دفعت المخاوف من العقوبات الغربية التي تستهدف النفط الروسي، العديد من تجّار النفط والمصارف العالمية إلى وقف التعامل مع شركة التكرير الهندية نايارا إنرجي، إحدى الشركات التابعة لروسنفط.
فقد رفضت معظم الشركات التجارية -بما في ذلك فيتول وجلينكور-، وكذلك المنتجون في كندا وأميركا اللاتينية وأوروبا، بيع الخام مباشرةً إلى نايارا، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.
وعلى الرغم من أن العقوبات لم تُفرَض على نايارا -ثاني أكبر شركة تكرير خاصة في الهند- في حدّ ذاتها، جزءًا من الردّ الدولي على الحرب الروسية الأوكرانية، فإن العقوبات سارية ضد شركة الطاقة الروسية العملاقة روسنفط.
تمتلك روسنفط نحو 49% من نايارا، بينما تمتلك شركة كيساني إنتربرايزيز (وهي تحالف تقوده مجموعة ترافيغورا ومجموعة يو سي بي إنفستمنت الروسية) 49.13%، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
مكاسب النفط الروسي.. ولكن!
كانت نايارا مشتريًا رئيسًا للنفط الروسي، إذ استحوذت على المنتج مُخفَّض السعر الذي تجنّبته بعض الشركات والدول الغربية.
وساعد الاستهلاك المرتفع للنفط الروسي -من بين أمور أخرى- في ارتفاع أرباح نايارا الفصلية إلى مستوى قياسي، بلغ 35.6 مليار روبية هندية (446 مليون دولار أميركي)، في أبريل/نيسان ويونيو/حزيران 2022.
وكانت بعض المصارف الأجنبية، ومصرف إتش دي إف سي الهندي، قد توقفت عن تقديم ائتمانات تجارية لواردات النفط، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز في أبريل/نيسان الماضي.
كما وضعت وكالة تحليل وبحوث الائتمان الهندية (كير) تصنيفات نايارا طويلة الأجل تحت "المراقبة الائتمانية مع الآثار السلبية"، بسبب العقوبات المفروضة على موسكو.
وقد استقال بعض كبار مسؤولي الإدارة في نايارا -من بينهم المدير المالي للشركة- من مناصبهم، منذ أن بدأت الدول الغربية فرض عقوبات على روسيا؛ دون أن توضح الشركة أسباب المغادرة.
مقاطعة شركة نايارا الهندية
أوضح مقاطعو نايارا أن الشركة تعتمد حاليًا على منتجي الشرق الأوسط الذين تديرهم الدولة، والتجّار الصينيين، والشركات التي تورّد النفط الروسي، وكذلك منتجي الخام المحليين، من أجل مصفاة فادينار بقدرة 400 ألف برميل يوميًا في ولاية غوجارات الغربية.
وتشمل الشركات التي رفضت التعامل مع نايارا، كلًا من فيليبس 66، وأوكسيدنتال بتروليوم كورب، وسيبسا، وإكوينور، وغانفور، وكوش، وبتروغال، وريبسول، وشل، وسونكور إنرجي، وإيكوبترول، وتوتال إنرجي.
وتضم المصارف والشركات الأخرى التي رفضت العمل في مراكز تحوّط جديدة لـ"نايارا"، كلًا من سيتي غروب، ومورغان ستانلي، وبي إن بي باريبا، وجي بي مورغان، وإنجي، بالإضافة إلى الوحدات المصرفية الأساسية لمجموعتي ميتسوبيشي يو إف جاي المالية، وسوميتومو ميتسوي المالية.
وقالت نايارا -التي تمثّل 8% من طاقة التكرير في الهند-، إن لديها علاقات طويلة الأمد مع مورّديها، وتعمل مع مجموعة متنوعة من المورّدين، ولديها عقود مناسبة لشراء النفط الخام.
وأوضحت -في بيان أُرسل عبر البريد الإلكتروني- أنه "بصرف النظر عن احترام العقود طويلة وقصيرة الأجل، يقدم مورّدونا أيضًا عروضًا، ونلتقط الخام على أساس فوري بشروط تنافسية".
هل تنضم الهند إلى الجهود الأميركية؟
في سياقٍ آخر، تسعى الهند إلى التوصل لإجماع أوسع قبل أن تدعم الجهود التي تقودها أميركا لوضع سقف لأسعار النفط الروسي، والتي من المتوقع أن يدفعها المسؤولون الأميركيون هذا الأسبوع، خلال زيارتهم للبلاد.
وقد برزت نيودلهي بوصفها واحدة من أكبر مشتري الخام الروسي منذ غزو أوكرانيا، وأبدت ترددها في الانضمام إلى الخطة ما لم يجرِ التوصل إلى إجماع مع جميع المشترين، وفقًا لما نقلته وكالة بلومبرغ.
ومن المرجح أن تُنقل هذه الرسالة إلى نائب وزير الخزانة الأميركي، والي أدييمو، وفريقه، في اجتماعات مع مسؤولين بالحكومة الهندية ومديري الشركات التنفيذيين، من يوم الأربعاء إلى يوم الجمعة.
ويخشى صانعو السياسة الهنود من أن الالتزام بسقف الأسعار سيعطّل وصول البلاد إلى النفط الروسي المخفض.
واعتمدت الهند -التي تستورد 85% من احتياجاتها النفطية- على الإمدادات الروسية الأرخص سعرًا، لتخفيف التضخم الذي يقارب 7% والعجز التجاري القياسي.
حد أقصى لأسعار النفط الروسي
قادت وزارة الخزانة الأميركية، بقيادة جانيت يلين، جهودًا لإشراك الحلفاء في فكرة الحدّ الأقصى للأسعار، والتي يتوقعون أنها ستؤدي إلى حرمان روسيا من الإيرادات التي تموّل غزوها لأوكرانيا، دون إخراج النفط من السوق، والتسبب في ارتفاع الأسعار.
ويمكن أن تتوقف فاعلية سقف أسعار النفط على التزامات من عملاء رئيسيين -مثل الصين والهند-، والذين عززوا مشتريات الخام من روسيا، بعد أن تجنّب معظم المشترين براميل النفط بعد غزو أوكرانيا.
وقال أدييمو -في حدث أُقيم في مومباي اليوم الأربعاء 24 أغسطس/آب- إن التحالف من أجل وضع حدّ أقصى لأسعار النفط الروسي قد توسّع، وانضم إليه عددٌ من الدول، مضيفًا أنه "لن يسبق إعلانات التحالف".
ومن المتوقع أيضًا أن يطلب أدييمو من الهند تعزيز مراقبتها لأماكن بيع المنتجات المصنوعة من الخام الروسي.
ويأتي الطلب بعد أن أشار مسؤولو وزارة الخزانة إلى أن شحنة من مادة تستخدم في صناعة البلاستيك المنتج داخل مصفاة هندية من النفط الروسي قد شقّت طريقها إلى نيويورك.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت حظرًا -في مارس/آذار- على استيراد الخام والمنتجات النفطية المكررة الروسية.
موضوعات متعلقة..
- الهند تدافع عن واردات النفط الروسي: "أفضل صفقة"
- شركات التكرير الهندية الخاصة تحقق أرباحًا قياسية بدعم من النفط الروسي
- صادرات النفط الروسي إلى الهند تسجل قفزة كبيرة في يونيو
اقرأ أيضًا..
- وزير النفط الكويتي: نقص الاستثمار وراء التقلبات الكبيرة في أسواق الخام
- تصدير الغاز المسال والهيدروجين من كندا إلى ألمانيا.. معضلة البحث عن ملاذ آمن
- تخزين الكهرباء في معدن متاح للجميع.. تقنية حديثة قد تنقذ أوروبا
- بنك أستراليا يوقف تمويل السيارات العاملة بالوقود الأحفوري بدءًا من 2025