الطاقة الشمسية في أميركا قد تفقد 12 غيغاواط بسبب الصين
هبة مصطفى
باتت خطط الطاقة الشمسية في أميركا مهددة باضطراب إمدادات المعدات والألواح الواردة من الصين، بموجب قانون الأويغور لمنع العمل القسري في مقاطعة شينجيانغ.
وتحتجز الجمارك الأميركية، منذ شهر يونيو/حزيران الماضي، ألواحًا شمسية ومعدات تصل سعتها إلى 3 غيغاواط خضعت للتصنيع في الصين، ويهدد ذلك أهداف الرئيس جو بايدن التي كشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة عن ضعف تنفيذها خلال النصف الأول من العام الجاري (2022)، بحسب ما نشرته بلومبرغ.
وكانت أميركا قد أقرت في وقت سابق قانون حمل اسم "قانون الأويغور لمنع العمل القسري" لتنظيم سياسات الكيانات الأميركية في التعامل مع المنتجات الواردة من منطقة شينجيانغ الصينية التي تشهد إجبارًا للعمالة من الأقلية بالمخالفة للقانون، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
قانون الأويغور والواردات الصينية
تأثرت التدفقات التجارية على الحدود الأميركية بالقانون، وتُشير التوقعات إلى أن سعة ألواح ومعدات الطاقة الشمسية المستوردة من الصين قد تصل إلى ما بين 9 و12 غيغاواط بحلول نهاية العام الجاري (2022)، بحسب بيانات مصرف روث كابيتال الاستثماري في كاليفورنيا.
وأشارت بيانات إدارة معلومات الطاقة، الصادرة الأسبوع الماضي، إلى أن النجاح كان حليفًا لما يُقدّر بنحو نصف خطط تركيبات الطاقة الشمسية في أميركا المستهدفة خلال النصف الأول من العام الجاري (2022) فقط.
ويرجع ذلك إلى قيود سلاسل التوريد من الصين وتأخيراتها، بجانب القيود المتعلقة بالمنتجات غير المصنعة محليًا المفروضة منذ عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، وشهدت تطورات خلال رئاسة دونالد ترمب، انتهاء بوضع ضوابط لها برعاية بايدن.
ويمنع قانون الأويغور لمنع العمل القسري أميركا من استقبال واردات منطقة شينجيانغ الصينية دون إثبات عدم صلتها بالعمل القسري، ورغم تمريره في شهر ديسمبر/كانون الأول نهاية العام الماضي (2021) فإنه دخل حيز التنفيذ خلال فصل الصيف الجاري، وفق ما أوردته مجلة بي في مغازين (PV magazine).
ووفق القانون، يتعيّن على الشركات تقديم خطط كاملة لسلسلة التوريد بما يتضمن قوائم العاملين وما يثبت عملهم بطرق طوعية دون إجبار.
وكان وزير العمل الأميركي مارتي والش قد أكد أن بلاده لا يمكنها القبول بسلع ومنتجات ضمن سلاسل التوريد العالمية أُنتجت تحت غطاء العمل القسري للأويغور في مقاطعة شينجيانغ الصينية.
خطط الطاقة الشمسية في أميركا
يخشى مستثمرون استمرار تعطُّل خطط الطاقة الشمسية في أميركا لا سيما أن تكدس الألواح والمعدات تزامن مع دخول قانون الأويغور حيز التنفيذ، كما أن الأداء الضعيف الصناعة خلال النصف الأول من العام الجاري (2022) الذي رصدته إدارة معلومات الطاقة كان مخالفًا للتوقعات.
وعقب إقرار قانون منع العمل القسري واجهت شحنات عدة تنتمي إلى صناعات مختلفة المنع، ما دفع كبار المصنعين في الصين -لا سيما المعنيين بتصنيع معدات الطاقة المتجددة والنظيفة- إلى وقف الصادرات إلى أميركا.
وباتت وحدات شمسية بسعة تتراوح بين 9 و12 غيغاواط مهددة بمنع دخولها الحدود الأميركية، لحين امتثال الشركات الصينية المُصنعة لشروط القانون الأميركي.
ويهدد ذلك سوق الطاقة الشمسية في أميركا، ثاني أكبر الأسواق العالمية، وكذا قد يؤثر في بنود خطة المناخ التي تبنتها إدارة بايدن في ظل استمرار هيمنة الصين على سلاسل التوريد العالمية للصناعة.
وتُعد مقاطعة شينجيانغ الصينية أبرز معاقل تصنيع معدات الطاقة الشمسية، إلى جانب احتوائها على 50% من إمدادات مادة البولي سيليكون المستخدمة في التصنيع، وواجهت بكين اتهامات بالانتهاكات الحقوقية وإجبار العمالة من أقلية الأويغور بها.
رسوم الإغراق.. و"انتهاكات" الليثيوم
لم يكن قانون الأويغور العقبة الوحيدة أمام صناعة الطاقة الشمسية في أميركا، إذ سبقه بأشهر قليلة تحدٍّ قريب الصلة بعدما أعلنت وزارة التجارة إجراء تحقيق موسع في "رسوم الإغراق" المتعلقة بالواردات الآسيوية خاصة الصين.
ووجّه مُصنعون محليون -حينها- اتهامات إلى بكين بالتحايل على رسوم الإغراق التي تضع رسومًا على مكونات الصناعة المستوردة في حالة إذا ما كان تُصنّع محليًا.
وبموجب عوامل عدة، ارتفعت التقديرات لتشير إلى إمكان خسارة مشروعات الطاقة الشمسية في أميركا لما يصل إلى 17.5 غيغاواط من المشروعات المخططة للعام الجاري (2022)، بحسب بيانات ريستاد إنرجي.
وكانت صناعة المعادن لها نصيب من الحظر الأميركي للواردات الصينية بموجب القانون ذاته، إذ اُتهم أكبر منتجي الليثيوم في العالم "شركة غانفنغ ليثيوم الصينية" بممارسة انتهاكات تتعلق بالعمل القسري في مقاطعة شينجيانغ أيضًا.
ويؤثر ذلك في صناعة السيارات الكهربائية على الصعيد العالمي، لا سيما أن الصين تشتهر بأنها رائدة في إنتاج الليثيوم والبطاريات بجانب تصنيع مكونات الطاقة الشمسية.
اقرأ أيضًا..
- أسعار الغاز في أوروبا تسجل مستويات قياسية لأول مرة منذ 5 أشهر
- دراسة: نقل الهيدروجين في خطوط الغاز مُدمر.. هل تتبدد آمال الجزائر والمغرب؟
- الاحتجاجات الألمانية تتلاعب بمصير صفقة الغاز المسال مع كندا.. والهيدروجين يظهر بديلًا
- خبراء: غاز غزة ضحية أزمات سياسية.. ولم يشهد تطويرًا رغم اكتشافه قبل 23 عامًا (فيديو)