خبيرة عالمية: نمو أسواق الكربون بنسبة 48% في 2021
ندوة في القاهرة تبحث كيفية استفادة أفريقيا من خفض الانبعاثات
حياة حسين
نمت أسواق الكربون العام الماضي (2021) بنسبة 48%، ومن المتوقع لها مواصلة التقدم في ظل محاولات العالم لعلاج تغير المناخ، وفق رئيسة إدارة الممارسات العالمية لتسعير الكربون، ونائبة مدير المعهد العالمي للنمو الأخضر (جي جي جي آي) فنللا أوان.
جاء هذا التصريح في ندوة عقدها المركز المصري للدراسات الاقتصادية -وحضرتها منصة الطاقة المتخصصة- عبر تقنية التواصل المرئي.
وتُعدّ هذه الندوة الثالثة ضمن سلسلة ندوات يعقدها المركز حول التغيرات المناخية، والاستعداد لقمّة المناخ كوب 27، التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وناقشت الندوة "أسواق الكربون.. كيف تعمل وكيف تستفيد منها دول أفريقيا وما هي الفرص المتاحة أمام دول القارة في هذا المجال؟".
النمو الأخضر
قالت رئيسة إدارة الممارسات العالمية لتسعير الكربون، نائبة مدير المعهد العالمي للنمو الأخضر (جي جي جي آي) فنللا أوان: "إن دورنا هو مساعدة الحكومات على تحقيق النمو الأخضر، وأسواق الكربون جزء من هذه المساعدات".
وأوضحت أن انخراط الدول في أسواق الكربون يساعدها على إنعاش اقتصاداتها عبر التمويل الذي تحصل عليه مقابل بيع الكربون، ويدعم فرص خفضها للانبعاثات الكربونية على أراضيها في الوقت ذاته.
وأكدت ضرورة أن يكون الهدف من العمليات التبادلية في أسواق الكربون هو خفض الانبعاثات بصورة عامة وعلى مستوى عالمي، وليس مجرد وسيلة للتخلص من الالتزامات المناخية، "فمن المهم التركيز على جودة هذا النشاط، وأن يكون لدينا إستراتيجية محددة له".
أفريقيا ليست متقاعسة
قال الشريك المؤسس لمجموعة "برسبيكتيف كليمت" الدكتور أكسيل ميخائيلو: "إن أفريقيا ليست متقاعسة، وتحقق وضعًا جيدًا في مجال تنفيذ المادة 6 باتفاقية باريس للمناخ، الخاصة بأسواق الكربون الطوعية، ونسعى في دول القارة إلى الوصول لطرق يمكن أن تدرّ أسواق الكربون تمويلًا لمشروعاتها، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
وتعدّ كل من جنوب أفريقيا وغانا من الدول الأفريقية التي تستفيد من الفرص التي تمنحها أسواق الكربون، ولدى غانا تجربة مميزة في تأسيس مناخ أعمال مرتبط بهذا النوع من الاستثمارات وتسعى لتمريره من خلال الحكومة قريبًا، وهي التجربة التي يمكن الاستفادة منها بالتطبيق في دول أفريقية أخرى، كما تسعى مصر للاستفادة منها، وفق ميخائيلو.
وحدد ميخائيلو 3 محاور رئيسة للعمل بشأنها في أفريقيا لتطوير مشاركتها في أسواق الكربون، والاستفادة منها، وتتمثل في الإستراتيجيات التي ستتبعها الدول لتقليل الانبعاثات، وأطر العمل القانونية والتقنية، إضافة إلى البنية التحتية.
فرصة ذهبية
وصف الخبير الدولي في مجال الطاقة وتغير المناخ، والمدير المؤسس لشركة ابكس كونسيل في تونس، سمير عاموس، أسواق الكربون بالفرصة الذهبية.
وقال في ندوة عُقدت افتراضيًا من القاهرة، إن دخول هذه السوق يتطلب عدّة خطوات، بدءًا ببناء المعرفة المطلوبة وتحديد الخطوات والمشروعات الملائمة للدخول إليها.
وعلى سبيل المثال، حددت تونس محفظة مشروعات تستهدف خفض انبعاثات الكربون، وفق عاموس.
وأعلن أن تونس سيكون لديها قريبًا أول تقييم لآثار أسواق الكربون الاقتصادية لجذب الانتباه إلى الدخول إليها.
وأضاف أنه يمكن تدشين مؤسسة تطوعية تقوم بشراء الكربون وتقديم التعويضات المناسبة في المقابل.
هيئة وطنية
يرى المدير المؤسس لشركة إبكس كونسيل في تونس، سمير عاموس، أن الدول الأفريقية التي تريد الاستفادة من أسواق الكربون يجب أن تؤسس هيئة وطنية ترتب أولويات الدولة والمشروعات التي تحتاجها، والتحديات والصعاب التي قد تواجهها لتوضيح الأمر لأصحاب المصلحة، والعوائد التي يمكن أن يحققوها إذا أسهموا في مشروعاتها، "أي يجب أن يشعر صاحب المصلحة أن هذه ليست مهمة يُفرَض إنجازها، ولكن هي ذات عائد".
وتابع أن تونس تقدّم الدعم لشركات القطاع الخاص في مشروعات خفض الانبعاثات، ويستحوذ القطاع على 2.3% منها.
من جهته، أعلن رئيس مجلس إدارة شركة "إم جي إم" للاستشارات المالية والبنكية جمال محرم تأسيس أول صندوق من نوعه في مصر للاستفادة من أسواق الكربون، ستُعلن تفاصيله خلال قمة المناخ كوب 27، وفي مرحلة لاحقة سيدشّن صندوقًا مماثلًا في إحدى الدول الأفريقية.
موضوعات متعلقة..
- تجارة الكربون.. هل تستفيد الأسواق الناشئة من قواعد خفض الانبعاثات؟
- مصر تستعد لقمة المناخ كوب 27 بقائمة مشروعات خضراء
- الكونغو الديمقراطية تتخلى عن "التنقيب" لصالح تعويضات الكربون.. ووزير: "المكاسب أهم"
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية تخفض أسعار النفط إلى آسيا في أكتوبر
- أردوغان يبرر قطع الغاز الروسي عن أوروبا: "القارة تجني ثمار ما زرعته"
- غاز شرق المتوسط يغذي أوروبا بعد إسالته في مصر.. والمرافق العائمة "مفاجأة"