3 دول آسيوية تتجه إلى شراء النفط الروسي الرخيص لتجاوز أزماتها الاقتصادية
مي مجدي
نجح النفط الروسي في جذب عملاء جدد بعيدًا عن الأسواق الغربية رغم العقوبات المفروضة على موسكو، إذ حذت ميانمار وسريلانكا حذو الهند لبدء استيراد الخام الرخيص، في حين تخطط بنغلاديش للسير على الخطى ذاتها.
واتجهت سريلانكا وميانمار -وهما دولتان مجاورتان للهند وتعانيان من ضائقة مالية- إلى شراء الخام الروسي بسعر مخفض، في محاولة للسيطرة على معدلات التضخم، حسبما نشرت صحيفة "إيكونوميك تايمز" الهندية (Economic Times).
كما أعلنت بنغلاديش عزمها استيراد النفط الروسي، وستُنقل الواردات إلى دكا إما مباشرة وإما عن طريق الهند، ويأتي ذلك عقب تقديم شركة روسنفط الروسية عرضًا ببيع الخام بخصومات ضخمة للعديد من الدول الآسيوية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
نقاش حاد في بنغلاديش
أصبحت خطوة استيراد النفط الروسي موضوع نقاش بين صناع القرار في بنغلاديش بعد تلقيهم عرضًا من شركة النفط الروسية العملاقة "روسنفط" لبيع الخام المكرر، خاصة الديزل بسعر أرخص.
وعرضت روسنفط -مؤخرًا- على شركة النفط البنغلاديشية المملوكة للدولة (بي بي سي) بيع النفط مقابل 59 دولارًا للبرميل، مقارنة بالأسعار في السوق العالمية التي تزيد على 100 دولار للبرميل.
وبموجب العرض، ستنقل روسنفط الخام المكرر إلى ميناء شيتاغونغ، إذ يشمل السعر العلاوات وتكلفة الشحن -أيضًا-.
وقالت رئيسة وزراء بنغلاديش، الشيخة حسينة، في اجتماع عُقد يوم 16 أغسطس/آب (2022)، إن الحكومة تعتزم شراء الوقود والأسمدة والقمح من روسيا، وسيتولى سكرتيرها الأول المحادثات مع السفير الروسي.
الخام الروسي في ميانمار
في الوقت الذي تشق فيه ناقلة ثالثة تحمل النفط الروسي طريقها إلى مدينة كولومبو السريلانكية، ستبدأ ميانمار في تلقي الوقود الأحفوري الروسي بدءًا من سبتمبر/أيلول (2022).
وتخطّط ميانمار لاستيراد البنزين وزيت الوقود من روسيا؛ لتهدئة المخاوف المتعلقة بالإمدادات وارتفاع الأسعار.
وخلال الأسبوع الماضي، صرّح رئيس المجلس العسكري، مين أونغ هلاينغ، بأن الحكومة اشترت زيت الوقود الروسي وستصل الشحنات على مراحل بدءًا من سبتمبر/أيلول (2022).
ويأتي ذلك في وقت تزداد فيه العلاقات بين روسيا وميانمار رسوخًا ومتانة، إذ تزوّد موسكو نايبيداو بالأسلحة والذخيرة، فضلًا عن مجالات التدريب.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري، زاو مين تون، إن هذه الخطوة جاءت بعد إجراء محادثات بين البلدين في أثناء زيارة رئيس المجلس العسكري لروسيا في يوليو/تموز (2022)، مضيفًا أن بلاده تهدف إلى زيادة شراء الوقود عالي الجودة بسعر رخيص.
ومثل العديد من الاقتصادات حول العالم، تضررت ميانمار من ارتفاع معدلات التضخم، بما في ذلك أسعار الوقود، وأُجبرت العديد من محطات الوقود على الإغلاق بسبب نقص الوقود خلال الأسابيع الماضية.
مفاوضات بين موسكو وسريلانكا
في غضون ذلك، بدأت كولومبو مفاوضات مع موسكو للحصول على النفط بسعر مخفض وسط الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد.
وخلال أزمة نقص الوقود، سعى رئيس سريلانكا السابق، غوتابايا راجاباكسا، الحصول على دعم ائتماني لاستيراد الوقود من نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ومنذ بداية عام 2022، تفاقمت الأزمة الاقتصادية في سريلانكا، وعجزت الحكومة عن سداد قروضها الخارجية.
ومع معاناة المواطنين نقصًا حادًا في الغذاء والوقود، بدأت الاحتجاجات السلمية في مارس/آذار (2022)، ونتج عنها استقالة رئيس الوزراء -آنذاك- في 9 مايو/أيار (2022)، كما أجبرت رئيس البلاد غوتابايا راجاباكسا على الفرار من البلاد في 13 يوليو/تموز (2022) والاستقالة في اليوم التالي.
وتوقف بعض الموردين عن تصدير الوقود الأحفوري إلى بعض الدول بسبب مخاوف من عجزها عن الدفع.
غزو أسواق جديدة
تعرّضت روسيا لعقوبات ضخمة منذ غزوها لأوكرانيا في أواخر فبراير/شباط (2022)، وبدأت أوروبا -أكبر مشترٍ للخام الروسي- في خفض وارداتها من موسكو.
وللحد من وطأة تراجع المبيعات، اتجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للبحث عن أسواق أخرى، من بينها آسيا.
وفي أبريل/نيسان (2022)، قالت روسيا إنها مستعدة لبيع النفط إلى "الدول الصديقة" بأي سعر.
وتدرس روسيا توقيع عقود طويلة الأجل بخصومات ضخمة تصل إلى 30% مع بعض الدول الآسيوية.
وأعلنت إندونيسيا أنها تلقت عرضًا من روسيا لشراء النفط بسعر أقل بنسبة 30% من سعر السوق العالمية، وتدرس البلاد العرض.
ويأتي ذلك في وقت تحاول فيه مجموعة الدول الصناعية الـ7 وضع سقف لسعر الخام الروسي، لتقليل عائدات موسكو من بيع النفط الخام.
ويتوقف مدى فاعلية هذا النظام على موافقة أهم المشترين الآسيويين للخام الروسي، خاصة الهند، التي تعارض بشدة، خوفًا من ضياع فرصة شراء النفط الروسي بسعر مخفض.
اقرأ أيضًا..
- 8 دول تدعم موقف السعودية بشأن مستقبل إنتاج النفط وإنقاذ الأسعار
- تخزين الكهرباء في معدن متاح للجميع.. تقنية حديثة قد تنقذ أوروبا
- استثمارات الغاز المسال عالميًا قد تبلغ ذروتها قرب 42 مليار دولار (تقرير)