تطوير أكبر مشروع نفطي في ألاسكا بقيمة 2.6 مليار دولار
وسط دعم كبير من القادة السياسيين
مي مجدي
في تطور مفاجئ، أعلنت شركة سانتوس الأسترالية بدء تطوير أكبر مشروع نفطي في ألاسكا، بقيمة تصل إلى 2.6 مليار دولار أميركي.
وفي هذا الصدد، اتخذت شركتا سانتوس الأسترالية وريبسول الإسبانية القرار الاستثماري النهائي لتطوير المرحلة الأولى من مشروع "بيكا" النفطي الواقع بمقاطعة نورث سلوب في ألاسكا، حسبما نشر موقع "أنكريدج ديلي نيوز" (Anchorage Daily News).
ومن المتوقع أن تنتج المرحلة الأولى من المشروع 80 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2026.
ويأتي القرار مفاجئًا، خاصة بعدما تعرَّض أكبر مشروع نفطي في ألاسكا إلى الكثير من التحديات، بداية من إعلان عدد كبير من المؤسسات المالية وقفَ دعم تطوير المشروعات النفطية في القطب الشمالي بسبب مخاوف تتعلق بتغير المناخ، إلى الدخول في نزع مع شركة كونوكو فيليبس الأميركية لاستخدام الطرق والمرافق، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ترقُّب القرار
قررت شركة سانتوس الأسترالية المضي قُدمًا في تطوير أكبر مشروع نفطي في ألاسكا، بعدما فشلت في بيع حصتها، وكشفت أنها ستبيع حصة ضئيلة من أصول الغاز المسال في بابوا غينيا الجديدة.
وسيسهم تطوير الحقل في تعزيز تدفقات النفط بخطّ أنابيب ترانس-ألاسكا بعد انخفاضها بنحو 75% من ذروتها في أواخر الثمانينيات إلى أقلّ من 500 ألف برميل يوميًا -حاليًا-.
وكان القادة ومراقبو الصناعة في ألاسكا يترقبون هذا الإعلان، على أمل تعزيز الوظائف والاقتصاد في المنطقة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وفور الإعلان أمس الثلاثاء 16 أغسطس/آب (2022)، أعرب القادة السياسيون عن سعادتهم، بما في ذلك السيناتوريان الجمهوريان، ليزا موركوفسكي ودان سوليفان، وقالا في بيان، إن المشروع سيخلق قرابة 2600 وظيفة خلال عمليات التطوير، و500 وظيفة دائمة، بمجرد بدء إنتاج النفط.
وقالت ليزا موركوفسكي: "إنني أقدّر النهج الذي اتّبعته سانتوس وشريكتها، ريبسول، للمضي قُدمًا في المشروع، وتأكيدهما تعزيز التعاون مع الكيانات والمجتمعات المحلية".
في حين وصف السيناتور، دان سوليفان، الإعلان بأنه يحمل أنباء سارّة لأمن الطاقة والأمن القومي والتنمية الاقتصادية والمجتمعية، إلى جانب توفير آلاف الوظائف.
تطوير الحقل
تعلّق مقاطعة نورث سلوب آمالها على مشروعين رئيسين، هما مشروع "بيكا"، ومشروع "ويلو" التابع لشركة كونوكو فيليبس، الذي تأخّر بسبب النزاعات القضائية والمراجعات البيئية الجديدة لإدارة بايدن، إذ يُعدّان أول مشروعين نفطيين جديدين مهمين في ألاسكا منذ سنوات.
ويقع مشروع بيكا -أكبر مشروع نفطي في ألاسكا- شرق منطقة احتياطي النفط الوطني بالولاية الأميركية، ومن المتوقع أن يدرّ مليارات الدولارات من عائدات الضرائب الحكومية والمحلية.
ويعدّ الحقل جزءًا من تكوين "نانوشوك"، الذي يمثّل واحدًا من أكبر الاكتشافات الهيدروكربونية التقليدية البرية في الولايات المتحدة منذ 30 عامًا.
وستتضمن عمليات تطوير المرحلة الأولى لمشروع بيكا حفر 45 بئرًا في منطقة واحدة، وستتبعها توسعة في المرحلة الثانية، وسبق أن قُدِّر الإنتاج النهائي بنحو 160 ألف برميل يوميًا.
وتمتلك شركة سانتوس الأسترالية حصة بنسبة 51% في أكبر مشروع نفطي في ألاسكا (بيكا)، بينما تمتلك ريبسول الإسبانية النسبة المتبقية (49%).
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة سانتوس، كيفن غالاغر، أهمية المشروع، مشيرًا إلى حالة التقلبات الحادّة التي تشهدها أسواق النفط والغاز العالمية.
وقال، إن البلدان تتطلع إلى تنويع مصادر الإمدادات بعيدًا عن روسيا، التي تسهم -حاليًا- في الإنتاج العالمي من النفط والغاز بنحو 12% و18% على التوالي.
في حين قالت شركة ريبسول الإسبانية، إن المنشآت ذات الصلة ستتضمن منشأة إنتاج ومركز تشغيل ومحطة معالجة لمياه البحر وخطوط الأنابيب.
وأضافت أن المشروع سيوفر إمدادات نفطية إضافية للأسواق، في وقت تقلّصت فيه الاستثمارات بقطاع التنقيب والتطوير، مؤكدةً أن عمليات التطوير الإضافية المستقبلية قد ترفع إجمالي الاستثمار في الحقل إلى أكثر من 3 مليارات دولار.
تحديات صعبة
نظرًا لأن مشروع بيكا يقع بالقرب من البنية التحتية للطرق وخطوط الأنابيب الموجودة في حقل "ألبين"، لذا يتعين إبرام اتفاقيات لاستخدام الطرق والمرافق الأخرى مع شركة كونوكو فيليبس، التي تمتلك البنية التحتية.
وفي مطلع شهر فبراير/شباط (2022)، طلبت شركة سانتوس الأسترالية من إدارة الموارد الطبيعي في ألاسكا السماح لها بالوصول إلى خط أنابيب كوباروك، وهو خط أنابيب مشترك، لتوصيل النفط الخام إلى محطة الضخ الأولى في خط أنابيب "ترانس ألاسكا".
وأعلنت الإدارة موافقتها على تصريح استخدام الأراضي في 29 مارس/آذار، لتمهيد الطريق لتطوير المشروع، والتوصل إلى اتفاق لاستخدام الطرق بين الشركات.
اقرأ أيضًا..
- مافيا الفحم في جنوب أفريقيا يكشفون كواليس عصابات السرقة وتورط الأمن
- 5 معلومات عن ميناء صحار العماني منافس الإمارات في تزويد السفن بالوقود (تقرير)
- صناعة الرياح البحرية بصدد استثمارات ضخمة مع تزايد الطموحات (تقرير)