بوتين: رفع العقوبات عن نورد ستريم 2 مخرج أوروبا لتوفير الغاز (فيديو)
ويؤكد: الانتقال الأخضر وراء أزمة الطاقة وليس موسكو
هبة مصطفى
أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن تدفقات الغاز يمكنها شق طريقها عبر خط نورد ستريم 2 إلى دول الاتحاد الأوروبي في حالة رفع العقوبات عنه وفتحه.
وفي الوقت ذاته، أشار إلى أن التحول الأخضر هو السبب في أزمة الطاقة بالقارة العجوز، وأن موسكو لا صلة لها بتلك الاضطرابات، بحسب ما نقلت عنه رويترز، اليوم السبت 17 سبتمبر/أيلول (2022).
ويثير خط نورد ستريم 2 الروسي الجدل حوله منذ انتهاء عمليات البناء وإتمام عمليات الملء نهاية العام الماضي (2021)، ولم يحظَ برؤية واضحة حول موعد التشغيل مع بدء العام الجاري (2022).
ومع تصاعد الأحداث الجيوسياسية بين الدب الروسي من جهة وأوكرانيا من جهة أخرى قررت ألمانيا تجميد موافقات الخط وتشغيله على أراضيها ودخل ضمن دائرة العقوبات المفروضة على موسكو، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
رفع العقوبات
اشترط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رفع العقوبات عن خط نورد ستريم 2 حتى تضمن أوروبا استئناف ضخ تدفقات الغاز الروسي إليها، طبقًا لتصريحاته الصحفية في أوزبكستان.
وخاطب بوتين دول الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أنه إذا كانت هناك رغبة في حل الأزمة؛ فيتعين رفع العقوبات عن الخط لضخ 55 مليار متر مكعب سنويًا من تدفقات الغاز.
وفي الوقت ذاته، أوضح أنه لا صلة لروسيا بأزمة الطاقة الأوروبية وأن التحول الأخضر هو من يقف وراء ذلك، مؤكدًا أن بلاده تفي بالتزاماتها في مجال الطاقة.
ويبدو أن موسكو تضغط من خلال وقف تدفقات الغاز عبر خط نورد ستريم 1 لتشغيل الخط الثاني؛ إذ إنه بخلاف بوتين حاول مسؤول روسي إعادة المجال للحديث عن خط نورد ستريم 2 مرة أخرى مطلع شهر سبتمبر/أيلول الجاري بتأكيده أهمية الخط ودوره في استقرار أزمة الطاقة الأوروبية.
وقال رئيس مجلس النواب الروسي، فياتشيسلاف فولودين، إن القارة العجوز يمكنها تجاوز أزمة الطاقة حال تشغيلها للخط.
ويقع خط نورد ستريم 2 بالتوازي للخط الأول الذي يحمل الاسم ذاته "نورد ستريم 1"، ويمتد الخط أسفل بحر البلطيق.
وأتمت موسكو بناء خط نورد ستريم 2 قبل ما يقرب العام، غير أن خطط تشغيله انقلبت رأسًا على عقب بقرار ألماني يقضي بتجميده صدر قبل حرب أوكرانيا بأيام قليلة.
حرب الاتهامات
جاءت تصريحات بوتين بشأن خط نورد ستريم 2 في توقيت بالغ الأهمية بالنسبة للقارة الأوروبية التي تبذل جهودًا على قدم وساق لتأمين مخزونات الغاز قبل تضاعف الطلب على الكهرباء والتدفئة خلال فصل الشتاء.
وقبل أسابيع قليلة، أعلنت شركة غازبروم الروسية غلق خط نورد ستريم 1 -المصدر الرئيس للتدفقات نحو ألمانيا أكبر الاقتصادات الأوروبية- بعد مدة اضطرابات شهدت خفض الإمدادات إلى ما يقرب خُمس سعة الخط بجانب تعليقها بين الحين والآخر.
وفي الوقت ذاته واجهت موسكو اتهامات باستخدام إمدادات الطاقة سلاحًا لتقييد العقوبات الأميركية والأوروبية، بينما نفت روسيا مرارًا تلك الاتهامات، مشيرة إلى أن العقوبات استهدفت شن حرب اقتصادية ضدها، وأن توقف نورد ستريم 1 جاء لأسباب فنية وأعطال في التوربينات.
وحسم بوتين الأمر بإعلانه -قبل أيام- قطع الإمدادات تمامًا عن أوروبا حال تنفيذ مقترح المفوضية الأوروبية بتحديد سقف لأسعار الغاز الروسي باعتباره خطوة مثيلة لقرار مجموعة الـ7 حول تدفقات النفط من موسكو، ووصف بوتين المقترح بأنه سيدفع دول القارة العجوز نحو "التجمد".
ارتفاع الأسعار والروبل
شهدت أسعار الغاز في أوروبا زيادات غير مسبوقة منذ بداية العام، وتضاعفت لمستويات قياسية عقب الغزو الروسي لأوكرانيا واضطراب التدفقات الروسية.
وأدى ذلك إلى توقف إنتاج بعض الصناعات، بينما دفعت أسعار الطاقة الباهظة بعض الدول مثل بريطانيا نحو إعلان رفع فواتير الكهرباء السنوية على الشركات والمستهلكين.
وتبحث دول أخرى فرض ضرائب غير متوقعة "ضرائب مفاجئة" لمرة واحدة فقط على بعض الشركات أو الصناعات لتوفير عوائد إنفاق على الدعم المحلي.
ورغم تعطش القارة العجوز للتدفقات لتأمين مستويات التخزين خلال الصيف تمهيدًا لتلبية الطلب في الشتاء؛ فإنها اصطدمت بارتفاع أسعار السوق الفورية من جهة وقطع الإمدادات فعليًا عن 6 دول -حتى الآن- لرفضها الامتثال للقرار الروسي بالدفع بالروبل بدلًا من اليورو أو الدولار مقابل الحصول على التدفقات.
اقرأ أيضًا..
- وزيرة الطاقة ليلى بنعلي: المغرب يتفاوض على صفقة غاز مسال تغطي 10 سنوات (حوار - فيديو)
- مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي يمر عبر 13 دولة.. (بالأرقام والخرائط)
- أكبر حقل نفط في ليبيا.. الشرارة ضحية الاضطرابات الأمنية
- خطة أوروبا لمعالجة أزمة الطاقة.. هل تنقذ القطاع الصناعي من الانهيار؟
- كيف يصبح وقود الهيدروجين أكثر أمانًا؟ وزارة الطاقة الأميركية تجيب (فيديو)