ أيضًا..
- وزيرة الطاقة ليلى بنعلي: المغرب يتفاوض على صفقة غاز مسال تغطي 10 سنوات (حوار - فيديو)
- مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي يمر عبر 13 دولة.. (بالأرقام والخرائط)
- أكبر حقل نفط في ليبيا.. الشرارة ضحية الاضطرابات الأمنية
- خطة أوروبا لمعالجة أزمة الطاقة.. هل تنقذ القطاع الصناعي من الانهيار؟