في محاولة للحد من عمليات سرقة النفط في نيجيريا التي تكبد البلاد خسائر بمليارات الدولارات، منحت الحكومة عقودًا لعدد من الكيانات الخاصة لحماية المنشآت النفطية في البلاد، تورّط بعضها في عمليات سرقة وتخريب في أوقات سابقة من العقد الماضي.
وحذّرت هيئة تنظيم النفط في نيجيريا، خلال يوليو/تموز (2022)، من مواجهة البلاد معوقات اقتصادية حال استمرار عمليات سرقة النفط، التي كلّفت ميزانية الدولة خسائر تُقدّر بنحو مليار دولار خلال الربع الأول من العام الجاري (2022).
وانتهى عام 2021 بخسارة قدرها 3.5 مليار دولار أميركي، أو نحو 10% من الاحتياطيات الأجنبية للبلاد، بحسب بيانات اطّلعت عليها منصّة الطاقة المتخصصة.
سرقة النفط في نيجيريا
قال المتحدث باسم المتشدد السابق تومبولو، إن شركة النفط الوطنية النيجيرية استأجرت شركة مملوكة له، لحماية المنشآت النفطية والتصدي لعمليات السرقة الهائلة، بحسب رويترز.
وأدى هجوم حركة (تحرير دلتا النيجر) -التي كان تومبولو يتزعّمها، على منشآت النفط في أوائل الألفينات- إلى عرقلة إنتاج الخام الأسود في أكبر مُنتج ومصدّر للنفط في أفريقيا.
وتعاني دلتا النيجر نزاعًا قديمًا، بدأ في تسعينيات القرن الماضي بين القوّات الحكومية وحرّاس شركات النفط من جهة، ومجموعات مسلّحة ذات طابع عرقي تهاجم المنشآت النفطية وتختطف رهائن، من جهة أخرى.
ويُعَد العقد واحدًا من 5 عقود أمنية مُنحت لشركات خاصة لحماية المنشآت النفطية، إذ أدت عمليات السرقة وتخريب خطوط الأنابيب إلى خفض صادرات نيجيريا النفطية بنحو نصف مليون برميل يوميًا إلى 1.4 مليون برميل يوميًا.
وارتفعت معدلات سرقة النفط عن العام الماضي، لتصل إلى 108 آلاف برميل يوميًا خلال الربع الأول 2022، بعدما سجلت متوسط 103 آلاف برميل يوميًا العام الماضي.
وقاد تومبولو -اسمه الحقيقي غوفيرنمينت إيكبيمبولو-، حركة تحرير دلتا النيجر، التي شنّت هجمات متكررة على المنشآت النفطية، حتى منح برنامج عفو حكومي بعض المقاتلين عقودًا لحماية هذه المنشآت.
وكان بخاري قد بدأ برنامجًا للعفو الرئاسي عن الميليشيات المسلحة في دلتا النيجر منذ عام 2009، حفاظًا على السلام في المنطقة.
واستُؤنفت الهجمات في عام 2016، بعد وقت قصير من إصدار الحكومة مذكرة توقيف بحق تومبولو بتهم فساد.
وقال المتحدث باسم تومبولو، بول بيبينيمبو، إن الشركات ستحمي خطوط الأنابيب في ولايات بايلسا ودلتا وإيدو وأوندو وإيمو.
وهبط إنتاج النفط في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا إلى 1.084 مليون برميل يوميًا في يوليو/تموز الماضي، مقارنة بنحو 1.399 مليون برميل يوميًا في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، ما يعني خسارة 315 ألف برميل من الخام يوميًا، وما يعادل 28.4 مليون برميل في 6 أشهر.
التبريرات النيجيرية
قال بيبينيمبو، إن تومبولو طلب من الآخرين في المنطقة التوقف عن السرقة من خطوط الأنابيب وقبول الوظائف الأمنية لتمكين الاقتصاد في المنطقة من التعافي.
وأوضح المتحدث باسم تومبولو، أن الشركات هي: غلوبال ويست المملوكة لتومبولو، وأوشن مارين سوليوشنز، ولابرادور سيكيوريتي أوت فيت، وأساري دوكوبو، وشركة خامسة غير معلنة.
وقال المدير العام لمؤسسة النفط الوطنية النيجيرية ميلي كياري، إن العقد لم يُمنح إلى تومبولو على صعيد شخصي، ولكن إلى شركة تتبع له.
وأوضح أن هذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها أفراد من منطقة دلتا النيجر على عقد لمراقبة خطوط الأنابيب، مشيرًا إلى أن العقد يصب في مصلحة المواطنين.
وأشار إلى أن هيئات تنفيذ القانون اعتقلت 122 شخصًا متورطًا في تخريب خطوط الأنابيب وسرقة النفط خلال المدة من أبريل/نيسان إلى أغسطس/آب من عام 2022
وارتفع إنتاج نيجيريا من النفط بنسبة طفيفة في شهر يونيو/حزيران الماضي، وبلغ 1.158 مليون برميل يوميًا، لكنه عاود الهبوط إلى 1.084 مليون برميل يوميًا في يوليو/تموز الماضي.
موضوعات متعلقة..
- التلوث النفطي في نيجيريا.. دائرة مفرغة تضع الحكومة وشركة شل في قفص الاتهام
- قطار سرقة النفط في نيجيريا يصل لتخزين المسروقات داخل الكنائس والمساجد
- إحباط محاولة لسرقة النفط بواسطة سفينة عملاقة في نيجيريا
اقرأ أيضًا..
- 3 تحالفات عالمية تتنافس على أكبر رخصة تعدين في السعودية
- خبراء: ملء مخزونات الغاز لن ينقذ أوروبا من أزمة الطاقة (تقرير)
- انخفاض إيرادات صادرات النفط العراقي 816 مليون دولار في أغسطس