سجّلت بي إتش بي وهي أكبر شركة تعدين في العالم، أعلى عائدات سنوية منذ عام 2011، معلنة توزيعات أرباح قياسية.
وحققت الشركة الأسترالية زيادة في الأرباح أكبر من التوقعات، بنسبة 26%، إلى 21.3 مليار دولار للسنة المنتهية في 30 يونيو/حزيران، مستفيدة من ارتفاع أسعار الفحم والسلع الأساسية الأخرى.
وارتفعت أسهم الشركة من حيث القيمة السوقية بنسبة 5.5%، بعد إعلان نتائج أعمالها اليوم الثلاثاء (16 أغسطس/آب)، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
نتائج أعمال أكبر شركة تعدين في العالم
سيحصل المساهمون على توزيعات أرباح نهائية قدرها 8.9 مليار دولار أميركي، أو 1.75 دولارًا للسهم الواحد، في وقت خفّض فيه عمال المناجم الآخرون عوائد المستثمرين لمواجهة انخفاض الأرباح.
وبالتالي، ارتفع إجمالي المدفوعات للعام إلى 16.5 مليار دولار، وهو أعلى مستوى في تاريخ الشركة الممتد منذ 137 عامًا.
وأنهت أكبر شركة تعدين في العالم العام بدين صافٍ بلغ 333 مليون دولار فقط، وهو أقل بكثير من النطاق المستهدف الذي يتراوح بين 5 و15 مليار دولار.
وعلى مدار العام، حققت بي إتش بي أكثر من 24 مليار دولار من النقد الفائض، وفقًا لما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times).
وكان المحرك الرئيس لتحسّن الأرباح هو أعمال الفحم الأسترالية لأكبر شركة تعدين في العالم، التي حققت أرباحًا أساسية قبل الفوائد والضرائب بلغت 8.7 مليار دولار، مقابل خسارة 577 مليون دولار قبل عام، مع ارتفاع الأسعار.
وانخفضت الأرباح في أكبر أعمال بي إتش بي، وهو خام الحديد، إلى 19.5 مليار دولار من 24.3 مليار دولار قبل عام.
دور الصين في توازن النمو العالمي
حذّرت شركة بي إتش بي من تباطؤ في الاقتصادات المتقدمة مع تشديد السياسة النقدية، قائلة إنها تتوقع أن تستمر قيود العمالة في الضغط على سلاسل التوريد العالمية والمحلية.
ومع ذلك، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة بي إتش بي، مايك هنري، إنه متفائل بشأن الصين، وأن عودتها من عمليات الإغلاق الناجمة عن جائحة فيروس كورونا ستعزز الطلب على الموارد.
وقال: "نتوقع أن تبرز الصين بوصفها مصدرًا لاستقرار الطلب على السلع في العام المقبل، مع ترسيخ دعم السياسة بصفة تدريجية"، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وأضاف: "نعتقد أنه خلال الأشهر الـ6 إلى الـ12 شهرًا المقبلة، ستوفر الصين بعض الاستقرار للنمو العالمي، وستساعد في تعويض بعض التباطؤ الذي نراه في أماكن أخرى".
عادةً ما تمثّل الصين أكثر من 60% من عائدات شركة بي إتش بي الأسترالية.
سياسة الشركة
عادت شركة بي إتش بي للبحث عن عمليات استحواذ؛ إذ عرضت -في 8 أغسطس/آب- شراء شركة "أو زد مينيرالز" للنحاس والنيكل، في صفقة بقيمة 8.34 مليار دولار أسترالي (5.8 مليار دولار أميركي)، وهو عرض الاستحواذ الثاني لها في العام الجاري (2022)، وقُوبل بالرفض.
وقال الرئيس التنفيذي، مايك هنري -في بيان الأرباح-: "لدينا الكثير من العوامل للنمو.. وعمليات الاندماج والاستحواذ هي مجرد واحدة من تلك العوامل.. سنظل منضبطين".
وأضاف: "كان من الجيد الحصول عليها، ولكنها ليست ضرورية.. إنه لأمر مخيب للآمال أن يختار مجلس إدارة أو زد مينيرالز عدم المشاركة".
بينما أعلنت شركة التعدين الأسترالية أنها ستقيّم خيارات لتوسيع الإنتاج في أكبر وحدة لإنتاج خام الحديد لديها إلى 330 مليون طن سنويًا، وستواصل استكشاف خيارات النمو في السلع "التي تواجه المستقبل" مثل النحاس والنيكل.
توقعات مستقبل المعادن الأخرى
تحدثت أكبر شركة تعدين في العالم عن سوق الصلب؛ قائلة إنه على الرغم من أنه يجب أن يكون هناك تحسن مطرد في الطلب الصيني، إلا أن "الانتعاش أبطأ مما كان متوقعًا في عمليات الإغلاق بعد جائحة كورونا، قد أضعف المعنويات عبر سلسلة قيمة الصلب".
وقالت "بي إتش بي" إنه من المرجح أن يظل هناك فائض من خام الحديد خلال السنة المالية 2023، مشيرة إلى زيادة المعروض من شركات التعدين الكبرى.
وتتمثّل أوجه عدم اليقين الرئيسة على المدى القريب في وتيرة تعافي الطلب على استخدام الصلب النهائي في الصين، واضطراب الإمدادات المنقولة بحرًا، وخفض إنتاج الصلب الصيني، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.
وأشارت الشركة إلى الآفاق طويلة الأجل للنحاس والنيكل، نظرًا إلى تعرضها "لاتجاه الكهربة الضخم"؛ إلا إنها ترى أن كلا المعدنين يخرج من ظروف العجز مع تحسن العرض بالنسبة إلى النيكل، وتدهور الطلب خارج الصين بالنسبة إلى النحاس.
كما قالت أكبر شركة تعدين في العالم إن الفحم الحراري حطم -أيضًا- الأرقام القياسية للأسعار، إذ أُعيد توجيه التدفقات التجارية من آسيا إلى أوروبا نتيجة القيود المفروضة على الصادرات الروسية، والتحوّل من الغاز إلى الفحم مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال.
وعلى المدى الطويل، من المتوقع أن يواجه إجمالي الطاقة الأولية المشتقة من الفحم تحديات، لا سيما في ظل سيناريوهات إزالة الكربون العميقة، إذ من المتوقع أن ينخفض الطلب، حسبما قالت الشركة.
وأوضحت أن أسعار البوتاس شهدت مكاسب بسبب الطلب القوي والمخاوف بشأن فقدان العرض من بيلاروسيا وروسيا، اللتين تمثلان نحو 40% من الناتج العالمي.
وقف استثمارات فحم الكوك
في سياقٍ آخر، أوقفت بي إتش بي جميع الاستثمارات في أعمال فحم الكوك في ولاية كوينزلاند الأسترالية، ردًا على زيادة سعر حقوق ملكية الفحم لحكومة الولاية واستمرار الحظر الصيني على واردات الفحم الأسترالي.
وقال الرئيس التنفيذي مايك هنري، للمحللين: "لن ننشر أي رأس مال كبير في أعمال الفحم في كوينزلاند بعد التغيير في حقوق ملكية كوينزلاند"، بحسب ما نقلته منصة "آرغوس ميديا" (Argus Media).
ويتناقض هذا مع تحرك الشركة لزيادة إنتاج خام الحديد إلى أكثر من 300 مليون طن، ودراسة الخيارات للذهاب إلى 330 مليون طن سنويًا في غرب أستراليا، ما يرسل رسالة واضحة مفادها بأن الولايات الأسترالية التي لديها أنظمة حقوق ملكية أكثر استقرارًا، تُكافأ بمزيد من الاستثمار.
وكانت حكومة كوينزلاند قد أدخلت مستويات عليا جديدة إلى نظام حقوق ملكية الفحم الخاص بها بدءًا من 1 يوليو/تموز، بما في ذلك أعلى معدل يبلغ 40% على الجزء الذي يجري بيعه فوق 300 دولار أسترالي للطن (211 دولارًا أميركيًا للطن).
اقرأ أيضًا..
- تجارة النفط في منعطف حرج بعد انخفاض منسوب نهر الراين
- أسعار الغاز في أوروبا تسجل مستويات قياسية لأول مرة منذ 5 أشهر
- دراسة: نقل الهيدروجين في خطوط الغاز "مُدمر".. هل تتبدد آمال الجزائر والمغرب؟
- صناعة السيارات الكهربائية تتطلب عمالة أقل 30% من نظيراتها التقليدية (تقرير)
