التحول إلى الطاقة المتجددة بجميع بلدان العالم يكلّف 62 تريليون دولار (دراسة)
ويجنِّب العالم أخطر تداعيات أزمة المناخ
نوار صبح
أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين في جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا الأميركية أن تحوّل جميع بلدان العالم تقريبًا إلى الطاقة المتجددة والموثوقة سيكلّف نحو 62 تريليون دولار، وأن الادّخارات ستعوِّض التكاليف في غضون 6 سنوات.
وأشارت الدراسة إلى دفع بلدان العالم تريليونات الدولارات لتركيب الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والبطاريات وأنظمة الطاقة المتجددة الأخرى، وأن المشكلة تكمن في التكاليف الباهظة لبناء البنية التحتية الجديدة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبيّنت الدراسة أن بلدان العالم بحاجة إلى البدء في التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة بسرعة، إذا كانت تريد تفادي بعض أخطر تداعيات أزمة المناخ.
لمحة عن الدراسة
أوضح فريق الباحثين المشاركين في الدراسة أن البنية التحتية الجديدة للطاقة المتجددة باهظة التكاليف ستوفّر تريليونات الدولارات من تكاليف الطاقة سنويًا بعد ذلك.
وأشاروا إلى أن عملية تحوّل الطاقة بأكملها يمكن أن تسترد تكاليفها في أقل من 6 سنوات.
وقد حلّل الباحثون تكاليف التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة في 145 دولة تطلق مجتمعة 99.7% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري، حسبما نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية (Independent) في 8 سبتمبر/أيلول الجاري.
وشمل التحليل بناء محطات طاقة جديدة بتقنيات مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتضمّن إضافة تخزين جديد للكهرباء، مثل البطاريات والتقنيات الجديدة مثل السيارات الكهربائية للنقل ومضخات الحرارة للتحكم في المناخ في قطاع المباني.
تكلفة تحول الطاقة
بيّن الباحثون أن بناء كل هذه الأشياء الجديدة سيكلف 62 تريليون دولار، إذ ستنخفض تكاليف الطاقة الخاصة وحدها بنسبة 62.7%، أو نحو 11 تريليون دولار سنويًا.
وأكدوا أنه يمكن تحقيق المزيد من الادخارات والوفورات من خلال دمج جميع التكاليف المجتمعية من الوقود الأحفوري.
عندما حسب الباحثون جميع الأموال التي وُفّرت عن طريق تجنُّب تلوث الهواء من محطات الكهرباء والأضرار المناخية، وجدوا أن العالم يمكن أن يسترد كامل نفقات استثماراته في البنية التحتية المتجددة في أقل من عام واحد.
وعلاوة على ذلك، قدّر الباحثون أن كل البنية التحتية الجديدة لمشروعات الطاقة المتجددة ستخلق أكثر من 28 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم، وتستخدم أقل من 1% من مساحة اليابسة في العالم.
وتُعَدّ الدراسة هي الأحدث من حيث الإشارة إلى الفوائد المجتمعية المحتملة لتفادي أزمة المناخ. وأكدت أن عواقب البقاء على مسار "العمل كالمعتاد" ستشمل أكثر من مجرد تكاليف مالية.
مخاطر الاحتباس الحراري
يرى المحللون والباحثون أن الاحتباس الحراري الناجم عن إطلاق كميات كبيرة من غازات الدفيئة في الغلاف الجوي قد يتسبب في المزيد من موجات الجفاف والعواصف وحرائق الغابات والأعاصير المميتة.
وفي وقت سابق من هذا العام، حذرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة -وهي هيئة رائدة في علم المناخ العالمي- من أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يجب أن تبدأ في الانخفاض بحلول عام 2025،
وبيّنت الهيئة أنه إذا كان العالم يريد الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة إلى نحو 1.5 درجة مئوية فعليه تجنّب بعض أسوأ العواقب المناخية المحتملة، حسبما نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية (Independent) في 8 سبتمبر/أيلول الجاري.
وأشارت الصحيفة إلى أن درجة حرارة الكوكب ارتفعت حاليًا بنحو 1.1-1.2 درجة مئوية فوق درجات حرارة القرن الـ19.
اقرأ أيضًا..
- خطر الجفاف يهدد الطاقة الكهرومائية.. وهذه قائمة أكبر 10 دول منتجة (تقرير)
- بالأرقام والخرائط.. خطوط أنابيب نقل الغاز الروسي إلى أوروبا بعد إغلاق نورد ستريم 1 (تقرير)
- غاز حقل أنشوا المغربي سيتدفق إلى أوروبا في "الأنبوب السابق للجزائر"