إنتاج الكهرباء من الهيدروجين الأخضر.. ناميبيا تستضيف أول محطة في أفريقيا
تبدأ الإنتاج في 2024 وتخفض معدل استيراد الكهرباء
هبة مصطفى
تُعوِّل ناميبيا على أول محطة لإنتاج الكهرباء من الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، للإسهام بتوليد الإمدادات النظيفة وخفض معدل الاستيراد البالغ 40%، في حين يجري إعداد خطط على قدم وساق للتوسع بمحطات مماثلة خارج حدود ويندهوك شرق القارة السمراء.
وتُشير التطورات إلى دخول المحطة حيز الإنتاج في غضون عامين، مستفيدة من إمكانات الدولة الواقعة في الجنوب الأفريقي ومواردها النظيفة، بحسب ما نشرته رويترز اليوم الإثنين 12 سبتمبر/أيلول (2022).
واستطاعت ناميبيا جذب أنظار الدول الأوروبية التي تستهدف في الآونة الحالية تنويع مواردها بعيدًا عن الغاز الروسي، في حين أكد مسؤولون بالاتحاد الأوروبي الاتجاه تعزيز وارداته من الهيدروجين الأخضر باتفاقيات مع ناميبيا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
أول محطة لإنتاج الكهرباء من الهيدروجين الأخضر
تدخل أول محطة لإنتاج الكهرباء من الهيدروجين الأخضر في أفريقيا (المعروفة باسم مشروع سواكوبموند) حيز الإنتاج عام 2024، بحسب مسؤول تنفيذي بشركة "إتش دي إف إنرجي" الفرنسية.
وتبلغ تكلفة أول محطة لإنتاج الكهرباء اعتمادًا على الهيدروجين الأخضر في أفريقيا محطة "سواكوبموند" 3.1 مليار دولار ناميبي، ولديه القدرة على توفير كهرباء نظيفة على مدار 24 ساعة يوميًا طوال العام.
(الدولار الناميبي = 0.058 دولارًا أميركيًا)
وتؤدي أول محطة لإنتاج الكهرباء من الهيدروجين الأخضر في أفريقيا دورًا مهمًا في خفض معدل استيراد ناميبيا للكهرباء عن مستوياته الحالية البالغة 40% من إجمالي الكهرباء المستهلكة في البلاد، لا سيما أن مورّد الكهرباء الرئيس لها جنوب أفريقيا التي تعاني بالأساس من أزمة في انتظام التيار الكهربائي.
وبالنظر إلى أن إنتاج الهيدروجين الأخضر يعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، يستخدم المشروع ألواحًا شمسية بقدرة 85 ميغاواط لتزويد المحلل الكهربائي بالطاقة النظيفة، حتى يتمكن من إنتاج إمدادات الهيدروجين القابلة للتخزين.
توسع أفريقي
رغم أن مشروع أول محطة لإنتاج الكهرباء من الهيدروجين الأخضر في أفريقيا يعزز طموحات شركة هيدروجين دو فرانس "إتش دي إف" في ناميبيا، فإن تلك الطموحات لا تقتصر على الجنوب الأفريقي فقط.
وتخطط الشركة الفرنسية للتوسع بمحطات تشبه أول محطة لإنتاج الكهرباء من الهيدروجين الأخضر في أفريقيا بدول شرق أفريقيا والقارة السمراء بالكامل، إذ قال مدير الطاقة في الجنوب الأفريقي بالشركة نيكولاس ليكومت، إن هناك مرحلة لاحقة للمشروعات الهيدروجينية في شرق القارة.
وأضاف أن الشركة يمكنها إنتاج ما يصل إلى 142 غيغاواط/ساعة سنويًا، بما يعادل تلبية الطلب بنحو 142 ألف مواطن.
وتمتد طموحات شركة "إتش دي إف" التوسعية أيضًا إلى بناء وتشغيل محطات الهيدروجين في أنحاء العالم.
ولم تجذب استثمارات الهيدروجين في قطاعات الكهرباء والطاقة بالقارة السمراء نظر الشركة الفرنسية وحدها، إذ تخوض حكومة ناميبيا مشاورات مع شركة "هايفين هيدروجين إنرجي" لتنفيذ مشروع بتكلفة تقارب 10 مليار دولار.
ويستهدف المشروع إنتاج 350 ألف طن من الهيدروجين الأخضر، وتزويد الأسواق الإقليمية والعالمية بها قبل نهاية العقد (2030).
الهيدروجين الأخضر في ناميبيا
بخلاف استضافتها أول محطة لإنتاج الكهرباء من الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، تسعى ناميبيا للصدارة الأفريقية في مجال الهيدروجين الأخضر، وتخطط على قدم وساق لتصبح أول مركز للوقود النظيف في القارة السمراء.
وتستند الدولة الواقعة في الجنوب الأفريقي إلى إمكاناتها من الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) المستخدمة لتشغيل المحللات الكهربائية التي تعدّ الأداة الرئيسة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وامتدت تلك الطموحات إلى خارج الحدود الإقليمية، إذ اقترحت حكومة ويندهوك تصدير 3 ملايين طن سنويًا إلى الدول الأوروبية العام الماضي (2021)، وهو طموح قد تسعى ناميبيا إلى زيادته في ظل أزمة الطاقة التي تضرب القارة العجوز.
وتشهد ناميبيا أقل تكلفة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم بنطاق 2 دولارًا/كيلوغرام، في الوقت الذي تخطط خلاله لإعلان إستراتيجيتها حول تصدير الوقود النظيف بحلول عام 2025.
اقرأ أيضًا..
- صادرات الغاز الروسي لإسبانيا ترتفع 100% مع تراجع الواردات الجزائرية
- تحالف أوبك+ لا يريد أسعار النفط أقل من 90 دولارًا (مقال)
- الطاقات المتجددة في الجزائر.. تقرير رسمي يكشف إنجازات عامين
- تحول الطاقة في المجر.. سلاح تأمين الإمدادات وخفض الانبعاثات (تقرير)
